يبدو واضحآ بهذه المرحلة تحديدآ أن قواعد وموازين القوى العالمية قد تغيرت ,,وهذا جاء واضحآ ضمن سياق قمة العشرين فبعد قمة ساخنة جدآ عاشتها مدينة بريزبين الأسترالية، بدأ واضحآ أن كلا المشروعين الروسي “المعتدل” والامريكي “الرديكالي”، أصبحا ألان يعيشان بحالة حرب اقتصادية -سياسية -عسكرية، ساخنة جدآ وهذا مالايخفيه الفرقاء قادة كلا المشروعين، ومع صراع هذه القوى العالمية،، ودخول عوامل الضغوط ألاقتصادية “حرب النفط” كسياسة امريكية هدفها الضغط على الروس وحلفائهم بالمنطقة العربية والاقليم، بمحاولة لجلب الروس وحلفائهم الى طاولة التسويات المذلة، وهذا ما ترفضه القيادة الروسية وحلفائها بالمنطقة العربية والاقليم “تحديدآ” ،، فالروس والايرانيين والسوريين،، يدركون حجم الضغوطات المفروضة عليهم الان، سياسيآ واقتصاديآ وعسكريآ، والتي من المتوقع أن تزيد حدتها بالمستقبل القريب “مرحليآ”، بعد دخول مصطلح “حرب النفط”، وبقوة الى ميدان هذه الحرب المتعددة الفصول والاشكال.
فالروس وحلفائهم يدركون حجم الخطورة المتولدة عن الضغوطات الامريكية،، وخصوصآ بعد تجميد الحلول “مرحليآ” بخصوص ملفي ايران النووي و اوكرانيا،، فالروس يدركون أن النظام ألامريكي الرسمي وحلفائه بالغرب يستعمل الورقة الاوكرانية كورقة ضغط على النظام الرسمي الروسي،، للوصول معه الى تفاهمات حول مجموعة من القضايا والملفات الدولية العالقة بين الطرفين ومراكز النفوذ والقوة والثروات الطبيعية العالمية ومخطط مسيرة العالم الجديد وكيفية تقسيم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى على الصعيد الدولي،، ومن هنا يدرك الروس وحلفائهم أن امريكا وحلفائها بالغرب يحاولون بكل الوسائل جلب النظام الرسمي الروسي وحلفائه الى طاولة التسويات المذلة،، ليتنازل الروس وحلفائهم عن مجموعة من الملفات الدولية لصالح القطب الاوحد الامريكي.
لذلك يدرك الروس بهذه المرحلة تحديدآ،، وأكثر من أي وقت مضى انهم اصبحو بشكل اكثر واقعية تحت مرمى وتهديد مشروع امريكا وحلفائها، فهم اليوم باتوا بين مطرقة الدرع الصاروخية الامريكية التي باتت بحكم الواقع قريبة من الحدود الروسية، وتشكل خطر محدق بأمن المنظومة العسكرية الروسية، ، وخطر خسارة اوكرانيا لصالح الغرب، واحتمال فقدها لكثير من مناطق نفوذها بالشرق الاقصى والشرق الاوروبي وبالعالم العربي، وسندان تقويض جهودها التوسعيه والوصول الى مناطق ومراكز نفوذ جديده والاستغناء عن مراكز نفوذها القديمة لصالح القطب ألاوحد الامريكي والانكفاء على نفسها،، وليس بعيدآ عن كل ذلك الملف السوري وغيره من الملفات وخصوصآ الثروات الطبيعية وملفات حقول الطاقة بالدول التي تتحالف مع الروس “الثروات الطبيعية الايرانية- كمثال” ،، ومن جهة اخرى يعلم الروس عواقب ومخاطر استمرار امريكا وحلفائها بالمنطقة العربية “بحربهم النفطية” ،، التي تستهدف اركاع القوة الروسية،، والحد من تصاعد النفوذ الايراني بالاقليم العربي.
ومع كل هذه الضغوط الامريكية على الدولة الروسية، لاحظ جميع المتابعين كيف أن موسكو كانت بالفترة الاخيرة،، مسرحآ لمجموعة لقاءات،، ومنطلقآ لطرح مجموعة رؤى لبعض أزمات الاقليم العربي والمنطقة بشكل خاص،، فقد أستضاف الروس مؤخرآ، وبمراحل زمنية مختلفة،، وفدآرسميآ من الجمهورية العربية السورية،، ووفدآ من أئتلاف الدوحة المعارض،، ووفدآ من مملكة “ال سعود” ،، ومع أستمرار الحراك الدبلوماسي والسياسي الروسي، بدأ واضحآ ان مجموع هذه اللقاءات المنفصلة،، هدفها الوصول الى بعض الرؤى للحلول،، لبعض الازمات العالقة بألاقليم العربي ،، ولكن بدأ واضحآ، أن السعوديين وبعض حلفائهم بائتلاف الدوحة،، قد ذهبوا الى موسكو ليس بغرض أيجاد الحلول،، ولكن بغرض المساومة على الموقف الروسي،، وهذا ما رفضه الروس،، مما دفع السعوديين وحلفائهم بائتلاف الدوحة،، الى مغادرة موسكو بخفي حنين،، وقد بدأ واضحآ لجميع المتابعين لحيثيات زيارة الفيصل ووفد الائتلاف المتباعدة زمنيآ،، مدى التباعد بالاراء بين نظام ال سعود وحلفائه بالائتلاف والنظام الروسي. من جهة اخرى برز واضحآ مدى التقارب بالمواقف السياسية والامنية،، بين النظام الرسمي الروسي،، والنظام العربي السوري،، وذلك برز جليآ من خلال زيارة الوفد الرسمي السوري الاخيرة الى موسكو،، فهذه الزيارة وتقارب الاراء وثبات الموقف الروسي بخصوص ألازمة السورية،، دحضت جمع الشائعات التي كانت تطلقها بعض الصحف الصفراء،، ووسائل الاعلام المتأمرة،، بخصوص تغير بالموقف الرسمي الروسي اتجاه الحرب المفروضة على الدولة السورية.
ومع ثبات الموقف الروسي اتجاه ملفي ألازمة السورية وايران النووي،، ومع أشتداد موجة الضغوطات الامريكية على الروس بخصوص ملف اوكرانيا،، وما صاحب كل هذا من موجة عقوبات اقتصادية على الروس،، وظهور طبيعة جديدة لهذه الضغوطات الاقتصادية تمثلت “بحرب النفط -والانخفاض المتلاحق باسعار النفط “،، ومع بروز جديد حلف، سعودي-امريكي -فرنسي -قطري -تركي -الماني -بريطاني -اسرائيلي،، يستهدف ضرب محور روسيا -ايران – سورية -الصين -الهند-البرزايل -الارجنتين -فنزويلا -جنوب افريقيا، وعلى مراحل مختلفة،، ومن هذا الباب يحاول الروس تقليص حجم الضرر الذي سيلحق بهم وبحلفائهم من توحد هذا الحلف ألاقليمي والدولي،، ضد مكونات محورهم الصاعد وبقوة والهادف ألى اسقاط يافطة القطب الاوحد الامريكي.
ومن هنا ومع تعمق أطر الصراع بين هذين المحوران،، ومع أشتداد موجة الضغوطات الاقتصادية والسياسية والامنية، على الروس وحلفائهم، فهذه العوامل بمجملها دفعت الروس،، الى البحث عن حلول “مجتزئة ومرحلية” للتخفيف من وطأة الضغوطات الاقتصادية المفروضة عليها،، وحتى وان كانت هذه الحلول موجودة بمكون من مكونات الحلف المعادي لها،، وبالتحديد في انقرة، ومن هنا تأتي زيارة بوتين الى انقرة وهي زيارة اقتصادية بامتياز،، مع عدم أغفال الشق السياسي وخصوصآ الملف السوري، والذي مازالت انقرة ونظامها “ألاخواني” الرسمي،، تدعم وبقوة أسقاط النظام الرسمي بالجمهورية العربية السورية.
ومع ان الروس يدركون هذه الحقائق،، ويعلمون مدى الامتعاظ الرسمي التركي من دور موسكو بدعم النظام السوري،، ألا انهم اقدمو على هذه الخطوة،، ومن باب “ان طبيعة المرحلة تقتضي الذهاب الى انقرة” ،، من دون المساس بثوابت موسكو بخصوص ملفات المنطقة العالقة وخصوصآ الملف السوري،، وهذا ما تعودنا عليه من خلالة حنكة وحكمة الدبلوماسية الروسية “،، ومن هنا فلا يتوقع ان يحصل الاتراك على أي تنازلات او مواقف مبدئية من الروس تتجه الى تغيير موقفهم من الحرب المفروضة على الدولة السورية والمتوقع ان تبقى اطر المباحثات تتمحور حول الكثير من الملفات الاقتصادية والتعاون الاقتصادي بين البلدين،، دون التعمق بطرح موضوع التنازلات الروسية بشأن سورية على طاولة المباحثات الروسية -التركية.
وبالنهاية،، فأن مجموع المؤشرات الدولية وحجم الضغوطات المفروضة على الدولة الروسية هي بمجموعها سيكون مصيرها الفشل،، وان الروس وحلفائهم بالاقليم وبالعالم،، قادرين على التكيف المرحلي مع موجة هذه الضغوطات التي تفرضها امريكا وحلفها بالاقليم وبالعالم،، على روسيا وحلفائها،، ومعظم المؤشرات ألأاقتصادية الواردة من الصين والهند والبرزايل،، والمؤشرات المتعاظمة العسكرية للدولة الروسية وحلفائها بالاقليم “سورية -ايران -قوى المقاومة” تؤكد ان يافطة القطب الاوحد الامريكي بطريقها الى السقوط أجلا أم عاجلآ …..