23 ديسمبر، 2024 7:59 ص

الروس فهموا “الهجرة” فدخلوا سوريّا “مُحزّمين”

الروس فهموا “الهجرة” فدخلوا سوريّا “مُحزّمين”

شكى الرئيس السوري في خطبته الماضية “قبل شهر ونصف تقريبًا” في “مجلس الشعب” ,شكى نقص أعداد الملتحقين بالخدمة الإلزاميّة أو الاحتياط ,وعزا ذلك ,إضافةً للنزوح الجماعي للعوائل السوريّة من مدن سوريّة كثيرة شملها القصف السوريّ بالطائرات أو اختباء “المعارضة” المسلّحة وسط المدن ولجوء هذه العوائل لدول الجوار, ممّا أثّر سلبًا على عمليّة التجنيد الإلزامي أو الاحتياط ؛ أيضًا كونه السبب الرئيسي في تراجع الأداء القتالي للجيش وتراجعه في أكثر من جبهة وانكماشه واقتصار أدائه على التموضع الدفاعي كما عبّر الرئيس السوري في خطبته تلك ..وبغضّ النظر ,فمن المرجّح عندي وعند الكثير ربّما أنّ أميركا اعتبرته اعترافًا باحتماليّة الهزيمة فالتقطته هي بعد أن اعتبرته فرصة لا تعوّض “لتجفيف منابع التمويل البشري للجيش السوري” بشكل أشمل, فباشرت على ما يبدوا بوضع خطط لتهجير السوريين إلى أوروبّا بأعداد كبيرة لامتصاص زخم العنصر البشري السوري “ويشمل العراق أيضًا للتضييق على الحكومة العراقيّة نجدة الجيش السوري ولتجفيف التمويل البشري لداعش” ما يسارع على تقهقر “النظام” السوري وسقوطه ولذا فما أن بدأت “صافرة” انطلاق مارثون تهجير غير مباشر لعوائل بأكملها وبالألاف بدأوا أوّلًا بما متوفّر لديهم من السوريين النازحين في المخيّمات التركيّة ؛حتّى تمدّدت شملت الهجرة الداخل السوري والعراقي بانتظار الملايين هذه المرّة من المهاجرين وسط ترحيب أوروبّي “بإنسانيّة” غير مسبوقة.. الهدف من وراء ذلك على ما يبدو لي على الأقلّ تفريغ دولتين بأكملهما ,العراق وسوريّا من السكّان أو جلّهم “وتوزيعهم على قارّتي كندا وأستراليا” في مستقبل لن يطول والإبقاء فقط على كلّ من لديه أقارب مقيمون أو متجنّسون في الدول الأوروبّيّة كما أشّرت بعض الدلالات ..ساحات وحدائق “آق سراي” وسط استانبول بتركيا شهدت حركة لقاءات بين “المهرّبين” شاهدت ذلك بنفسي وزخم كبير من الباحثون عن من يستطيع إيصالهم لأوروبّا بحركة دؤوبة تعمل ليل نهار ذلك عدى المدن الساحليّة المطلّة على البحر..
لم يخال ما يحصل على الكثير من دول العالم من ضمنها دول عظمى!.. فلو نلاحظ أنّ روسيا مثلًا قد استعدّت لتتدارك الموقف منذ أن أطلق “الاستغاثة” بشّار الأسد ,ليستحصل بعدها الرئيس الروسي بوتن مباشرةً موافقة برلمان دولته تخويله صلاحيّة كاملة في التصرّف العسكري واتّخاذ قرار الحرب ..تلك الخطوات نلاحظ فيها السرعة تقاطرت فيها السفن والغوّاصات الحربيّة الروسيّة داخل البحر المتوسّط وتجهيز مطارات حربيّة وسط مناطق محصّنة شعبيًّا في الّلاذقيّة “قاعدة حميميم” وبأحدث الطائرات ..”الباص” عندما دخل بنا حدود إحدى دول أوروبّا ,وعلى غير العادة ,استوقفنا فوج من شرطة البلد صعدوا يفتّشون “الهويّات” ,وبعد تحرّك الباص فهمنا أنّ شرطة بلدان أوروبّا مستنفرة “يبحثون عن الأفراد المتسلّلون من الألبان والصرب والأفغان” لإنزالهم من القطارات أو الباصات وإعادتهم فورًا لبلدانهم ,فيما يبدأ الترحيب بكلّ عراقي أو سوري يعثرون عليه داخل الباص أو القطار ويتمنّون له الموفّقيّة “بحياة جديدة” !.. ما أدلّ أكثر ظهور وزير داخليّة ألمانيا أمس على شاشات التلفاز يطلب من أجهزة الدولة التسفير الفوري لجميع المرفوضين من ألبان وصرب بعد أن كان رفضهم يستمرّ عامًا كاملًا يجنون منه قدر ما استطاعوا الأموال قبل المغادرة القصريّة يجرون خلالها من يتطلّب وضعه الصحّي إجراء عمليّة جراحيّة على نفقة دول أوروبّا! ينتشرون للعمل خلال هذا العام جميع أفراد العائلة.. يبدو أن تأثير هجرة العراقيين والسوريين له عواقب من ردود أفعال مختلفة أغلبها سيسيئ مستقبلًا على وضع مهاجروا سوريا والعراق لما تركه “الخصوصيّة” أثرًا سلبيًّا لدى شعوب أوروبّيّة لا زالت تفتقر لأبسط وسائل العيش الكريم ..