23 ديسمبر، 2024 6:53 م

في تشكيلة حكومة حيدر العبادي الاخيرة اطلق مسعود البارزاني سراح وزارة الخارجية العراقية من خاله هوشيار زيباري بعد اكثر من عشر سنوات عجاف عاشت تلك الوزارة مثل تابع ذليل للاحزاب الكردية ، فيما العرب السنة والشيعة كانوا يهرولن حول منصب رئيس الوزراء دون جدوى ، وهذا المنصب ايضا ظل حكراً على حزب الدعوة ومازال !

لقد تم استكراد وزارة الخارجية من قبل هوشيار زيباري وقد نجح هذا الوزير في استكراد الوزارة والتي مهدت على مدى عقد من الزمن الى الدولة الكردية التي اخذ ملفها البارزاني الى واشنطن مؤخرا ، لتذهب وزارة الخارجية هذه المرة الى التحالف الوطني وتكون من حصة زعيم التحالف ابراهيم الجعفري الذي ملّ من منصبه الشكلي في قيادته لهذا التحالف الذي أستفحلت فيه الكثير من الآفات والتي من شأنها تدمير ابناء الجنوب العراقي الذين يرزحون تحت وطأة انقطاع الكهرباء المستمر وسرقة ثرواتهم النفطية وارسالها علنا كرواتب الى شخصيات معادية للعراق تقيم في الخارج اذكر منهم لا الحصر غازي عجيل الياور رئيس الجمهورية الاسبق الذي يتسلم اكثر من خمسين مليون دينار شهريا ! وكذلك المجرم الذي اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم في مبنى الاذاعة عام 1963 مازال يستلم راتبه من الدولة العراقية ! واسماء كثيرة اذا اردت عدها قد نحتاج الى مجلدات ، حتى محافظة الموصل التي يحتلها الدواعش والبعثيين تصرف حكومة بغداد رواتب موظفيها وعمالها شهريا وداعش تستقطع من رواتب الموظفين ما نسبته 30% لتمويل عملياتها الارهابية في المدن التي تحتلها اضافة الى الدعم السعودي والقطري والتركي وثمة دول اخرى كثيرة تقوم بدعم داعش .

الارهابيون يستلمون رواتب ومحفزات في كل دول العالم من الحكومة العراقية بينما اهالي مدينة البصرة ومدن الجنوب ومدن عراقية اخرى لا يستلمون رواتبهم التقاعدية ولا منحة المليون للعوائل النازحة من الموصل والرمادي وتكريت !
وزير خارجيتنا ابراهيم الجعفري يريد ان يطلق عنان حنجرته الى العالم فهو متحدث لبق ، وفي الكثير من خطاباته الرنانة يتفلسف على الشعب العراقي بلغته التي يدخل عليها بعض المفردات لا يفهمها البسطاء ، فهو ملك الشفافية ومهندس عذاب الفسيفساء العراقي ، فمن رئيس وزراء الى رئيس التحالف

الوطني الى وزارة الخارجية ، ولعل المؤتمرات التي حضرها الجعفري في نيويورك او اوروبا او الجامعة العربية ودول العالم احتاج فيها الى مترجمين من الوزن الثقيل ، بسبب مفرداته اللغوية التي يستخدمها بطراً لا اكثر ! ابراهيم الجعفري رجل روزخوني بالرغم من انه حاصل على شاهدة طبية لكنه كسياسي فاشل بنسبة ما دون الصفر ! مالذي رممه الجعفري الفاشل في وزارة مستكردة سفاراتها ترفع علم كردستان فقط في الكثير من الدول الاوربية ! سفارات تتحدث اللغة الكردية فقط ! سفارات طاقمها من الاميين والمتخلفين عقليا والذين فرضتهم الكتل السنية والشيعية والكردية حسب ما يسمى بالتوازن ، وكلهم يعملون بالضد من العراق ! سفارات اذاقت الويل لكل عراقي مغترب على مدى عقد من الزمان ، كيف سيرمم هذا الشرخ السيد الجعفري وهو اصلا شخصية مشروخة من كل الجهات ؟ شخصية كانت تعتاش على مساعدات الحسينيات في المهجر الاوروبي وإذا به ورفاقه من حزب الدعوة اغنى الاغنياء في بلد يعيش نصف شعبه في بيوت التنك والطين وبيوت الحواسم والعراء ونصفه الاخر مشرد في العراء بسبب تنظيم داعش والبعثيين ومن لف لفهم .

خلال الشهور الستة الماضية جعل الجعفري من خطابه الدبلوماسي سخرية يتناقلها البسطاء فعندما يقول ان قطر نالها الارهاب كما العراق ! اوخطبه في الشفافية والسفنجقية او عندما اخرج المارد من الزجاجة والقمقم وآخر خطبه قال : ان السياسي العراقي هو ملاك نازل من السماء الى العراق ، واشياء كثيرة يشوبها العجب . الجعفري الذي عاش في بريطانيا منبع اللغة الانكليزية وهو يحمل شهادة طبية ، لكنه لا يجيد اللغة الانكليزية .

فاذا كان هوشيار زيباري استكرد وزارة الخارجية لسنوات طويلة وعاد بالفائدة الى اقليم كردستان فهذا بالشيء الجيد للاخوة الكرد ، ولكن ابراهيم الجعفري جعل من دولة قطر التي تدعم الارهاب داخل العراق كدولة ضحية للارهاب ! فعلينا ان نتخيل حجم الكارثة التي تقودها وزارة الخارجية على العراق في السنوات الثلاثة القادمة .