19 ديسمبر، 2024 11:08 م

الروح الثورية عند الإمام علي والحسين(ع)

الروح الثورية عند الإمام علي والحسين(ع)

كانت بعثة النبي محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم حدث ثوري كبير في شبه الجزيرة العربية لمقاومة الجهل والتخلف ( فالمقاومة هي الحياة ) وغيرهما من  القيم المنحرفة التي قادت العرب بشكل خاص والناس بشكل عام الى عبادة اوثان يصنعونها من الحجارة بايديهم ثم يعكفون على عبادتها اويصنعونها مما يؤكل مثل التمر ويواصلون عبادتها وعندما يجوع احدهم ياكل صنمه 0

وقد زرت الهند وبيقت فيها لمدة سبعة اشهر ومما رايته عندهم أن لكل فرد صنم خاص به فصاحب المحل يضع صنمه في محله وعندما يفتح باب محله صباحا يعمد الى إشعال البخور ويقوم بتبخير الصنم ثم يضم كفيه الى بعضهما وياخذ الدخان بهما كما ياخذ الإنسان الماء ويمسح راسه ووجه به وجسمة وهو يتمتم بعبارت العبادة الخاصة به0

وكذلك يكون لكل عائلة صنم خاصة بها ولكل مدينة ولكل طائفة وهناك محال تجارية لبيع الأصنام على مختلف صور الكائنات وفي مقدمتها صورة انسان رجل او إمراة  وهناك سيارات تجوب المناطق السكنية لبيع الأصنام على الناس 0

فالانسان او المجوعة التي يتعرض صنمها للتلف يلقي به في القمامة ويشتري غيره ولديهم مناسبات خاصة يقومون فيها بطبخ الأطعمة  وتوزيعها على الناس  تتعلق بعادات عبادتهم للآصنام ومن آلهتهم المشهورة  على المستوى الذكوري الإله ( كريشنا ) وعلى المستوى الإنثوي الإلهة (بوجا)0

اردت من هذا الطرح الموجز ان ارسم صورة للناس واضحة وغنية بالمعرفة قدر الإمكان حتى يكون لهم مكون معرفي عن التقاليد العبادية  الوثنية 0

وهذا يساهم في تزويد الإنسان بمعلومات حول لماذا كانت الرسالة المـحمدية رسالة ثورية لأن الرسالة الثورية ذات طبيعة تحارب الأفكار المسمومة باقتلاعها من جذورها لزرع القيم والمبادئ الإنسانية الصحيحة والسليمة بدلا منها 0

ومثلما كان للقيم المنحرفة رجال يحملون لوائها ويقاتلون من اجل زرعها بين الناس فإن للقيم الإنسانية النبيلة رجال ذوو روح ثورية  يحملونها في اعماقهم ويحملون السلاح بايدهم من اجل تجسيدها واقعا بين الناس وكان منذ الايام الاولى لبعثة النبي محمد  كان الإمام علي الثوري البارز والذي بسيفه لعب دورا بارزا ومؤثرا في نشر الاسلام بين العرب 0

وعليه فإن الشعارات التي رفعها اهل الروح الثورية وعشاق الحرية والباحثين عن كرامة الإنسان وحقوقه المشروعة مهمة وان تدوالها من قبل الناس لا بد منه لتكون مقياس لهم يقارنون من خلاله بين مساراوضاع حياتهم وبين مسار الأوضاع التي اضطرت الثوار والأحرار الى النهضة ومن تلك الشعارات التي قادت الى الأنتصار على الظلم والطغيان وأهلهما شعارت الأمام علي وابنه الحسين وغيرهم من المفتونين بسحر الحرية و جمال اجواء الأنعتاق بين آفاق الحبور الواسعة وفي رحاب السرور الزاهية 0

وقد كان الثوار الفلسطينيون ولكن لا ادري هل في انتفاضتهم الأولى ام الثانية او في مناسبة اخرى ، قد رددوا الشعار الثوري للإمام علي (ع) :-  ( الموت في حياتكم مقهورين ، والحياة في موتكم قاهرين ) 0

والذي فيه دفع وتشجيع من الإمام علي (ع) للثوار والأحرار في جميع انحاء العالم وجميع العصور فقوله (الموت في حياتكم مقهورين ) يدعو فيه الإمام الإنسان الى رفض حياة الذل والعبودية ، فالخضوع للحاكم المستبد والسكوت على ظلمه للرعية والقبول باستغلاله للناس من اجل البقاء على قيد الحياة هذا هو الموت الحقيقي للإنسان لأنه يتم معه استلاب كرامته واغتيال عزة نفسه ومصادرة كبريائه وهدم شخصيته ومصادرة استقلالها وبذلك يتحول الإنسان الى دمية بيد الحاكم الظالم يلعب به حسب ما تريد مصالحه ويوجهه حسب ما تستدعي رغباته 0

 وأمّا قوله عليه السلام ( والحياة في موتكم قاهرين )  يدعو فيه الإمام علي (ع) كل ثائر وكل من يأبى الظيم ويمقت الظلم الى رفض حياة الذل والمهانة تحت كسوف وجه حكم الطغاة والدكتاتوريين كما قلت آنفا ويدفعه الى النهوض الثوري ضدهم لإجبارالحاكم المتسلط على اعطائه حقوقه الإنسانية وإن لم يكن فالشهادة دون تلك والسمو بالروح بعد الشهادة  في معارج  السعادة الأبدية من اجل حقوق كريمة مشروعة في كل قانون وكل عرف انساني شريف دونها الحياة البائسة والعبودية للغيرمن الحكام البغاة المستعبدين للإنسان والمصادرين لحقوقه0

 وفي الشهادة ايضا تعبيد الطريق امام الرافضين للبغي والباحثين عن الإنعتاق من ربقة التبعية للحاكم المستبد وتحرير النفس والمجتمع من عسفه وظلمه والأنطلاق نحو آفاق عشق الحرية في السعادة والإزدهار وبين احضان مستقبل زاهر بضوء الكرامة الحقيقية ومشرق  بنور الشخصية المتحررة بيدها زمام كل قراراتها الخاصة بها وفق احترتم حقوق الغير وعدم التدخل بشؤونهم 0  

وفي صدد المناعة الثورية وصلابة الصمود من اجل تحقيق الأهداف او الشهادة من اجلها قال الإمام الحسين عليه السلام (الموت اولى من ركوب العار) وهذه اعظم صفة يتحلى بها المكافح والمناضل على دروبهما المحفوفة بالمخاطر والعقبات من انه لا يهاب الموت من اجل قيمه النبيلة فالموت دونها عنده خير من الرضا بحياة العبودية والإستغلال تحت ظل سلطة حاكم دكتاتوري ظالم ، فالثوري يكون أبي النفس عميق الشهامة قوي الأنفة والكبرياء 0

ولا يفوتني هنا ان اعرج على ذكر رمز من رموز الروح الثورية المعاصرة وهو  رمز الكفاح والنضال والعنفوان الثوري المعاصر (تشي جيفارا ) والذي قال :- ( الموت او الوطن ) أي إما الشهادة من اجل كرامة الوطن وطهارة ترابه من دنس المعتدين او تحرير الوطن  من  براثن المستعمر ومن استغلال المحتل 0

وعليه فإنه ليس امام اشقائنا في فلسطين الّا العودة نحو التسلح بالزخم الثوري الذي يحمله شعار الإمام علي حامل لواء ثورة النبي محمد (ص) ضد الجاهلية الاولي بمختلف ما تحمل من رؤى الجهل والتخلف والعصبية القبلية والوثنية فاليصرخ كل مقاتل منهم عندما يصول ضد قوات جيش المحتل واليصرخ بأعلى صوته لشد عزيمته وعزيمة الآخرين وشحذ قدراتهم ورص طاقاتهم :-  (الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين )

أحدث المقالات

أحدث المقالات