22 نوفمبر، 2024 2:23 م
Search
Close this search box.

الرواية الاروع في الادب الاسرائيلي المعاصر

الرواية الاروع في الادب الاسرائيلي المعاصر

” الحياة بوصفها مثلا ” لبنحاس سادية هي الرواية الافضل في تاريخ الادب الاسرائيلي منذ نشاته.
قرات هذه الرواية الرائعة ، ويصعب علي التصديق بانها قد الفت من شاب يبلغ من العمر 27 عاما فقط ، رواية السيرة الذاتية التي تحوي على كشف الاسرار ، الاعترافات ، الامور التي يخشى الجميع معرفتها.
يقول اليوت في مقالته : ما هو الكلاسيكي؟: ” ان الادب الكلاسيكي يمكنه النشوء ايضا ومرة اخرى في كنف عصر قد ابتعدت كثيرا وانشغلت بتوجهات ثقافية مغايرة عنه ، هذا النشوء يمكن من اصدار نتاجات ادبية مرموقة “. على هذا الاساس يمكننا معرفة سبب ظهور مثل هذه الرواية ، التي نشرت عام 1958 .
لأن من بين القراء الشباب اليوم (الذين كانوا في السابق القراء الرئيسيين للادب الاسرائيلي) يستطيع معرفة اسرار هذه الرواية ، الكامن في قراءة العهد الجديد ، على سبيل المثال ، يعد العهد الجديد محور رئيسي في هذه السيرة الذاتية ، بينما يجد جزء كبير من القراء اليوم صعوبة في قراءة الكتاب المقدس ببساطة بسبب النظام التعليمي الاسرائيلي؟ فمن الذي يفهم هذه العبارات المقتبسة من الرواية مثل: “رغبتي الكبيرة هي أن أتحدث عن الله” أو “ما هي الأحداث الخارجية التي يتم النظر فيها؟ إنها ليست سوى تجربة: فقط الفاكهة الروحية ، أو الأشياء المادية أكرهها بشدة. انها تحزنني وتمرضني “. من يعي ما هو مدلول هذه العبارات في عصر التكنلوجيا والمعلومات ؟.
ان رواية ” الحياة بوصفها مثلا” هي في الاساس عبارة عن اعتراف ومحاولة فهم وتحليل داخلي للاحداث التي رافقت حياة المؤلف ، بدا من قضايا عائلية وحياة صعبة يرافقها احداث قاسية ومعاملة شديدة ” ” ان الحدث يد بدء عندما قام ابي بالبصق في كوب قهوتي ، وقمت بحمل هذا الكوب وسكبه في وجهه ” ، مرورا من خلال قصص مروعة عن مختلف الجرائم التي ارتكبها أو خطط لها في شبابه ، مثل خطة الطفولية بأكملها التي تصورها مع صديق سيء (ولم ينفذها والحمد لله) لسرقة امرأة عجوز وقتلها إذا لزم الأمر ، بروح رواية دستيوفسكي “الجريمة والعقاب” ، لضرب صديقته مع سوط غليظ ( وانها لم تبكِ ، ربما ان الضرب لم يكن مؤلمًا جدًا) وحادثة قام بها لاحقًا بسبب فتاتين صغيرتين من الأرثوذكس.
وفوق كل ذلك ، فإن المغامرات الروحية التي يمر بها ساديه مثل اللحظات الصوفية للإلهام في لندن: “كم كنت مفتوناً وانا أنظر إلى جماهير الناس المارة ، ولكن ما رأيته حقًا كان نوعًا من الرؤيا: رأيت الكرة الأرضية أمامي وكأنها قلب كبير ، أحمر ، دافئ ومرتجف ، رأيته الإنسانية كل مسؤوليها ، أسيادها ، عمالها ، عذارتها ، المنفيين ، سعادتها ومعاناتها ، صلاحها ، شريرها ، فقرها ويأسها ، شوقها وصراخها من أجل الخلاص ، رأيت البشرية جمعاء في جوهر واحد وكل شخص بمفرده ، في قبعته وملابسه ، في الواقع. قلب وحيد اللانهاية ، وشعرت بعد ذلك أنني اضطررت إلى ذلك ، أنني اضطررت ، وأردت أن أقول لهم كل شيء – – – “.
في الحقيقة إذا لم تقرأه بعد ، فلا تبدأ أي كتاب آخر.
وعلى ان هذه الرواية هي ضمن النثر الا انها لا تخلو من القصائد الشعرية ، ومن بينها ” قصيدة القدس الجديدة ” هذا هو جوهر الأمر برمته ، حيث يروي ساديه قصة رحلته من القدس إلى لندن (“وهكذا تركت القدس لتطلب / القدس الجديدة / غادرت أرض مصر للتجول في صحارى العالم / للاحتفال بعيد الفصح”) ، عندما يكون الشيء كله هو فهم ما الله يريد منك (مثل الرسول هوشع ، يشرح ساديه ، الذي أدرك أنه كان يتزوج من امرأة عاهرة ، لتوضيح كفر بنو إسرائيل بالله وعبادتهم لاله غيره). كان الغرض الأساسي لساديه هو سرد قصة حياته أثناء اكتشافه الله وداخله داخل المجتمع العلماني الملحد الذي عاش فيه.

أحدث المقالات