8 أبريل، 2024 8:44 ص
Search
Close this search box.

الروائي العراقي المغترب سلام ابراهيم: رواياتي صوّرت المخاض العسير لكل عراقي قاوم الظلم

Facebook
Twitter
LinkedIn

حاوره : عامر القيسي
– حياة المنفى لم تظهر إلا في أعمال روائية معدودة.
– آفضل ما كتب في تاريخ الرواية العراقية كتب في المنفى آو نشر في المنفى
– كل من يسمى مثقفاً عراقياً لم يدعم حركة الأحتجاج الشعبية ليس بمثقف بل خردة

سلام ابراهيم ..روائي عراقي خارج من الجحيم ، هكذا يمكن توصيف تجربته الحياتية التي تداخل فيها السياسي المؤمن بالتغيير الثوري بالأديب الذي عكس تجاربه الشخصية بمجموعة اعمال قصصية وروائية كتبت في منافيه المتعددة من مراكز اللجوء الى الاستقرار في الدنمارك . اشتغل على مشروع نقدي مؤجل لصالح مشروع السرد الروائي ، فقدم للمكتبة الروائية نصوصاً أثارت الكثير من الجدل وامتنعت بعض دور النشر من نشرها لدخولها الى عمق دائرة التابوات العربية .
اختلاف تجارب المنفى
– يبدو مفهوم او مصطلح ” روايات المنفى ” ملتبسا ، حتى ان بعض الروائيين والنقاد العراقيين يرون ان لاوجود لمثل هذا التقسيم ، وهو تقسيم تعسفي فلا هوية محددة لرواية المنفى ..فيما يصر آخرون على تمييزها وتفردها بثيمات وتجريبيات الطرح في فضاءات اكثر قبولا للأفكار التي لاتأخذ مدياتها بدون هذا المنفى ..الى أي حد تتفق او تختلف مع كلا الطرحين وانت من دعاة طباعة سلسلة تحت أسم أدب المنفى العراقي ؟
لا أميل إلى إطلاق مصطلح رواية المنفى العراقية إلا من حيث المكان المكتوبة فيه، فمن حيث الثيم والموضوعات والأحداث أنشغلت الرواية العراقية المكتوبة بالمنفى زمن الدكتاتور بالعراقي الواقع تحت مطرقته فأغلب الكتاب من جيلي الذين هربوا من جبهات الحرب والتحقوا بالثوار في الجبل، الراحل حميد العقابي، وجنان جاسم حلاوي، وشاكر الأنباري كان لديهم موقف من الحرب والأيدلوجيات الشمولية فكتبوا رواياتهم من ناصية حياد إنساني منحاز ضد العسف والحروب وسجلوا تجاربهم العنيفة بطرائق وأساليب مختلفة فشاكر وجنان سردوا تجاربهم الذاتية مموهة، بينما سرد حميد في بعض رواياته تجاربه دون تمويه، بينما صورت بدقة بكل رواياتي وتجاربي المخاض العسير الذي خضته والذي هو مخاض كل عراقي قاوم الظلم وسلطة الدكتاتور ليس بقلبه ولا بلسانه فقط بل بيده أيضاً.
أما بقية الروائيين ممن التجأ إلى المنفى لأسباب أيديولجية ممن هرب في أعوام ١٩٧٨- ١٩٨١
أو لأسباب تتعلق بالحصار وأضطراب الوضع الأقتصادي العراقي بين أعوام ١٩٩٠-٢٠٠٢ هم أيضاً ظهرت نصوصهم مشغولة بالعراقي في زمن الدكتاتور وزمن سلطة الطوائف والأحتلال ولهذه النصوص ميزات تختلف تماماً عن النصوص المكتوبة في ظل الدكتاتور أو سلطة الطوائف ومافيات السلب والقتل والنهب التي أمسكت السلطة بعد الأحتلال، والحيز لا يسمح في تفصيل هذه الميزات والأختلافات.

الرواية ومحنة العراقي
– هناك دعوات لعقد مؤتمر تحت اسم ” روائيو المنفى ” او ” ادب المنفى ” كيف تنظر الى مثل هذه الدعوات ؟ما الهدف منها ، انا شخصيا اراها مشابهة لتقسيم العراقيين الى خارج وداخل ؟
هذه العناوين غير دقيقة، كما ذكرت ثيمة النفي وحياة المنفى لم تظهر إلا في أعمال روائية معدودة بينما محنة العراقي ككيونة في المكان والزمان سادت في جميع النصوص الروائية العراقية المكتوبة في فضاء الحرية التي منحها المنفى لنا.
من الممكن ولأغراض تعريفية وضع عنوان في مؤتمر للرواية العراقية يدعى إليه الكتاب العراقيين الذين كتبوا نصوصهم في فضاء حر لتقديم أوراق عن تجاربهم في الكتابة الروائية وذلك يغني التجارب الروائية العراقية.
هذا من ناحية من ناحية آخرى آفضل ما كتب في تاريخ الرواية العراقية كتب في المنفى آو نشر في المنفى فما كتبه من أرسى الرواية الفنية العراقية غائب طعمة فرمان كتبه بمنفاه الروسي، وكذلك فاضل العزاوي، وروايات عالية ممدوح، آما ما كتبه فؤاد التكرلي فقد منع من نشره في العراق كما أخبرني في جلسه ببيت الشاعر الراحل جمعة الحلفي في دمشق عام ٢٠٠٢، آما الآجيال اللاحقة ومن ضمنها جيلنا كتبت آكمل النصوص في فضاء الحرية بالمنفى. بينما ما كتب داخل العراق زمن الدكتاتور آما مجد قيم القتل ككتاب قادسية صدام “كتبت وحللت عددا من نصوصهم في مقالات تحليلية تجدها في موقع الحوار المتمدن أو كتابة نصوص غامضة مشغولة بالتاريخ القديم السومري ،البابلي كنصوص محمد خضير ومحمود جنداري وجليل القيسي، آو للصوفية كنصوص لطفية الدليمي.

الرواية ليست كلاما متركما
– رغم وجود كثير من الروائيين العراقي في المنفى لازمنة طويلة الا ان غالبية او كل رواياتهم بقيت الى حد كبير اسيرة الماضي يبدو وكأن لها مشكلة في التلاقح مع الثقافات الاخرى ومشكلة الهوية ..هل تتفق مع هذا التقييم ؟
لا أفهم معنى أسر الماضي. هذا مفهوم غير دقيق وملتبس. الأدب والرواية والسرد كأنواع جمالية معنية بأستخلاص القيم والخلاصات الفلسفية والإنسانية والجمالية من التجارب الحياتية وهذه التجارب بالضرورة حدث في الماضي سواء أكان قريباً أو بعيداً. هذا من ناحية من ناحية أخرى قلت أن الروائي العراقي لم يذهب إلى المنفى طوعاً بل أضطر إضطراراً، فالعراقي بشكل عام والفنان بشكل خاص أشد تعلقاً بهذه البقعة الدامية وتأخذ بكياننا في كل لحظة وكل وقت وهذا يفسر سبب ظهور غالبية الروايات المكتوبة بالمنفى تقلب أوضاع العراقي في وطنه العراق أو في منفاه وهو مشغول في عراقه.
لو تفحصت الروايات في الأدب العالمي والعربي والعراقي لوجدت أن مادة الروائي ومجال أشتغاله هو التجارب المنجزة والسرد يبحث في خلاصاتها الإنسانية
هنا أشير إلى الروايات التي صوغها الفني كاملا لا تلك التي مجرد كلام وتراكم ورق وأحداث ليست لها دلالة أو فلسفة تمنح مفتاحا وحكما ولذة جمالية.

تجاربي ليست شخصية
– تبدو في اعمالك أسير تجاربك الشخصية، كما في رواية ” رؤيا الغائب” مثلاً وترى بعض القراءات لرواياتك انها تقترب من اعمال السيرة الذاتية ..هل هي قراءة صحيحة ؟
تجاربك الشخصية..وهل تجاربي الشخصية شخصية ؟..بأختصار:
نشأت في عائلة ساهمت بشكل فعال في النشاط الوطني منذ تأسيس الدولة العراقية والدي “أكتب الآن عن ظروف نشأتي رواية “دونت إسبيك” نشرت فصول منها في الصحافة العربية، أنضم بوقت مبكر للحلقات الماركسية الأولى بالمدينة التي شكلها سراً فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، أعتقل مرات عديدة وحكم عليه لمدة عام بعد إعدام فهد ١٩٤٩، أعمامي ساهموا بالنضال الوطني، وجميعهم أعتقلوا بعد إنقلاب ٨شباط ١٩٦٣ وبوقت مبكر تورطت في العمل السياسي بتنظيمات الحزب الشيوعي وأعتقلت بوقت مبكر بعمر ١٦ وبين عام ١٩٧٠-١٩٨٠ أعتقلت خمس مرات تعرضت فيها للتعذيب الجسدي والنفسي بالرغم من عدم عملي التنظيمي، في عام ١٩٨٢ ساقوني جنديا أحتياط لجبهة الحرب هربت ١٩٨٢ والتحقت بالثوار في الجبل تاركا زوجتي وأبني وعدت متسللا٢-١٩٨٣ وأختفيت مدة عشرة أشهر عدت بعدها إلى الجبهات كجندي كان هارباً وعاد بعفو عام، في هذه الأثناء أعدمت السلطات أخي الصغير طالب الهندسة والرسام كفاح الشيوعي المختفي دون تسليم جثته الضائعة حتى الآن وهذا موضوع روايتي “رؤيا الغائب” شاركت بمعارك مجنون كلها والتحقت بالثوار مرة أخرى بصحبة زوجتي بالثوار ٢-١٩٨٥تاركين ابننا الصغير في الديوانية، في ٥-٦-١٩٨٧ أصبت في قصف كيمياوي أعطب رئتي، تشردت مع جموع الأكراد مع زوجتي ١٩٨٨ في معسكرات اللجوء في تركيا، ثم إيران، فسوريا فموسكو ثم الدنمارك، وهنالك تفاصيل كثيرة جلب أبني تدهور حالتي الصحية حياة المنفى والعزلة.
أهذه تجارب شخصية أم هذه معارك تفاصيلها لا تسعها روايات، قلت مرة بأن العمر لا يكفي لتسجيل ما مررت به من مخاض.
كل قصصي ورواياتي من هذا المخاض الذي بكتبي العشرة لم أسجل منه إلا صفحات قليلة.
س5- في ” الحياة لحظة ” يلازم بطلك شعور بالنفي الداخلي منذ طفولته ، انت قلت، كل عراقي باستثناء من كانوا في السلطة زمن الدكتاتور كان يعيش حالة نفي داخلي, وفيما بعد عانيت انت من النفي الخارجي بسبب تمردك على سلطة الدكتاتور ، لكنك سردياتك الروائية بقيت اسيرة النفي الداخلي ..كيف تقييم هذه القراءة ؟
الحياة لحظة تخوض في فلسفة اللحظة فالعمر قصير وما اللحظة إلا حبلها الذي نتمسك به وهي تحكي عن سقوط حلم الثورة لمقاتلين كانوا يظنون أنهم سيغيرون العالم ويحققون العدالة الأجتماعية والمساواة والسلام في العالم يحاكمون تجربتهم الثورية التي كادوا أن يقضوا بها وهم يرون تهاوي موسكو عاصمة مدينتهم الفاضلة كم ظنوا. كما أن الرواية تحكي غربة الإنسان في الوجود في الوطن والمنفى.

المنفى تطفل على مجتمعات مختلفة
– ” ليس من السهولة القول بان النفى مكان مناسب للمنفي ” ، هذا ماتعتقده ، واعتقد ان هذه الفكرة واحساسك بالتطفل على مجتمعات المنفى ، جعلاك تغرق في ” منفى الطفولة ” حتى مغادرتك البلاد ..الى أي مدى تتفق او تختلف مع هذا الطرح؟
فعلاً المنفي يتطفل على مجتمعات حققت الحد الأعلى من القيم الإنسانية والعدالة بنضال أجيال من البشر لنأتي نحن على الحاضر ونقطف تلك الثمرات بعد أن لفظتنا بلداننا بسلطاتها الجائرة وحروبها. فحين وصلت الدنمارك كنت على حافة الموت بالكاد أتنفس، ولم أكن أعرف بأن قصف ١٩٨٧ الكيمياوي حطم ٦٠٪ من قدرات رئتي، وما زلت أدخن وقتها. قدم لي العلاج والنصائح وقتها، والتسهيلات كي أستمر في العيش، وعلاج مستمر كل هذه السنوات حيث كل عام أنام مستشفى مرتين أو أكثر بسبب إلتهاب الرئتين، والعلاج طبعاً مجاني. لو كنت في بلدي أو أي بلد أخر لمت من زمان، وبفضل ذلك تمكنت من كتابة القسم الأكبر من كتبي،
لكن أشعر ويشعر كذلك من يشتغل أنه غريب عن وطنه وخصوصا حينما ينتبه ويجد نفسه شيخاً وأيام عمره طواها الزمن.

العودة والمنفى من جديد !
– عدت الى الوطن ثلاث مرّات من عام 2004 الى عام 2010 ، ثم غادرت هذا الوطن الى منفاك ..هل ضاق بك الوطن أم وطن الخيال في ذاكرتك لم يكن هو ففضلت المنفى نهائياً ؟
منذ عام ٢٠٠٤ أزور العراق كل عام وأقيم في مدينتي الديوانية وأنشط في إقامة الندوات والأمسيات الأدبية والأجتماعية أغلبها موثقة تصويرا أو مغطاة في الصحافة العراقية وقمت بدراسة ما جرى لمدينتي أثناء غيابي القسري وكتبت عن ذلك روايتي –حياة ثقيلة- التي صدرت عن دار الأدهم القاهرة ٢٠١٥ وكتبت العديد من القصص القصيرة ظهرت في مجموعة “طفلان ضائعان” دار الدراويش ٢٠١٩، ولدي كتاب سردي عن زياراتي أضع عليه لمساتي النهائية هذه الأيام، كما ساهمت في التظاهرات بشكل منتظم طوال تلك السنوات. عام ٢٠١٩ العام الوحيد الذي لم أنزل فيه إلى العراق بسبب وضعي الصحي، والكرونا منعتني تماما من الأختلاط حتى هنا في الدنمارك فلم يبق لدي سوى ٢٧٪ من الرئتين صالح للعمل.

العنف يؤدي الى الدكتاتورية
– المنفى حوّلك على ما اعتقد، من جيفاري يؤمن بالكفاح المسلح ، ومارسته مع قوات الانصار الشيوعية ، الى ماركسي رومانسي..هل انعكس هذا التحول العنيف على خطابك الروائي ؟
ليس المنفى من حولني وأنما مخاض تجربة النضال من أجل حياة أفضل وما تعرضت له من أعتقالات وموقف ثوري ضد التحالف مع البعث تجربة الجبهة الوطنية ١٩٧٣-١٩٧٩ إذ أحجمت عن العمل السياسي وبشرت لفكرة الكفاح المسلح ثم انخراطي في العمل السري والتحاقي بالثوار وحمل السلاح، وفي الجبل نزعت فكرة بناء مجتمع مساواة بالعنف المسلح الذي أيقنت من مظاهر بسيطة رصدتها في رواياتي وقصصي أن العنف حتى الثوري سيؤدي إلى الدكتاتورية، ثم عشت في موسكو ١٩٨٩-١٩٩٢ ورأيت بأم عيني كيف أنهار النظام الأشتراكي التولتاري بعد تجربة ٧٠ سنة لأنتقل إلى الدنمارك وأجد أكمل نظام أشتراكي أقامته البشرية في تاريخها، تضافرت أجيال في بنائه، وعموده الفقري هو الحزب الأشتراكي الديمقراطي أبن أممية ماركس الثانية، أنتقال سلس وسلمي إلى أشتراكية تكفل حياة كريمة لمواطنها.
رحلة قناعاتي معقدة وعميقة ومدروسة وكانت بادرة فكرية في مسار التجربة ظهرت في قصصي وقت كتابتها
أما كل رواياتي وقصصي فمكتوبة من هذي الزاوية التي هي ليس الماركسية الرومانسية كما ذكرت في محورك بل الأشتراكية الأنسانية المحققة هنا في الدول الاسكندنافية تحديداً.

“رؤيا اليقين ” لم تكن البداية
– بدأت بقصة قصيرة ” رؤيا اليقين ” 1989 وانت في معسكر للاجئين في
ايران، أي في المنفى ، ثم سحبتك هذه القصة الى عالم الرواية ..هل وجدت في هذا العالم فضاءات اوسع لاحتواء خطابك الروائي ؟
لا لم أبدأ برؤيا اليقين عام ١٩٨٩، منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وقبل التحاقي بالثوار كنت قد كتبت أكثر من خمسين قصة قصيرة تركتها لدى أهلى وعثرت عليها عقب الأحتلال ولدي الآن وظهرت ثلاث منها في مجاميعي. عدا القصص التي كتبتها بين الثوار في الجبل وكلها موجودة لدي ليس لدي وقتاً لها
أما قصة “رؤيا اليقين” التي كتبتها في معسكر لجوء إيراني فهي من فتحت لي باب الرؤيا لعالم جديد تمكنت من تصويره في روايتي إعدام رسام والإرسي حيث تمكنت من تصوير الأحلام والكوابيس ومزجها بالواقع ومسار الأحداث والحبكات.

أركز على مشروعي السردي
– كتبت في النقد ايضا وحسب علمي كنت تهيء لكتاب يتعلق بسرد المنفى اين وصل مشروعكم هذا ..هل هجرته ؟
إلى جانب جهدي في السرد عملت جاهداً في دراسة النصوص الروائية الجديدة وتفكيكها وهي جزء من جهدي لتطوير قدراتي السردية، فوجدتني أكتب النقد والتحليل وركزت جهدي في تحليل النص السردي العراقي وخصوصاً المكتوب في ظروف الحرية في المنفى، فتراكمت لدي مقالات نشرتها في المجلات والصحافة العربية منذ تسعينيات القرن الماضي وتشكل لدي كتاباً ضخماً أهملته فقد ضاق بي الوقت وفضلت أتمام مشروعي السردي على مشروعي النقدي فتوقفت منذ أكثر من عشر سنوات عن كتابة المقالات والدراسات التحليلية وركزت على مشروعي السردي. قد أجمع تلك المقالات في كتاب مستقبلا لو أتاح العمر لي ذلك.

مثقفو الخردة !
– كيف تنظر الى موقف المثقفين العراقيين من حركة الاحتجاج الشعبية التي انطلقت في الاول من اكتوبر 2019؟
كل من يسمى مثقف عراقي لم يدعم حركة الأحتجاج الشعبية ليس بمثقف بل خردة، فما معنى الثقافة دون ضمير ودون أنحياز للإنسان المظلوم والمستلب الحقوق.
وهؤلاء ممكن وصفهم وعدهم وهم الأغلبية في كل العهود عهد الدكتاتور وسلطة أحزاب الطوائف والقوميات ومافيات المال الخونة.

أعيش بلا أسرار !
– بغض النظر عن موقفك من المرأة ، الا ان النظر الى سردياتك فانت تتعامل معها كجسد وجنس، هل كنت تستطيع الكتابة عن المرأة بهذه الطريقة لو كنت في ” منفى الداخل ” ؟
من قال أني أتعامل مع المرأة كجسد، هذه قراءة ساذجة لنصوصي عنها، فالمرأة هي أصل الكون ولحد هذه اللحظة من تاريخ الوجود رحمها من يحوي ويخرج الإنسان الكائن العاقل الوحيد، وفي تكوينها سر الوجود ننجذب لها لنصنع البشر وننمو في بحرها الدفين ونخرج من وسطها ونرضع من ثديها ونشتهي جسدها لنصنع الحياة ويستمر النوع. وعن هل أستطيع الكتابة لوكنت في العراق، أقول لك ويعرفني من عاش معي وكتب عن ذلك الناقد والباحث نصير عواد قبل شهرين مقالا نشره في موقع الناقد العراقي أشار فيه إلي هذا الآمر وأفصح بأني هكذا سلوكاً أجتماعيا قبل الكتابة، صريح ولا يهمني شيء وعشت وأعيش بلا أسرار ،
وهذا سبب عدم نشري المبكر لقصصي لأن من المستحيل نشرها في ظروف العراق وقتها وإلى الآن يتحرجون من ذلك حتى أن روايتي الإرسي رفضت دار الشؤون الثقافية نشرها ونشرت ردا في جريدة الصباح العراقية على ذكر منعها في استفتاء نشر بنفس الجريدة ٢٠٠٩ السبب كونها لا تتناسب مع الأعراف والعادات الأجتماعية العراقية.

لاجدوى ..
– في آب 2018 أعلنت انسحابك من اتحاد الادباء العراقي وشننت هجوما قاسياً عليه ..ماسبب هذا الانسحاب والهجوم معاً؟
لم أشن هجوما..يطغي على تركيبة أتحاد الأدباء صيغ التحالفات السياسية العراقية القديمة والجديدة، وكما هو معروف نشآت في بيئة اليسار العراقي والحزب الشيوعي وعرفت النسغ الداخلي لهذه التركيبات، التي لمستها في تكوين الأتحاد بتحالفات مع أدباء زمن الدكتاتور الذين لبسوا لباساً جديدا إذ تورعوا بين الأحزاب السلطة الطائفية والحزب الشيوعي، وهذه التركيبات ليس لها علاقة بالإبداع والأدب، وليس لي علاقة بها لا بل لا أطيقها..هذا السبب جوهري..مضاف أنني لم آنتم للأتحاد إلا في عام ٢٠٠٩ وبالحاح من الصديق الراحل الشاعر إبراهيم الخياط وأود الذكر بأن لدي الكثير من الأصدقاء الأعضاء في الأتحاد.
أنسحبت فوجودي لا جدوى فيه لا لي كفرد ولا لهم كأتحاد، وبياني كان فيه غضب كون الأتحاد لم يدع ألمع كتاب الرواية في المنفى لمؤتمرات عن الرواية أقامها في العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب