منتصف سبعينات القرن الماضي ، أوصلني الى (طرف الخيط ) رواية أنيقة في طباعتها وصورة غلافها وموضوعتها .. بالنسبة لي ستكون الرواية الاولى للروائية اللبنانية رجاء نعمة ،التي لم أكن اعرف من هي ، اعجبتني الرواية ، وانا طالب الاعدادية المتزمت يومها ايدلوجيا ، قرأتها في مقر حزبنا الشيوعي ، في منطقة العباسية، يومها كنت أعمل في المكتب الصحفي لجريدتنا طريق الشعب ، ومع حلول آذار اشتريتُ نسخة ثانية ، من الرواية ، وكتبتُ إهداءً ، غير ايدلوجي للرفيقة الشغيلة (أم حازم) أخت الرفاق كلهم ما ان وضعت أم حازم فنجان القهوة على مكتبي ،حتى وقفت اجلالا وقدمت اليها الهدية ، في اليوم التالي ، تستقبلني مبتسمة ، لم انم البارحة قضيته مع خيط رجاء نعمة ….كان ذلك في منتصف سبعينات القرن الماضي ..في 2014، ستدخل مقرنا في شارع السعدي امرأة تضع شالا من الابيض والازرق، من وجهها يشع وميض صوبي ،ادعوها للجلوس في غرفة الضيوف ، عرفت من كلامها الذي مايزال خفيضا ، انها بحاجة لتأييد من الحزب ..، تصمت قليلا ثم تقول بثقة ملء اليد : (أحتاج من يشهد لي بشيوعيتي – تقولها مبتسمة – اتذكر الرفيق حسن الملاّك في محلية الحزب يومها ، التقيته قبل ايام وانا انتظره الآن، اتصلتُ به ، اخبرني ، قبل ان اصعد الى المقر انه في الطريق وسيصل بعد قليل ..) .. ثم تترحم على الشهداء والراحلين 🙁 الف رحمة على (أبو زيتون) محمد جواد طعمة ، كيف انسى ابتسامات الرفيق الراحل (ابو جماهير) وصفير الكلمات من شهيد الطبقة العاملة هندال جادر إبتسامات (أبو سامر) أكرم حسين ..قهقهات (أبو دريد) الرفيق المسؤول عن المكتب الصحفي في البصرة ، ضحكات الشهيد فريال احمد…)..قلت لها وانا اقدم لها استكانة الشاي : كلهم يسمعونك ويرحبون بقدومك لبيتك زهرة الرمان يارفيقتنا الغالية (أم حازم) وسيشهد لك الرفيق حسن الملاك..اما الشاهد الثاني فهو ….(رجاء نعمة) وروايتها طرف الخيط …لحظتها فتحت عينيها على سعتها مبتسمة ، وقبل ان تنهض ، سبقتها وقبلّت رأسها مرتين .