18 ديسمبر، 2024 4:48 م

الرهان على رهان مجهول

الرهان على رهان مجهول

التغييرات الاخيرة المفاجئة في المطالب المقدمة من جانب القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على أثر الاجتياح الروسي للأراضي الاوکرانية وتزايد سقف التشدد في المطالب في محادثات فيينا، يرتبط شاءت طهران أم أبت مرتبطة بالاوضاع والتطورات المتعلقة بالاجتياح الروسي لأوکرانيا، حيث يبدو واضحا بأن طهران تستعد من أجل الاستفادة من هذا التطور واللعب على حباله قدر الامکان في سبيل تحقيق أهدافها المنشودة.
سفر رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى طهران وتأکيده على إن إحياء اتفاق 2015 النووي بين إيران والقوى العالمية لن يكون ممكنا ما لم تحل طهران مشكلاتها مع الوكالة وقوله بعد اجتماعه مع مسؤولين إيرانيين في طهران أن الطرفين سيتعاونان في حل تلك المشاكل خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، حسب ما نقلت “رويترز”، ما يضع تساؤلات حول إمكانية تمديد محادثات فيينا لفترة أطول، وهو مايمنح طهران فرصة ومجالا أکبر للمناورة واللعب والمراوغة، غير إنه وفي خضم السعي الحثيث لطهران من أجل الاستفادة من الظروف والاوضاع الحالية وإغتنام الفرصـ للتوقيع على إتفاق يمکن أن يکون أکثر فائدة لها، لکن التصريح المفاجئ الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم السبت الماضي، جعل الاجواء مکفهرة بوجه طهران.
تصريح لافروف الذي طالب فيه الولايات المتحدة الامريکية بضمانات من أن التي تستهدفها على خلفية عملياتها العسكرية لأوكرانيا لن تطال تعاونها مع إيران، قبل إعادة العمل بالاتفاق النووي. حيث إنه وکما أضاف خلال مؤتمر صحافي “هناك مشكلات لدى الجانب الروسي.. وطلبنا من زملائنا الأميركيين تقديم ضمانات مكتوبة … بأن العقوبات لن تؤثر على حقنا في التعاون الحر والكامل التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري مع طهران”، وهذا المطلب الروسي الذي يعني في ما يعني ربط توقيع الاتفاق النووي الذي يقال بأنه بات قريبا التوصل إليه بروسيا، إلا إن النظام الايراني ولأول مرة لايبدو سعيدا بهذا الموقف الروسي!
هذا الموقف الذي فاجئ طهران أيضا حيث إعتبره مسؤول إيراني كبير، بأن تلك المطالبة الروسية بضمانات مكتوبة من واشنطن بأن العقوبات على موسكو لن تضر بتعاونها مع إيران “غير بناءة” للمحادثات الجارية في فيينا والتي تهدف لإحياء اتفاق 2015 النووي. وأوضح المسٶول الايراني بحسب مانقته عنه وکالة رويترز أن:” طرح الروس هذا الطلب على الطاولة قبل يومين غير مفيد للمفاوضات” واعتبر أن موسكو “تريد بطلبها هذا تأمين مصالحها في أماكن أخرى، في إشارة إلى الملف الأوكراني والعقوبات المفروضة عليه.”، ولاريب من أن الموقف والوضع بالنسبة لمسار محادثات فيينا يبدو إنه يسير في إتجاه غير مريح ولايبعث على الطمأنة في ظل ماقد أعرب عنه لافروف بحيث يظهر واضحا بأن رهان طهران على الاجتياح الروسي لأوکرانيا هو رهان على مجهول!!