يوم أعلن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنحيازه التام لنظام الديکتاتور بشار الاسد، فإنه في الحقيقة لم يکن يدافع عن نظام الاسد بقدر ماکان يدافع عن نفسه، ذلك إن النظام السوري کان آخر العنقود في الانظمة الديکتاتورية العربية وکان النظام الايراني يعلم جيدا بأن بإسقاطه سيأتي الدور عليه، ولذلك فقد ضحى هذا النظام بالغالي و النفيس من أجل إستمرار و بقاء ذلك النظام، غير إن وجه المفارقة في هذه القضية إن النظام الايراني لم يدرك من إنه سيأتي يوم يجد فيه نفسه بنفس وضعية نظام الاسد!
کما سعى نظام الجمهورية لاسلامية الايرانية عند إنحيازه السافر الى جانب نظام الديکتاتور المجرم الاسد الى إقناع العالم بأهمية الابقاء على هذا النظام لکون البديل جماعات إسلامية متطرفة(کما کان قد خطط من قبل)، فإنه يسعى اليوم ومن خلال التوسل لدول في المنطقة و روسيا و الصين لکي تٶکد علب إن بقاء ديکتاتورية رجال الدين أفضل من فوضى ستحصل من بعدهم، وهم من خلال هذه الکذبة المفضوحة يريدون القفز على الحقائق ذلك إن هناك بديل سياسي ـ فکري جاهز لهم و يتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يمثل کافة أطياف و أعراق و أديان و طوائف الشعب الايراني، وإن الحالة الايرانية تختلف عن الحالة السورية من مختلف الاوجه ولايمکن مقارنتهما، لکن يبدو واضحا إن النظام الايراني يتخوف کثيرا من مسار الامور و تصاعد و بروز دور المقاومة الايرانية ، خصوصا بعد أن صارت صور و شعارات تتعلق بزعيمة المعارضة الايرانية يتم تعليقها في الساحات و الاماکن العامة في مختلف المدن الايرانية.
الاوضاع المعقدة و غير العادية التي تداعت عن دور و تدخلات النظام الايراني في المنطقة، جعلت العديد من المصالح و القضايا غير المشروعة تتشابك تلقي بظلالها على مايجري حاليا في إيران، وإن هناك قوى و أطرافا ومن ضمنها بعض من البلدان الخاضعة للنفوذ الايراني، تسعى لإلقاء طوف النجاة لهذا النظام و تخرجه من اليم المتلاطم، وکلما تتصاعد الانتفاضة الايرانية، نجد هناك سعي مضاد و حثيث من أجل إنقاذ النظام و تخليصه من الوضع المستعصي الذي قد وقع فيه.
الرهان على الانظمة الديکتاتورية هو أولا و آخرا رهان خاسر ولايمکن أبدا أن يحقق أهدافه و غاياته، وإن الحالة السورية هي حالة شاذة و لايمکنها أن تدوم إطلاقا لأن ماقد بني على الباطل فهو باطل، وإن هذا البطال قد صنعه النظام الايراني الذي تشاء الاقدار أن يقع في نفس المطب، وإن سقوطه سيغير الکثير من الامور رأسا على عقب.