23 ديسمبر، 2024 12:08 م

يعتقد السيد رئيس الحكومة نوري المالكي وطاقمه الحاكم بأن القوة العسكرية ولغة النار والاستبداد ، هي الكفيلة بالقضاء على الأرهاب وتقوية دعائم حكومته ، وتعطي له زخما شعبيا خصوصا في الأوساط الشيعية ، من هنا فكر بإجتياح مدن محافظة الأنبار في حساب انها ستكون حصاد نجاحه الأمني وانتصاره الطائفي الذي سيذهب به للأنتخابات ، تعويضا عن دورتين من خسارة الزمن العراقي وثروات النفط والأرواح ..!
لكن الصدمة جاءت حين سقطت هذه المدن في ساعات معدودة وسرعان ماخرجت عن سطوته وسلطة الحكومة بكل اشكالها ، واعلنت التمرد بإنتفاضة صريحة ضد نظام الحكم ووجوده ..!؟
الحسابات الخاطئة لهذا الفريق الحاكم أوقعته ليس في محنة الخسائر اليومية والفلتان التام في الأنبار وحسب ، بل امتدت شرارة الفعل نحو مدن مثل الموصل وصلاح الدين واطراف كركوك .. والقادم أخطر ..!؟
واذا اخذنا بنظر الأعتبار ازدياد معدل التفجيرات في بغداد وديالى والموصل ، فأن الإجابة السريعة تعني فشل الحصار المفروض على مدن مثل الرمادي والفلوجة وغيرها من المناطق الملتهبة ..!
الرؤية الخاطئة للسلطة الحالية لاتأتي من خطل الحسابات وضعف الرؤية وفقر الوعي الأستراتيجي في معرفة الجغرافية السياسية وحسب ، بل تعاملت بغرور صارخ مع مباردرات الحل التي تقدم بها السيد عمار الحكيم واخرى للسيد النجيفي وثالثة لقناة البغدادية ومؤآزرتها الواسعة من قبل زعماء العشائر وغيرها من الأفكار .
الآن أدخلوا البلد في مأزق كبير ورفض شديد يبدأ من الحوزة الشريفة في النجف الأشرف وصولا لمنصة الكونغرس الأمريكي ..، مع تصاعد اكبر للعنف وانهيار أمني شامل .
الغريب بالموضوع ان بعض السياسيين الذين يتملقون السلوك المغلوط للحكومة صاروا يتحدثوا بلغة الأناشيد والأغاني التهريجية التي تبثها قناة العراقية الرسمية ، وكأنهم نواب ضباط متطوعين في الجيش العراقي ، وليسوا سياسيين ..!
عملية سياسية هزيلة ، حكومة فاسدة وفاشلة ومضطربة في افعالها جريمة يومية تفضح انهيار المؤسسة الأمنية ، مواطن اعزل يعيش رعب يومي وتهديد بالقتل ..أزمة في كل شيء بحياتنا العراقية ، هذه صور من الواقع الذي لايراه السيد رئيس الحكومة وطاقمه الحاكم والمتملقين له زيفا ونفاقا ..!؟
[email protected]