23 ديسمبر، 2024 10:41 ص

الرهان الخاسر بين بغداد ودبي وطهران!

الرهان الخاسر بين بغداد ودبي وطهران!

السجن أفضل مكان يتم فيه الحديث عن أمانة بغداد، لأن الفوضى المنظمة، التي أبتدعها مقاولو السحت، ما زالت مصدر إلهام، لكثير من المتابعين للشأن الخدمي، الذي تقدمه للمواطنين، ولئن الخوف بدون أسنان أحسن من وجودها، لئلا تتعرض للكسر والتشويه، فالأحرى بي أن أصف الأمينين اللذين خدما الشعب، كل وفق إستحقاقه.
هناك مثل بلغاري يقول: (نعرف قيمة الملح إذا فقدناه)، ففي ظل الإحباطات التي مني بها الأمين (الزرق ورق)، عاشت بغداد تجربة ناجحة ذات إيقاع خاص، وهي أن الخدمات المقدمة للأهالي كانت في غير محلها، لأن أرض المحافظة صخرة كبيرة جداً، لا يستطيع أحد أن يقيم أو ينحت أي مشروع عليها.
لكي تتخلص من الألم عليك أن ترضى بمر العلاج، وبمجرد ظهور علامة أولى للشفاء، تتغير نظرتك للحياة والخدمات، فكيف ببغداد وقد تفاجأت بتعيين امرأة، لمنصب الأمين الجديد، حيث كانت العاصمة تقبع تحت حرائق فساد، لم يعرف مصدر أغلبها، والتي أمست كالفرن الدموي، يجهزنا بالموتى ليلاً ونهاراً، رغم الحواجز والسيطرات الأمنية.
أن يكون المبدع إبن عصره، ويتعامل مع منصبه بالأفعال لا بالحروف، أمر رائع، فالوردة المرسومة بألوان جميلة، ليست كالوردة الطبيعية، التي تضفي على الحياة عطراً وجمالاً وفرحاً، لهموم الناس البسطاء المشغولين، بمشاكلهم الحياتية والغارقين فيها، ولم نشهد في بغداد إلا صانع أمجاد زائف، فالحرب لا تصنع الشعراء، بل الأبطال الأمناء.
الربيع الخدمي الذي عاشته بغداد، أيام فيضاناتها العام الماضي، كان محملاً بوحل الفشل والرهانات الخاسرة، على أن يتم الحديث عن وجه تشابه، بين دبي أو طهران وبغداد، فالأمر كابوس يمشي تحت مظلة المستحيل، فلقد دمرت الأمطار وداعش، القمح والذهب والحجر والبشر، وكأن أرض الرافدين دخلت سباتاً مائياً طويل الأمد، والأمين يتفرج.
تبييض الواقع عبر الكتابة لا يكفي للسيدة الامينة، لكي تتغير بغداد، فنحن بحاجة لأقلام وسواعد وعقول لا تنتهي، فلا يوجد داع لكي تموت، دون أن تعمل شيئاً، ودون أن يعرف بك أحد، فالسعادة هي العيش من أجل الأخرين، خاصة إن كانت الأمانة صفة للأمين المؤتمن على تقديم الخدمات البلدية لمدينته.