زيارة رئيس ائتلاف دولة القانون وأمين عام حزب الدعوة الإسلامية الحالية إلى إيران , والحفاوة التي استقبل بها والوفد المرافق له من قبل المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي في أول يوم من العام الجديد , والتصريح الذي أدلى به سماحة المرشد الأعلى ( إنني اعتقد جازما أنّ لكم دورا في تأريخ العراق سوف لن ينسى ) , تحمل جميعا دلالات سياسية بالغة الأهمية للدور الذي يضطلع به الزعيم نوري المالكي على المستويين العراقي والدولي , فبالرغم من حملة الافتراءات والتشويه والتسقيط التي تعرّض لها الزعيم المالكي والتي اشتركت بها أطرافا دولية وإقليمية وداخلية , إلا أنّ هذه الحملة المسعورة لم تتمكنّ من تحقيق الغاية منها , فالمالكي كان ولا زال يمّثل الرقم الأكبر والأصعب في المعادلة السياسية العراقية والمعادلة الإقليمية والدولية , وإيران تدرك تماما أهمية الدور الذي ينهض به الزعيم المالكي بالتصدّي للمشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي , والذي يستهدف العراق وإيران وسوريا ولبنان واليمن , وتدرك جيدا أهمية استمرار هذا الدور على الساحة العراقية والإقليمية والدولية .
وما يتعلّق برغبة نوري المالكي بعدم الترّشح لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة تعكس رغبة الزعيم المالكي للتفرّغ الكامل للعمل السياسي وقيادة ائتلاف دولة القانون للانتخابات القادمة بعيدا عن السلطة التنفيذية والتزاماتها , فالمالكي قائد سياسي أهم كثيرا من كونه رئيس للوزراء , ورهان إيران على دور سياسي كبير لنوري المالكي للمرحلة القادمة , لم يأتي من فراغ أو عاطفة , بل من خلال دراية تامة لمجريات الوضع السياسي في العراق واتجاهات الرأي العام فيه , ولو كانت إيران تشعر أنّ دور المالكي في المعادلة السياسية العراقية قد تراجع وتراجعت معه شعبيته , لما استقبل والوفد المرافق له بهذه الحفاوة وهذا الاهتمام الرسمي الذي لم يستقبل به مسؤول سياسي شيعي او غير شيعي من قبل غير نوري المالكي , وهذا دليل أكيد أنّ إيران قد راهنت على الرجل الأقوى في العراق .