8 أبريل، 2024 5:37 م
Search
Close this search box.

الرهانات الخاطئة على بايدن… الدعم لإسرائيل والكلام لفلسطين

Facebook
Twitter
LinkedIn

سبق وإن كتبت مقالاً بعنوان وعد بايدن بالتغيير وازدواجية السياسة الأمريكية، كان لا بد لي أن أتمهل لأرى ما الذي ستفعله أمريكا تجاه حقيقة ما تفعله إسرائيل المغتصبة من عمليات إقتحام للمسجد الشريف، ولعل التصعيد الإسرائيلي الأخير على فلسطين ، جعلني أعود مرة أخرى للموضوع وذلك لأهمية إيضاح ازدواجية المعايير الأمريكية التي تكشف الوجه القبيح للسياسة الأمريكية.

إن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تتطور بنحو مطرد، وهذا التطور في العلاقات أسفر عن قناعة أمريكا بأن تترك إسرائيل تنفذ ما تراه لأنها أدرى بمصالحها، كما تدرك أمريكا أن مصالحها في المنطقة تصان، وتتحقق لدى يكون لدى اسرائيل حرية الحركة والقدرة على تهديد وردع دول المنطقة، وأن إسرائيل أول من يساندها في حال تهديد مصالحها ، وبالتالي تشكل إسرائيل أحد أهم ركائز تحقيق أهداف السياسة الامريكية في الشرق الأوسط.

على خط مواز، إن رؤية أمريكا الجديدة لدولة فلسطين هي الثمن الذي تريد تقديمه كحافز للكيان الاسرائيلي، ثمناً للمساومات الإقليمية والدولية، مستغلة في ذلك ضعف القيادة الرسمية والصراع بين الفصائل الفلسطينية، ومستخدمة كل أشكال الانقسام والفوضى السياسية بصنيعة أمريكية وإسرائيلية وبمساعدة دول عربية، كي يمرروا مشروعاً هو الأكثر خطورة على القضية الفلسطينية من كل المشاريع السابقة.

ونتيجة السياسة الأمريكية يدفع الفلسطينيين ثمن الأخطاء وثمن اللوم الموجه حصرياً لهم ، فيما أن الإسرائيليين يعاملون دوماً وكأنهم الضحية الدائمة بلا محاسبة على استمرارهم في الاحتلال ، وكذلك إفلات دائم من العقاب على تجاوزات المعاهدات والمواثيق الدولية وممارسات تتنافى مع واجبات احترام حقوق الإنسان وذلك من خلال ارتكاب أبشع الجرائم ضد السكان الفلسطينيين العزل ، كل ذلك بحماية الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعمها بكل الإمدادات العسكرية والمادية .

فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن المسئولين الأمريكيين يعرفون مدى نفوذ اسرائيل على الساحة السياسية الأمريكية، ويعرفون إن مستقبل الساسة الأمريكيين نفسه بيد الإسرائيليين، وفي وقت سابق تابعنا تلك المهزلة على الساحة السياسية الأمريكية، كيف إن المرشحين للرئاسة الأمريكية، دخلا في سباق مخز لإثبات الولاء لإسرائيل والتبعية لمواقفها وسياساتها، وقد وصل الأمر الى حد ما تابعناه، لإعلان الإستعداد للإعتراف بالقدس العربية المحتلة عاصمة لإسرائيل، والذي يمثل خرقاً لكل القوانين والمواثيق الدولية، وذروة الخضوع للمشروع الصهيوني.

في هذا السياق أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مخيبة للآمال، معبراًعن تشاؤم بلاده من موقف الإدارة الأمريكية بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية، أحدثها العملية العسكرية الواسعة في مدينة جنين شمالي الضفة مطلع يوليو/ تموز الماضي.

وفي إطار ذلك إن الفلسطينيين الذين تحملوا الكثير من الخداع والكذب والتضليل الإسرائيلي فإنهم يتوجهون اليوم نحو الصين التي تدعم حصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، للحصول على المساعدة، لا سيما أن بكين تعد من أقدم وأكبر الداعمين للقضية الفلسطينية، منذ تدشين حركة فتح، إذ قدمت دعماً كبيراً وبأشكال مختلفة ومتنوعة، بالتالي إن تعزيز الشراكة بين الصين وفلسطين يأتي في ظل فشل الدول الغربية في الضغط على إسرائيل لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.

 

وهنا لا بد من القول إن الصين دولة مركزية في العالم، بما لها من وزن اقتصادي كبير، ومكانة دولية عظيمة، أبرز معالمها أنها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وهو أمر مهم وضروري، وبحسب تصريحات مسؤوليها، بأنه لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط ما لم يتمّ حلّ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

مجملاً… إن المخرج الرئيسي للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما إن الشعب الفلسطيني لا توحده إلا المقاومة والانتفاضة والاستراتيجية الفلسطينية الموحدة التي هي الطريق لإنهاء الاحتلال لذلك فإن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسينتج عنها استعادة المحور المقاوم لدوره، وتعزيز ثقافة المقاومة لتحرير الوطن الفلسطيني والأراضي المحتلة.

 

 

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب