قبل دخول قوات الاحتلال الامريكي ارض العراق وتحديدا عندما وجد المقبور (قصي صدام) في درج مكتبه الخاص رسالة (CIA) والتي تفيد بوصول هذه الوكالة الى مكتبه ، ادرك حينها المقبور الهدام ان نهاية دوره قد وصلت وعليه تم وضع آلية محددة المعالم وبتوقيتات معينة لاعادة هيكلة تنظيم البعث بعد زوال النظام.
وقد تم العثور في مقرات البعث بعد سقوط النظام على العديد من الوثائق والبيانات ومحاضر الاجتماعات وبشكل خاص تلك التي عقدت اثناء حرب 2003. والكاتب يمتلك عددا من هذه الوثائق تم التعرض لها في كتابنا (البعد الدولي لاغتيال العراق) ، اقول ان هذه الوثائق توضح عملية اعادة الهيكلة والتي تتمحور على ثلاث اتجاهات:
1) الاتجاه الاول – الانخراط في الاحزاب الجديدة وكل حسب انتمائه الطائفي والمناطقي (مثلا:البعثي “الشيعي” والذي يسكن في مناطق شيعية ينخرط في احزاب شيعية اسلامية او ليبرالية ).
2) الاتجاه الثاني – انشاء احزاب جديدة وتجمعات بتسميات مختلفة في محاولة لـضم جميع العناصر وتقديم الدعم المادي والمعنوي لاعضاء البعث .
3) الاتجاه الثالث- الاتجاه المعارض- وينقسم الى :
أ. المحور الداخلي – وهو المحور الذي يضم المعارضين للعملية السياسية في داخل العراق ، تتركز نشاطاته على العمليات الارهابية من تفجير وقتل وتهجير على اساس طائفي وزعزعة الامن الداخلي والتخريب الى اقصى حد ممكن.
ب. المحور الخارجي- وهم المعارضين في خارج العراق ، واغلبهم من اصحاب رؤوس الاموال والمقربين من راس النظام البعثي الصدامي اضافة الى التجار الذين نقلوا اموالهم وتجارتهم ابان حكم البعث الى خارج العراق واقامة مؤسسات اقتصادية رديفة لدعم المعارضين في الداخل ، هذه المجموعة من الشخصيات التي تدير حركة الاموال التي قامت بتهريبها زمرة صدام الى البنوك الغربية وبعض البنوك العربية تقدم الدعم اللوجستي من خلال نقل الاموال الى تلك المجاميع الارهابية العاملة في العراق اضافة الى تقديم الدعم المعنوي من خلال فتح قنوات فضائية يديرها ازلام البعث الصدامي (مثلا قناة الشرقية) .
ومنذ عام 2003 ومباشرة هذه الاتجاهات عملها وانشطتها تم تشكيل العديد من المجاميع والتي تسير وفق خط معين، حيث يتحرك الخط الاول ، وهو الخط الحكومي (الرسمي) الذي يتلخص هدفه في تامين الغطاء لتحرك الخطوط الاخرى ، فعلى سبيل المثال يتولى احد ازلام البعث المخفي ، اي لم يكن ظاهرا على السطح ابان حكم البعث الصدامي ، اقول يتولى هذا الشخص منصب وزاري او برلماني او منصب سيادي، نائب رئيس وزراء او نائب رئيس جمهورية او رئيس برلمان ، يتولى هذا المنصب ويقوم بتامين وظائف لازلام البعث واكيدا يحصل هؤلاء على (باجات) حكومية وعلى عجلات حكومية واسلحة ولا يمكن ايقافهم او الوقوف امام تحركاتهم وهكذا يقوم هؤلاء وبالتنسيق مع المجاميع الاخرى الانفة الذكر بنشر الفوضى والقتل والتهجير والتفجيرات.
ان لجوء الخط الثاني من ازلام البعث (اي الغير معروفين على مستوى واسع ودخولهم في العملية السياسية) الى الدخول في (معمعة) الانتخابات بسبب ظهور قوة الشيعة وكما يطلق عليهم البعث الصدامي (اهل الجنوب او الشروكية) وهم المكون الرئيسي ومكون فاعل في العراق ، حيث كانت نسبة الشيعة عند مطلع سبعينات القرن الماضي بما يقارب الـ 70% من سكان العراق ، واغلب رؤوس الاموال والتجار في بغداد هي للشيعة، ولكن بعد عام 1979 وتولي ابن صبحة الحكم تقلص الشيعة وتمت مصادرة اموالهم وبيوتهم .
ومن ضمن الدعم المقدم للمجاميع الارهابية البعثية العاملة داخل العراق هو الدعم اللوجستي ، حيث تقوم الفئة التي انخرطت في الاحزاب والعملية السياسية بحماية الفئة التي تقوم بالاعمال الارهابية ، ومن الادلة على هذا الامر ، وهو اخر دليل ظهر على السطح ارقام الهواتف التي تم العثور عليها في موابيل المقبور عزة الدوري ، وحسب مصادر خاصة بالكاتب اطلعت على الهاتف وقامت بنسخ جميع المكالمات التي اجريت بين المقبور الدوري والشخصيات السياسية في العراق وعلى مستوى وزراء واعضاء برلمان ونائبي رئيس الجمهورية والبرلمان ، اضافة الى ارقام هواتف دولية ، تضم دول عربية وغربية وحتى في امريكا واستراليا ، المصدر اشار الى وجود رسائل تحتوي على (GPS) خاص بتحركات القطعات العراقية العسكرية من الجش والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي واماكن تمركزها ، اضافة الى ان العجلات التي كانت ترافق المقبور الدوري تحتوي على خرائط ومخططات لعددا من الاماكن .
المثير في الامر وبعد التحقق لاكثر من مرة تم التأكد ومن خلال مديرية المرور العامة وبعد مطابقة رقم (الشاصي) لاحدى العجلات المرافقة للدوري ان هذه العجلة تعود ملكيتها لاحدى الدوائر الرسمية، طبعا تم التكتم على هذا الامر ، وقد تحركت عدة جهات (برلمانية) ومن خلال وساطة احد الاحزاب الاسلامية لغرض (شراء) الموابيل الخاص بالدوري وبحجة عدم تأجيج الموقف والمحافظة على الصف الوطني ، لا اعلم عن اي صف وطني يتحدثون .
وقد اثبت حضور رئاسة البرلمان ونائبي رئيس الجمهورية مجلس فاتحة الدوري في عمان تورط هذا الطرف في الارهاب كونه مصداق لما ورد انفا من مخطط البعث الصدامي .
ويوجد الكثير …نتركه للايام القادمة …وليبقى الشعب يحلم … والساسة تسرق قوته وتتحكم في مصيره … وعاش القائد الضرورة…