التوظيف الانتهازي للدين أو المتاجرة به أمر مرفوض شرعا ومنبوذ فطرة لذوي السليمة وممقوت عقلا وأخلاقا، لأن الدين عبادة وعمل والعبادة ينبغي أن تكون النية فيها خالصة لله تبارك وتعالى، فلا يجوز أن يتخذها أحد وسيلة إلى تحقيق المكاسب الدنيوية الفانية، ومما لا شك فيه ان مصير هؤلاء ومطاياهم هو الخزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (التوبة: 9) {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، (البقرة: 114)، ولولا تفشي الجهل في المجتمعات لما استطاع المتاجرون بالدين ان يمرِّروا أجنداتهم ومشاريعهم ومكرهم و خداعهم لأن المجتمع الذي يسوده الجهل تكثر فيه التجارة بالدين…
ولقد تعددت مظاهر الاتجار بالدين ومن أخطرها وأقبحها هو استغلال الرمز الديني أو رفع أسمه من أجل استقطاب الناس والتحكم بتفكيرهم وسلوكهم ومواقفهم لتنفيذ مشاريع شيطانية وأجندات خبيثة وتحقيق مصالح شخصية، بل ترتكب الجرائم وتسفك الدماء وتزهق الأرواح وتسلب الأموال وتنتهك الحقوق وتخرب الأوطان باسم هذا الرمز أو ذاك والرمز في حين أن الرمز منها براء، وهذه الظاهرة الخطيرة لم يخلو منها أي مذهب من مذاهب المسلمين فمنهم من يتاجر باسم الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهم، ومنهم من يتاجر باسم أهل البيت عليهم السلام، فذاك يشوه صورة الإسلام والصحابة، وهذا يشوه صورة الإسلام وأهل البيت…
المهدي المنتظر المعد لتحقيق العدل والسلام والتعايش السلمي بين الأنام ، المهدي الرحمة والعطاء والتقوى والإيثار والأخلاق تم استغلال اسمه وعنوانه وقضيته بأبشع الصور وأقبحها من قبل من رفع اسم المهدي وعنوان المهدي وأرتكب المحرمات والفساد وأفسد في الأرض،
هذه الظاهرة الخطيرة المهلكة حذر منها الأستاذ الصرخي في اكثر من خطاب ومنها ما جاء في المحاضرة {الثامنة } من بحث ( الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول “صلى الله عليه وآله وسلّم”) بقوله:(المهدي قدوة حسنة، المهدي إنسانية، المهدي عدالة، المهدي رسالة، المهدي جنة، المهدي رحمة، المهدي عطاء، المهدي تقوى وإيثار وأخلاق، أمّا أرفع اسم المهدي وعنوان المهدي وأرتكب المحرمات والفساد وأفسد في الأرض، لا يفرق عن الذي يحمل اسم النبي واسم الخليفة الأول أو اسم الخليفة الثاني أو اسم الصحابة أو اسم أمهات المؤمنين ، فهذا يشوّه صورة الإسلام وصورة الصحابة وأمهات المؤمنين والرسالة الإسلامية وذاك أيضًا يشوه صورة الإسلام وأهل البيت والرسالة الإسلامية، لا يوجد فرق بينهم ، هذا معول يهدم وهذا معول يهدم، هذا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت وذاك أيضًا يخدم الشيطان وأولياء الشيطان والطاغوت وأولياء الطاغوت .)