15 نوفمبر، 2024 5:51 م
Search
Close this search box.

الرمادي مفتاح الموصل

الرمادي مفتاح الموصل

زهق لوي معاني الآيات وجاء إسلام الحقأثبتت تباشر المستقبل.. شباب العراق المؤمن بالله والوطن، أن “أصله ثابت وفرعه في السماء” بحق، إذ إستعادة قوات الحشد الشعبي والجيش، الأراضي العراقية الطاهرة، التي دنستها “داعش” بدءاً بتكريت وسامراء، مرورا بديالى والآن الرمادي، ولن تنتهِ بالموصل؛ إنما مدى الكرامة مفتوح لن تحده أسيجة وهمية، يفتعلها الموتورون بلوي الدين وتحريف القرآن الكريم عن مقاصد الرب، في إيحائه للرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، يزيحون القول السديد عن مواضعه، نحو متاهات مصالحهم النفعية البائسة.. يمررونها عبر الدين، إنحطاطا يوغل والغاً في درك إغتصاب العذارى، مثل خطم خنزير في بركة آسنة.
حسمت المعركة العسكرية، وظلت أبعاد الجدل الفكري فاغرة فاها، بين إسلام حق، ننتهج من خلاله آيات القرآن وأحاديث الرسول وسيرة الخلفاء الراشدين والأئمة المعصومين، وبين إسلام يشرعن الجريمة، ويغطي على الرق والإماء إغتصابا لكلمات الله، التي يسلطونها سيف ذبح يحز رقاب المؤمنين المسالمين، من إيما دين ومذهب.. يتخذون من كلام الله متنفسا لإحتقان غرائزهم المتكيسة سموم عفن لا يتطهر.
“داعش” سلبت آيات القران.. فرغتها من محتواها، كما يستل أي مجرم حربة ويطعن إنسانا غافلا عنه، مشغولا بشؤونه! فيرديه شهيدا، وبهذا فإن الآية الكريمة: “تبت بدا أبي لهب وتب” تعيد تكرار وقعها البنائي – شكلا ومعنى، في كل زمان ومكان؛ لأن ما إقترفته أيدي الدواعش.. فردا فردا، لن تمحوه صلوات ألف عام متصلة ليل نهار!
لكننا يجب ان نتعظ مما حصل، ونستفيد من موعظته، في ألا يتكرر وألا ندع الظروف التي مهدت له تلتئم ثانية، تطبق على صيرورة بلد ما زال يعد المجسات التي يستقرئ بها مستقبل أجياله، تلك الأرواح العذبة البريئة، التي خرب نطفتها في الارحام، جور الطاغية المقبور صدام حسين وحروبه الهوجاء والعقوبات الدولية والارهاب الذي حط مثل طائر رخ على ظهر حمامة!
فتبت مخالب “داعش” وطوبى للحشد الشعبي، الذي أنجز ثلثي مهمته، وما زالت الموصل ثلثاً أخيرا، الضلع المتبقي من صيام الدم وكحل البارود وشهقة المدفع.
مبارك للرمادي واهلها الطيبين.. مبارك للعراق ما حققه الحشد الشعبي والجيش.. مبارك المستقبل لأطفال العراق، وإن شاء الله يوم النصر مقبل بفرحة تحرير الموصل الحبيبة.. أم الربيعين وأول عواصم التاريخ وثالث أهم مدن العراق.. وثانيها بإمتياز.
فلنعد منظومة حوارية مشاعة الأفكار.. ننشرها؛ بغية ترصين وعي المجتمع؛ تحوطا لآفات تنسج على نول التكفير السلفي، الذي كاد ينسف تطلعات الأجيال الى المستقبل، لو لا أن نصرنا الله “بجنود لم تروها”.
فلنتخذ من جرائم “داعش” في الموصل، مصلا مضادا لفايروس العنف، نطعم به الأجيال، كي يلتفتوا الى قوة الجمال وإندفاع المنجزات وجبروت الحب! بدل الإرهاب، الذي صور للعالم، أن الإسلام غابة، وآياته زئير الأسد وهو ينقض على فريسة عاجزة.
ساء ما قرؤوا على ضوئه القرآن الكريم. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات