بين هذه الأعمدة تتداخل أصوات شدت رحال أنينها لساعات توزعت بين أشلاء النخيل وغربة الاشتياق وخرير منفي لماء يتجه إلي الجنوب والوسط والشمال .. أنها المنارات وقباب الذين كانوا يستظلون بالتقوى . الرمادي مدينة ( العز ) تحولت رخام جوامعها إلي أناشيد حزينة وشوارعها تستصرخ ضميرا وقلوبا ودما توشحت بها أرصفتها المتكسرة أنظر ها هم أهلها الطيبون يزيحون غبار المعارك الدامية بعد أن بدأت الحرب (السياسية – العشائرية ) تعود من جديد إلى هذه المدينة الباسلة المجاهدة من اجل السيطرة عل المدينة الجريحة أو هكذا يبدو وتاريخ الرمادي العظيم تاريخ قديم وضعت أسسه ما بين العصور القديمة و الحديثة ولا ادري السؤال في هذه المناسبة ونحن نعيش اليوم ارهاصات جديدة بعد تحرير مدينة الرمادي .! عذراً لقرائنا الأعزاء أنا لست متشائما ولست من أنصار من يجاهرون بالحقيقة في بداية الطريق ولا أريد هنا أن استفز مشاعر الإخوة الأعزاء ممثلي شعب في مجلس النواب العراقي ومجلس الانبار والرفاق الاعزاء في الاحزاب السياسية في الانبار لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية مقالي هذا وأتوجه به إلى القادة السياسيين الأنباريين الذين يجتمعون تحت الوصايا الإقليمية لدول المنطقة .. المواطن في الأنبار اليوم يصاب في حيرة من هذا الأمر في هذه الأيام !! فتداعيات مثل هكذا لقاءات لم يصب الشارع الأنباري بشيء لأن الأنبارييون اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت في المخيمات ومناطق النزوح .. وأن هذه الاجتماعات لم تختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم أعضاء مجلس المحافظة المتواجدين داخل الرمادي أو في الخارج .. فأن مكان الاجتماعات تعقد فيه عدد من المؤتمرات و اللقاءات وحتى يومنا هذا والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات .. وكانت النتائج تخرج ( أتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة دول الجوار والامريكان وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج إلى تعليق والمستقبل أمامنا .. أما كان الأجدر بالساسة الأنباريين أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع الأنباري المثقل بالهموم البائسة الآن ! وأهمها عودة النازحين المهجرين الى ديارهم والأغرب من هذا أن هذا اللقاء بشأن مشاكل الأنباري وان الشعب الأنباري يتملك مشاعر الخيبة والفشل في القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الأيام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب الأنباري .. وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيين الأنباريين في دول الجوار وفي كردستان العراق وفي عدد من المنتجعات العربية , لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو أن الأماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون فهذه ليست المرة الأولي والأخيرة فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وان كانت كبيرة أو صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة وأكثر رقة في التوقيع علي الأوراق الناعمة فربما أن رؤية البحر هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل في مناطق المعمورة وربما أن الهواء النقي هنالك ينسيهم مشاكل تشكيل الحكومة العراقية والسجالات الطائفية بين المكونات السياسية ( الأنبارية ) وربما هذه المشاهد تنسيهم المشاهد المأساوية لجميع الأنباريين وما يتعرض إليه أبناء هذا الشعب الأنباري كل يوم ونقول للعالم أن الرمادي (الآن ) بأي ذنب قتلت .. في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , واليوم الحضارة ألأنبارية أمام امتحان صعب يجب على السياسيين سير في الخطوات التالية التضامن بين أفراد الشعب الأنباري ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا , هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء , التضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة الأنبار الواحد لخدمة البلد والشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب الأنباري العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد صغير ولا كبير قدموها للشعب حتى تبقي الثقة موجودة ومتواصلة بين جميع الأطراف وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه المناسبة وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب المواطن الأنباري البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع أراء الشارع الأنباري