لا شك ان تحرير الرمادي من رجس الدواعش هو انتصار يستحق الاشادة والتقدير لكونه صنع بدماء الشهداء من ابناء العراق الغيارى الذين جادوا بارواحهم ودماءهم الزكية من اجل العرض والارض , لكن هل ستعود الرمادي الى حضن الوطن كما سمعنا اليوم من بعض الساسة ؟ في الحقيقة هناك مخاوف تراود افكارنا ومنها كيف ومتى سيتم اعمار البنى التحتية التي عبث بها داعش في هذه المدينة الكبيرة في ظل خزينة مالية خاوية ؟ ومتى سيعود المهاجرون والمهجرون ؟ مع اننا نعرف ان المجتمع الانباري بين حاضن لداعش ومتضامن معها او معارض لها , وبهذا ستكون عودة المهجرين ستخلق مشاكل عشائرية ثارية بين ابناء المدينة كما سمعنا تصريح اعلامي لاحد شيوخ العشائر الذي توعد لمن وقف في ساعات الاعتصام عام 2014 بقوله : ان “الحرب الثانية بعد تطهير الرمادي والانبار بالكامل ستكون محاربة فكر تنظيم داعش الارهابي ومن اعتلى منصات التظاهر وحرض الاهالي على التكفير والطائفية من بعض علماء الدين ومن ادعى بأنه شيخ من عشائر الانبار مضيفا لا مكان لهؤلاء من الشرذمة ومن حرض الاهالي على القتل وسفك الدماء والتخريب وسيكون حسابهم عسيرا من قبل العشائر”، مصرحا الى “عدم السماح لهم بالعودة وبث سمومهم لتخريب الامن مرة اخرى ولن نعود للمربع الاول , ثم هل هناك ضمان وامان لعودة من هجر من المدينة على اساس طائفي ؟ وهل تتصورون ان علي حاتم السليمان ورافع العيساوي وخميس الخنجر وناجح الميزان وعبد الرزاق الشمري واشباههم سيتغير حالهم وتصلح سيرتهم وسريرتهم وهم اصحاب مشروع تقسيمي مدعوم اقليميا ودوليا ؟ ومن هنا نجد قنوات فضائية كالعربية المقربة من السعودية تؤيد العمليات العسكرية ضد داعش بالرمادي وهذا يؤكد بدون شك ان هناك صفقة سياسية قد جرت لمرحلة ما بعد داعش وعلى الساسة الحريصين على سلامة العراق وارضه ان يستعدوا لمرحلة او خطط ما بعد داعش اما بالاقليم السني وربما بالدولة السنية وحيث الامر يجري بعلم ساسه مرتبطين بالامريكان للتخطيط لمرحلة ما بعد داعش وبكل الاحوال سواء تحقق الاقليم السني او الدولة السنية فسيكون الرابح منه اولا اسرائيل لان محور ما يسمى بالمقاومة ايران – العراق سوريا – لبنان سيتفكك وان دخول القوات التركية في شمال العراق وخاصة بالقرب من الموصل هو تمهيد لمرحلة ما بعد داعش … وكل من يقول لكم ستكون الحكومة المركزية هي البديل عن حكم داعش في المنطقة الغربية فهو واهم بالتاكيد لان الاعلام والدعاية المضادة اخذت ماخذها عند الانبارين وبدؤا يتخوفون من التغير الديمغرافي المزعوم كما كانوا يتخوفون ويترددون عن محاربة داعش لان قوات ايرانية ستدخل مدنهم وستبيحها … السعودية وقطر وتركيا لا يمكن ان يؤمن جانبهم وهم يرون الايرانين يتعاضم دورهم , وامريكا نفسها افكارها وخططها غير واضحة المعالم عندما رفضت مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المدينة في حين لم تمتعظ او تعترض على مشاركته في قاطع سامراء وصلاح الدين وكان هذا القرار محط ترحيب لسياسين وبرلمانين من امثال ظافر العاني , تصريحات قادة الحشد الشعبي على هذا الموقف بانها هي صاحبة الانتصار من خلال تطويق مدينة الرمادي وقطع امدادات داعش الارهابي وقد قدم الحشد تضحيات كبيرة خلال معاركه بمحيط مدينة الرمادي … كل هذا الذي ذكرته وغيره يقلقنا لا يجعلنا فرحين ومطمئنين لعودة الانبار الى حضن الوطن بعد تحريرها من داعش الرجس .