21 مايو، 2024 11:40 ص
Search
Close this search box.

الرمادي تتحرر لكنها مدمرة.. وتحتاج لوقفة وطنية حقيقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

حررت الرمادي؛ وسط فرحة شعبية كبيرة، ابتهاج وسرور غابا عن حياة العراقيين منذ فترة طويلة، ولعل استكمال الفرحة وجعلها اكثر عمقا ياتي من ان الذي حرر الرمادي هو الجيش العراقي، بعد استعادة عافيته وقوته وعنفوانه الذي غاب شيئا ما في سقوط الموصل، وان القوات المساعدة للجيش هم اجهزة الدولة وقوات العشائر، وبهذا يكون التحرير خالي من اي تشويش او محاولة لسرقة الجهود او عرضة لمماحكات سياسية التي لا تنتهي.
لكن؛ الرمادي وبحسب تقارير وزارة الدفاع العراقية وكذلك تقارير نشرتها صحف عالمية قد دمر اكثر من 80% منها، ما يعني ان المدينة شبه خراب وبقايا اطلال، وان البنى التحتية والفوقية مدمرة بشكل كامل، وان الحياة في الرمادي بشكلها ووضعها الحالي قد تكون اسوأ من حياة المخيمات والنزوح.
ومع ان فرحة التحرير قد اراحت النفوس وازالت بعض الضغط النفسي على العراقيين، لكن الكل يعلم ان المرحلة القادمة ستكون اصعب خصوصا وان النازحين بدأو بالعودة الى الرمادي فرادا بانتظار قرار العودي الجمعي، وان المدينة تحتاج الى اعمار شبه كامل  وصياغة جديدة، وهذا يتطلب بلا شك اموالا طائلة في ظل ميزانية عراقية خالية بشكل تام.
لكن على الحكومة التصرف سريعا واستخدام كافة الوسائل الممكنة وخصوصا علاقاتها مع الدول الاخرى للمساعدة في اعمار الرمادي، وان تسعى بجدية لخدمة اهالي المحافظة للمساهمة في التقليل من وطأة ما تعرضوا له من معاناة على معبر بزيبز (سيء الصيت) والحميرة وغيرها، والتي كانت شبه صدمة وطنية وفجيعة اجتماعية وسياسية.
يجب ان تسخّر الحكومة كل طاقاتها لخدمة ابناء الانبار بعد ان اثبتوا انهم وطنيون يدافعون عن البلد وترابه، وانهم لا يمثلون تهديدا لامن بغداد واستقرارها كما ادعت بعض القوى السياسية المحسوبة على مكون بذاته، وعلى الاحزاب السياسية وخصوصا الشيعية ان ترمم ما تم هدمه على صعيد الروابط المجتمعية، وان تظهر سلوكا تعاونيا من اجل الاسراع في اعادة اعمار الانبار، وان تكون الكتل البرلمانية مجمعة على ذلك لكي نتمكن من الحفاظ على الاواصر الاخوية، ونكون قد اجتزنا معتركا صعبا كاد ان يطيح بالثقة الشعبية، لاسيما وان هناك قوى كانت تسعى دائما لتمزيق اللحمة الوطنية، والعزف على اوتار الطائفية من اجل الحصول على مكاسب فئوية وحزبية وشخصية، كما يجب على الحكومة اعادة النظر بالقيادات الامنية داخل بغداد واجراء تشخيص فعلي للخلل الذي كاد ان يطيح بوحدة العراقيين، كما فعلت في وزارة الدفاع عندما غيرت قيادات عسكرية اثمرت في اعادة هيبة وسطوة الجيش العراقي.
كما ان على القيادات السنية بذل الجهود من اجل عودة الرمادي ومحافظة الانبار الى سابق عهدها، وتقديم كل انواع المساعدة لعودة النازحين، واخص منهم رئيس البرلمان بوصفه القيادة السنية العليا وان يستمر بجهده في الانبار كما يفعل في جلولاء والعظيم وان يشرف شخصيا على عودة الانباريين، لكي نفوت الفرصة على بعض الساسة الذين دائما ما تصيدوا في مثل هذه الازمات. وان يعدوا العدة لاستعادة الموصل باذن الله.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب