لم يمر يوما منذ ثلاثة عشر عاما والسادة المسؤولين الاكراد لم يألوا جهدا في التصريح بالانفصال ولم يتركوا مناسبة صغيرة كانت ام كبيرة لم يعلنوها صراحة أننا ماضون الى بناء الدولة الكردية والاستقلال من العراق ,, عشرات بل مئاة المرات يكررها السادة الاكراد ولم نسمع مرة واحدة اي رفض من اي مسؤول عراقي اعترض او ندد بتلك الدعوات وللتاريخ في زمن مجلس الحكم وكان وقتها السيد احمد الجلبي رحمه الله الرئيس الدوري لمجلس الحكم ولمدة شهر وصرح أحد المسئولين الاكراد بأنه يطالب بالاستقلال فما كان من الرئيس الجلبي الا ان تحدث بصراحة مع ذالك المسؤول بأن ينتهز الفرصة ويعلن دولته ما دام هو رئيسا لانه سيوقع له على المضي بمشروعه ,, وبرر السيد الجلبي رأيه بان انفصال الاقليم ليس بيد البرزاني ولا الطالباني ولا اي مسؤول كردي او عراقي بل بيد الدول الاقليمية المحيطة بالعراق ولامريكا وأوربا القول المعلى بهذا المشروع ..
ثلاثة عشر عاما وهؤلاء ينادون بدولتهم ولم يستطيعوا أن يفعلوها وكانوا يضنون انهم بتلويحهم بورقتهم هذه يركعون المواطن العراقي واعني بالمواطن العراقي البسيط الذي يعرف معنى العراق واسم العراق وليس اصحاب الجنسيات المزدوجة والفلل الفارهة والمليارات المسروقة من قوت الشعب فهؤلاء ضمنوا عيشهم من خلال جنسيتهم الثانية سواء كانوا في العراق مسؤولين او متسولين في دول الجنسية الثانية فهم بالتالي لايعنيهم الا كم من تلك الكعكة يقضم ويسرق ..
ليس المهم متى ينفصل الاقليم عن العراق ويمولون دولتهم العتيدة المحاطة بدول مفترسة وبأجنداتهم الغير مقبولة من الدول الجارة فليس من المعقول أن تترك ايران اربيل وهي رافعة العلم الاسرائيلي فوق بناياتها وليس معقولا ايضا ان تبنى قواعد امريكية تتربص بسوريا العائدة بقوة الى وضعها الطبيعي او تركيا الحالمة بعودة الباب العالي او حتى العراق الذي سيعود معافى وسالما بدستور جديد وبأخوة شيعية سنية وسيعيد تاريخ الموصل نفسه وهو يتعامل مع الاكراد المارقين كل هذا ليس مهما لكن المهم أن الاكراد يوميا وبعدد المرات الذي يعلنون انفصالهم يسمعون من الشعب والحكومة يوميا ردا بالموافقة ليس بالضرورة ان تكون لموافقة بصوت عالي بل بالسكوت وهي علامة الرضا والموافقة .
الفرق الوحيد في كل هذا الذي يجري ان الاكراد لعبوا لعبة العداء وهم الشركاء في بغداد ولم ينتظروا أن يلعبوها بعد ذهابهم وأنفصالهم وبالتالي لا لوم عليهم فهم في بلدهم ويعملون ما يروه مناسبا (ابيتنة ونلعب بيه شلهه غرض بينه الناس) بل لقد تمادوا كثيرا ونفذوا اجنداتهم الخبيثة لأضعاف بغداد والاستئثار بثرواته وسمعته ولم يترددوا يوما أن يلعبوا حتى مع داعش وفعلا ساهموا بكل الجرائم التي تعرض لها المواطن العراقي في الموصل وفي كركوك من التركمان والايزيدين والمسيحين والشيعة وتعاملوا مع داعش ومدوهم بالسلاح والعتاد بلا خجل كل ذالك من أجل ان يستمرون بمنهجهم التضعيفي للعراق الذي ما يمكن ولايمكن أن ينسى أحد من الاكراد أنه عاش وترعرع في مدنه بخيرات النفط من الوسط والجنوب ولم يضع اي كردي دينارا بجيبه الا كان مصدره المدن الشيعية وليس للأكراد اليوم اي مورد نفطي ومعروف ان ما يستخرج من الاقليم هو مناصفة مع الشركات النفطية لانها تعمل بمنطق الشراكة وليست الخدمة وعلت الاصوات عاليا الاف المرات وهي تسأل ان اموال النفط التي بدأ يتدفق في انابيب التصدير الى تركيا ولماذا يتباكى المسؤولين الاكراد على الرواتب وهم اوشكوا أن يصدروا مليون برميل يوميا واين المواطن من كل ذالك ..لا ينكر احد أن السيد مسعود المنتهية ولايته لايستطيع الاستمرار بوجوده دون ان يصدر مشاكله الى الخارج واي هدوء في الاقليم يتمخض عنه صراع كردي كردي بين لاتحاد الوطني الكردستاني والتغيير من جهة وبين الحزب الحاكم وبوادره يوميا تعلن والحزب الحاكم العائلي يحكم حكم العشيرة والباشا والاغا هو وعائلته وابنائه وابناء عمومته واخواله ,, والدكتاتورية البارزانية واضحة للعيان وفي شهر اب المنصرم وقبل نهاية حكم مسعود بايام نزلت قوات البيش مركة الى الشوارع مدججة بأسلحتها الحديثة التي اهديت لها من المجتمع الدولي لمقاتلة داعش ..وفي مقال لمايكل روبن وهو باحث متخصص بشؤون السياسة في العراق وسوريا وايران وتركيا وبعض دول الشرق الاوسط قال روبين في مقالة السياسي التحليلي وهو ايضا مؤلف كتاب (الرقص مع الشيطان ) نشر روبين في مؤسسته مقالا خطيرا جدا بعنوان ::مسؤول كردي جاء فيه (انفق اقليم كردستان العراق ملايين الدولارات لتصوير نفسه على أنه ديمقراطي وكحليف ايديولوجي للولايات المتحدة في المنطقة وكملتزم بمكافحة داعش بينما الواقع هو أكثر تعقيدا بكثير . ففي الأسابيع التي سبقت استيلاء داعش على الموصل يبدو ان حكومة إقليم كردستان زودت بعض الأسلحة كصواريخ كورنيت المضادة للدبابات لداعش من أجل إضعاف الحكومة المركزية التي حُبِس مسعود بارزاني في نزاع سياسي معها.
لقد رفض البرزاني طلبات متكررة من الطائفة الايزيدية أولا لارسال تعزيزات من قوات البيشمركة للدفاع عنهم ثم على الأقل لتجهيز الايزيديين بالأسلحة للدفاع عن أنفسهم لقد فرّت قوات البيشمركة عندما تقدمت داعش وتركوا الايزيديين عزلا فكانت النتائج المباشرة هي القتل الجماعي للرجال والصبيان الايزيديين واستعباد نسائهم.)
اليوم واضح من الاتفاق المعلن بين الاتحاد الكردستاني والتغيير ان الاحداث ربما وصلت الى ذروتها بعد ان ايقنت هذه الاحزاب أنها لا تستطيع مجاراة الاحلام البرزانية وهيمنة عائلته على كل مقاليد الحكم وشد القبضة الحديدية في الاقليم أدى الى فك الارتباط بين الاتحاد الكردستاني الذي شعر أنه يعيش حالة من التهميش يلعب دور البطولة فيها قادة العائلة المهيمنة على المؤسسات وخاصة الامنية ورمي الاتفاق الاستراتيجي بينه وبين الحزب الحاكم وتوجه الى حليفه الجديد القديم في مدينة السليمانية حزب التغيير الذي يترأسه نيشروان مصطفى الذي فقد كل شيء مما حصل عليه في الانتخابات الاخيرة بعد أن طرد رئيس البرلمان النيشرواني ولم يسمح له بدخول الى الاقليم ..
متى ينفصل الاقليم ؟ وبيد من القرار ومارأي الشعب الكردي في اربيل ودهوك وراي الشعب في السليمانية وحلبجة ؟
طبعا هذه الاسئلة برزت الى السطح من جديد وصارت اليوم تختلف قبل عام من الان فبعد أن اصبح الاقليم يتمتع بثرواته النفطية التي كان يراهن عليها السيد مسعود ويفك الارتباط ببغداد واجه المواطن ازمة لم يكن يتوقعها حين راى أن نفط الاكراد الى الاكراد والتصدير اليومي وصل الى المليون برميل تقريبا ثلث ما تصدره بغداد لكن النتيجة أن الاقليم لايستطيع الايفاء بوعوده لمواطنيه وتسليم رواتبهم ,,هذا يعني جعل من المواطن المحبط المندفع نحو الدولة الكردية يعتقد ان الوقت غير مناسب وان الاعلانات والمطالبات في اربيل ماهي الا محاولات لتصدير مشاكل الداخل بعيد عن اسوار الاقليم .
ولعل الرسائل التي يستلمها قادة الاقليم في اربيل يوميا من دول الجوار ومن قادة السليمانية تجعل من وعودهم بالاستقلال وحلمهم يبتعد عن التحقيق على الاقل في الوقت القريب المنظور ,,اما مواطني المدن العراقية فهم على قناعة تامة ان الاخوة الكردية العربية باتت مجرد تسمية فارغة ليس لها وجود وهذا مايلمسه أي مواطن عربي يدخل الاقليم بمجرد الدخول يرى ان كل شيء مختلف ومنها التعامل مع العرب على مداخل المدن وابتعاد العلم العراقي والنظرة الدونية لهم والاحاديث بل وصل الحال الى العداء السافر للعرب من قبل الاكراد وهذا يعني أن العراقيين العرب يرحبون بدولة الاكراد ولا يبقون هكذا يضحك على ذقونهم باسماء رنانة لا وجود لها على الواقع .
Kathom [email protected]