13 أبريل، 2024 10:56 ص
Search
Close this search box.

الرقص على احزاننا

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما نتذكر السنوات العجاف التي مر بها العراق ومارافقها من ويلات وحروب لم نجد دولة واحدة في العالم وقفت وتعاطفت معنا بل العكس تماماً فجميع الدول وشعوبها من اخوة في الدين والقومية ومن دول الجوار والاصدقاء كافة وحتى الدول الكبرى والتي كنا نرتبط معها
بعلاقات اقتصادية قوية تخلت عنا في تلك اللحظة وقاموا يرقصون على احزاننا وتناسوا ماذا قدم لهم العراق وكيف شاركهم العراقيون رغيف الخبز عندما وصل لهم الجوع وكيف دافع عنهم وعن دولهم ومصالحهم عندما وصل لهم الخوف… ولقد تمادى الجميع عندما قاموا بوضع الشعب العراقي في خانة المعتدي ونحن لاحول ولاقوه ولكن لابد لنا ان نتحمل كل التبعات التي افرزتها سياسة حكوماتنا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة قبل اكثر من مئة عام..
اليوم وانا انظر الى الساحة الدولية ومايدور بها من احداث وتناحرات وصلت بالبعض الا اعلان حالة التأهب القصوى خاصة بعد وجود تحرك للجيش الروسي على الحدود مع اوكرانيا وتصريحات مسؤولين غربيون بان شبح الحرب اصبح قريب جداً مع وجود نفي روسي بذلك يقابله توتر دبلوماسي وقيام اغلب دول العالم بسحب رعاياها من اوكرانيا ولقد تعلمنا من خلال هكذا تصريحات وقيام هذه الدول بغلق سفاراتها وممثليتها الدبلوماسية في احد تلك الدول التي تقع فيها الحرب فان هذا دليل واضح على ان هذه الدولة ضعيفة ومغلوبة مسبقاً فنحن لم نسمع لحد الان اي دولة قامت بسحب رعاياها من روسيا وهذا هو نهج العالم الديمقراطي الحديث وهو الوقوف مع القوي معنويا بشكل دائم وبالمقابل اظهار تصريحات وقرارات اممية بحجج انها ضده… فهل اليوم ومن اجل اوكرانيا سوف تخوض الولايات المتحدة الأمريكية ومعها المعسكر الغربي الحرب ضد روسيا وهل يستطيع الجيش الامريكي الخوض في حرب في منطقة الشرق وهو غير مرحب به اصلاً فالعراق وايران وافغانستان وسوريا مازالت شعوبهم تشعر بالدمار الذي خلفته الولايات المتحدة الأمريكية في بلدانهم سواء بصورة مباشرة أوغير مباشرة وهل سوف تؤمن الجيوش الأمريكية ومن تحالف معها على نفسها لدى عبورها من الخليج العربي او مضيق هرمز … ويبقى السؤال المهم هل سوف تقوم روسيا فعلا باجتياح اوكرانيا خاصة ان القادة الروس تعلموا الدرس الجيد بعد تفكك دول الاتحاد السوفيتي السابق ان الحروب نتيجتها دمار اقتصادي قوي وروسيا غير مستعدة اقتصاديا لذلك رغم ترسانتها الصاروخية وامكانياتها العسكرية المتطورة ورغم امتلاكها لبرنامج السلاح النووي الا اننا لاحظنا ان سياسة الروس في السنوات الاخيرة وفي كل الحروب التي مرت في الشرق الاوسط هو موقف الانحياد الثابت دون التدخل في الخصوصية ماعدا ما حدث في سوريا نتيجة ظروف خاصة وبطلب من الحكومة السورية. وبعيدا عن احداث التوترات بين روسيا واوكرانيا.. يبقى السؤال دون الاجابة في عالم اليوم وهو لماذا تَشَمت كل دول العالم بنا في كل الظروف التي وقعت علينا ولماذا تخلت عنا دول كبرى مثل روسيا وفرنسا والصين رغم اننا كنا نساعدهم ونشترك معهم اقتصادياً ولدينا اتفاقيات عسكرية بعيدة المدى؟؟؟ وهل اوكرانيا هي المرشح ان تكون كبش الفداء الثاني بعد العراق؟؟؟؟

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب