نزل الليل ، لبسوا أثوابا بيضاء ، مسكوا قضبانا ملساء ، نظروا صوب سماء لامعة كنصل السيف.فتحوا اعينهم مثل نوافذ اكواخ الفقراء.أحدهم صاح ..الله ..الله..طفل بين الحشد …خاف..امرأة حبلى هلعت وجنين اللهفة لف عمامته في صدر الآه..ضرب الدف..كان نقيب الأشراف يلوح بالسيف ، ويتوعد مريديه بليل ليس به سوى ذكر الرب وخناجر تثقب خاصرة الاشياء ، ورقاب مثل الارض تدور ..كل يبحث عن ليلاه..والصوفي الراقص في نشوة موسيقاه ..يصرخ بين الحشد..حبيبي اسم الله…..2الصوفي مسكون بفقدان الدنيا .غاب في جنة يفترضها في إيذاء الجسد النازف من تحت البطن.يتمرغ في الرمل .احمر لون العشب.واحدةٌ تنظر ..شهوتها تزاد لشيء تجهله .الأغرب مازالت اثوابهم بيضاء ولم تتلطخ بعد…3طلع القمر فوق رؤوس الدائرة المتهيبة من ايقاع الموسيقى .اغرقهم بالنور وهم اغرقوه بشوق لملاقاة الله بأبهى صورة.قال لهم :لا بهاء مع الخناجر والقضبان واكل الجمر ..قالوا انها الامثل لكي نصل .قال :لكنه لن يفتح ابوابه .جنونهم والرقص قادهم ليقولوا :سنفتحها برسائل عشقنا له.القمر ارهبه التحدي .تركهم هاربا خلف الغيوم ..ولم تزل النساء يزغردن بتعابير امناي الليالي الدافئة …4واحدة لم تتمالك نفسها ..شقت ما فوق النهدين وغابت في الرمل .هم اغمضوا عيونهم غاضبين.شيخهم وحده رفعها بين يديه .وقال خذوها لمحراب غرام اللحظة .فأنها تريد ان تموت ..اقتربت خناجرهم منها ..انقذها في آخر لحظة صوت جنين في البطن ،وايقظها لتهرب منزوية بين الحشد5لون الدم ، ولون الورد يشتبكان في الرؤية عند الصوفية.لكنهما يتوحدان على المنديل في ليل عرس.هذا هو عرسهم .مواسم ذكر الله ومحمد.ومن يعشق غيرهما تلتهمه النار …6العاشق والسجن وصوت بنادق قرى مبتعدة في قلب الصحراء.الرمش وقبلة تحت مظلة مطر بارد وذكر يبعث من جرح الموت بحرب هداياه على شكل سرير ووسادة وتعويذة تحفظ من يبقون بسلام الارض حفاة. الموت .. برداء اسود يزحف في صمت ويرجعه الخبز الى داره.اتركهم فهم في تهيب الشوق.وكل مراسيم العشق وسجون وموت الحروب التاريخ لن ترهبهم .اما تراهم يصعدون في ايقاع الهوس واجسادهم طارت في الجو كعصافير طائشة.اما تراهم لا ينظرون سوى الى ارواحهم .ونحن لهم مشتاقون .واحدة عادة ثانية لتشق الثوب وتقول خذوني ….!7في الرقص الصوفي دهشة واحدة ..تكمن في جعل الروح والجسد في ثمالة واحدة .وهذا مالم ينله سوى اصحاب الكرامات …العراق / مقام سيد احمد الرفاعي / ليل 22 يوليو