من أوجه العهر السياسي الأزدواجية في المتبنيات والتناقض الفاضح والواضح في التعامل الأنتقائي مع المقدسات الدستورية والمحرمات القانونية و التضليل الانساني والأخلاقي لجمهور الناس والتلاعب بالمشاعر والاستخفاف بالطروحات والثوابت الوطنية ويحضر أمامنا “المفهوم الذي أوجده علي الوردي مهزلة العقل البشري” ويقفز أمامنا الانموذج الامثل لذلك مجسد في أدارة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي لملف حزب البعث بعد 2003 وبعد ثقافة الاجتثاث المتبنات والتي حاول المالكي ان يقدم نفسه على انه الاداةالتنفيذية لأزالة البنى الايديولوجية والرمزية والمادية للبعث أثبتت الايام و بما لايدع مجالا للشك أن السيد المالكي كان الحاضنة الاكثر دفئا للشخصيات البعثية وخلع عليهم من الامتيازات والمناصب مالم يحلموا به حتى في عصر الدكتاتورية البعثية الصدامية ولم يرعى دولة رئيس الوزراء الرفاق البعثيين في مجال أو تخصص معين بل شملتهم رعايته “الكريمة” ؟في مختلف المجالات والتخصصات وأبتداءا من قائمته السياسية “دولة القانون” والتي أحتضنت العديد من الشخصيات البعثية ومنهم “علي الشلاه وأبراهيم فزع الركابي وغيرهم وفي السلك الحربي كان المالكي سخيا في دعمه ورعايته لجنرالات البعث مثل عبد القادر العبيدي و سعدون الدليمي وتحسين الشيخلي ووفيق السامرائي وغيرهم الكثير من الذين أحتضنهم المالكي “الجنرالات أو من ذوي الرتب المتوسطة ولم يكن السيد نوري المالكي بخيلا في توفير الدعم لشخصيات رسمية أو مدنية ذوي تأريخ وخلفية بعثية مؤكدة ومثبت ذلك في هيئة أجتثاث البعث لكنه تجاهل ذلك وأستخف به وقدم تلك الشخصيات للجمهور على أنهم مرشحوه أو يمثلونه ومن هولاء بعثيين أقحاح مثل السيد ناجح حمود رئيس أتحاد كرة القدم العراقي والسيد وليد طبرة المتحدث بأسم أتحاد كرة القدم العراقي ووقف المالكي بقوة وتصميم خلف السيد مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الاعلى على الرغم من أن السيد المالكي كان يعلم ويعي جيدا أن السيد مدحت المحمود مشمول بقرارات أجتثاث البعث وهو من شرع عقوبة “قطع الأذن”للمتمردين عن الخدمة في الجيش العراقي السابق وهي جريمة ضد الانسانية ؟ وهنالك الكثير من البعثيين الذين أحتضنهم السيد المالكي وأوكل لهم المناصب المدنية والعسكرية وفي نفس الوقت كان المالكي يظهر نفسه للجمهور على أنه بطل الاجتثاث ومحطم أصنام البعث في أستخفاف صارخ بالدستور والقانون وضحك على ذقون السذج من الناس؟لقد أستخدم السيد المالكي سلاح الاجتثاث بذكاء وبما يتماشى مع مصالحه وطموحاته السياسية الجامحة فهو كان يشهر سلاح الاجتثاث بوجه من يقف بالضد منه ومن يقدم له فروض الطاعة والولاء يحضى برعايته ودعمه حتى لو كان من كبار القياديين في حزب البعث ؟لقد تبين اليوم اكثر من اي وقت مضى أن الدعوة المتجددة للأجتثاث والتي يرفع لواءها المالكي ماهي ألا أكذوبة لا يصدقها حتى البعثيون ؟أحد اللئماء الناقمون والساخطون على أزدواجية المالكي في التعامل مع البعثيين وهو من “ضحايا حكم البعث “وصف الحالة بسخرية وتهكم تعبر عن واقعية هزلية بقوله:
الرفيق نوري المالكي .. خيمة كل البعثيين؟ .
[email protected]