حكاية الرفيق جمعة الاعور تعود الى زمن ليس بالبعيد لكنه غريب على البعض من أجيالنا المحترمة والتي لم تعاصر العصر الذي انتقل فيه العراق من مرحلة الاغلبية الشيوعية الى مرحلة الاغلبية البعثية هذا التحول الذي احدث طفرة نوعية في المراحل التاريخية والتي اعتقدها محاكاة لمرحلة سبقت في طريقة الحكم خصوصا اذا ما تراجعنا كثيرا الى الحكم الاسلامي بعد وفاة النبي الاعظم محمد وكلنا سمع عن دهاء معاوية في الحكم والحادثة الشهيرة لابي موسى الاشعري والتي غيرت بعض من صفات وجهة التاريخ فالملامح بقيت اسلامية والتحكيم والشورى هما نفسهما بقيا دستورا فحكم معاوية بن ابي سفيان كان حكما ظاهره اسلاما اما باطنه فانا عاجز عن وصفه ,
ولعل ايدلوجية حزب البعث والتي جاء بها ميشيل عفلق الرجل المجهول والذي ربما يكون اقل ما يستحقه من وصف هو ( نغل ) ابن ابيه بالمعنى المهذب !! , فالبعث لم يكن نسخة طبق الاصل من دهاء معاوية ولكنه استمد دستوره من انفاس حكم ابن ابي سفيان وما تبعه من الامويين والعباسيين , وبما اننا مازلنا في رحاب الدهاء والمراوغة بعد ان جبناها على معاوية والخلفاء الراشدون الى الرذيلة وبانتقاله حزب البعث بعد عقد صفقة خاسرة لاندماج الحزب الشيوعي في جبهة وطنية تقدمية نحو هلاك من هلك ومن سوء البخت الذي يعانيه الشيوعي السابق والبعثي اللاحق جمعة الاعور والذي لم تفلح حمدية الكشافة بطرده برغم استخدام كل انواع البخور والماي ورد , وبما ان الروح الوطنية التي ما انفكت تغادر جمعة الاعور او صاحب العين الكريمة كما يحلو للي يخافون الله يسمونه فاصبح جمعتنا هذا من المشاركين الفاعلين في اجتماعات الفرقة الحزبية البعثية بعد هيمنتها على الجبهة الوطنية التي كان من المفترض لها ان تكون نتاج اندماج الشيوعيين بالبعثيين واذا بالرفاق المجتمعين وبعد ترديد القسم البعثي يختلون ببعضهم مطالبين جمعة هذا بالانصراف والعودة حين انتهاء الاجتماع وكأنه ابن المطلكه والحال بقى واستمر لفترات طويلة لم يشارك الشيوعي السابق بأي رؤية مع البعثيين كما لم يكن جمعة متساوياً مع رفاقه فثارت الروح الثورية بداخل جمعة وهو ابن الحروب وهو ان هوشي منه الذي شبت نار اوجاغه فانصرف وهو يندب حضه فلا حضي بالفخر الشيوعي المعارض للبعثيين ولاهم سمحوا له ان يكون بعثيا , الاندماج الذي كان سيكون ناجحا ربما لو كانت نوايا البعث سليمة ام الروبة في حينها سيسمى شراكة وطنية , اما شراكتنا الوطنية الحالية فقد حولها الحاج ابو اسراء الى جبهة وطنية تقدمية معاصرة فالأخرون مشاركين في الحكم غير مشتركين فيه الامر الذي جعلهم ينتفضون او يعتصمون او ربما يثورون فهم لا يريدون ان يكونوا جمعة الاعور ولهذا انتفضوا في يوم الجمعة وكل جمعة وانتم طيبيون.