23 ديسمبر، 2024 9:10 ص

الرفض..والثورة ثنائية الخطاب في  حياة قاحلة للشاعر العراقي قاسم محمد مجيد

الرفض..والثورة ثنائية الخطاب في  حياة قاحلة للشاعر العراقي قاسم محمد مجيد

ثمة أشياء مشتركة تجمع بين الرفض والثورة..ويكاد يصلان لحد اللعنة لحياة لم تف متطلباتها الانسانية البسيطية للانسان الفرد الذي هو قاسم..والمجتمع الذي هو نحن..وخاصة عندما تشعر بالتهميش وعدم الاكتراث لما ترغبه وتريده في ان يسمع صوتك المشروع..الذي قد يصبح زلزالا اذا استمر في التهميش والاقصاء..من يقرأ ما كتبه الشاعر منذ لم تاتي بعد..وفي مدونة مفلس..حتى حياة قاحلة سترى أن هناك لمحات من حزن ورفض ورثاء وثوره لواقع فرضته أجندات لاتؤمن بفرضية التفكير الانساني الحر..في ان يقول مايريد ويفعل مايرغب بدون مصدات كونكريتية قاتله..جعلتنا جميعا نعيش في دوامة سجن كبير يحيط به التطفل الثقافي والفكري الذي فرض  قسرا..وعند الانسان المثقف يتحول لكابوس ملعون يمنعك حتى من الكلام..لكن عدم التصريح به  يصبح الصمت هنا أستسلام..وهنا يعتقد شاعرنا
قلنا حذار أن تخبروا الوقت
مايزال
يلبس قميص مهرج
ويصدق سراب الصحراء
نعم هكذا يصور عملية مسيرة الحياة بشكلها المقلوب اللاواقعي..والمدهش والمذهل لما يحدث من اضطراب سياسي واجتماعي وثقافي حتى يصل الى انه هو زمن الانفلات وضياع الاحلام المشروعة والامنيات الجادة..هي احلام قد تضيع..في واقع لايعرف أين يتجه..فبقول:
تحت غيمة أحلامنا
انقلابات طقس
يطيح بجذع شجرة هرم
لكن لابزال يعتقد أن تلك الاحداث المفتعله في عالمنا هي فخ مهلك يصل لحد التسيب والتشعب لفهم حقيقي لما يجب أن نكون عليه من تكافؤ الفرص  لذلك هو ونحن نؤمن أن هناك شي اخر لم نقدمه بعد لظروف شتى ..
منذ كانت السينما صامتة
ثمة
مقعد
شاغر في الرأس
وهذا يعني أن ما موجود من انفعالات حياتية طارئة لاتجعله يطيح بمشاريعه المستفبلية  الهادفة لان هناك شي ما سيحدث
لقد ابدع الشاعر قاسم في تصوير واقع مؤلم بشكل دراماتيكي جعلنا نعيش معه  في :
انه صندوق فارغ وضع  في العربة الخلفية لقطار
والى عباءة امه حين  يراها في نصه الذي يعبر عنه :
يتأرجح ضوء الفانوس الشاحب
 
على سقف الغرفة
أراه الان
وأرى مسمارا بالباب
معلق عليه عباءة سوداء
لأمي.
وايضا في تصوير ما يعانيه واقع صديقه الصحفي عباس الساعدي في نص اليوم الثاني.. في الغربة:
ولكن ..لا أحدا !! ينادي علي ألان!!
أو اسمع اغان كئيبة
على طول الطريق المكتظ
بصور هزيلة عن حياة هناك
هكذا يرى شاعرنا قاسم أن السكون يجعلك انت والوقت والمساحة تشعرون بالضجر..
الشارع يبدو طويلا
حين تتوقف الخطوات
ومن الملفت للنظر أن هنالك ثنائية في الخطاب في نصوص هذا الديوان..وهي انتقاله متجدده تحسب للشاعر..
فهوينوب عن اصدقائه المقربين الذين كان لهم دورا في مركبات حياته..وهذا الغور في مايريده ..الحطاب جواد..وعلي حسون لعيبي .. وجابر محمد جابر وعدنان الفضلي ووالده والقلق صديقه وعن الطفلة الموصليه الشهيده والبردي  في مدينته الحلم..تفاصيل سايكلوجية في فهم الاخر..هي تطلعات ذاتية احسن قرائتها ..
فخاطب  الحطاب في نص جواد الحطاب بلا ألقاب..
الى اين
ياخذك الشعر..
الى أين..؟
تتجول في شراين المدينة
وهي تفتح
ممراتها السرية
لنكبات جديدة
هو الشعر الذي ملأ جواد..وكان تؤمه الملازم له..ولكن..؟
ولجابر محمد جابر يقول :
منذ صارت الدوائر مربعة
وضفائر الشعر
منقوشة في الريح
وأنت
تفف شامخا
تداعب خد القمر
هو الوصول لغاية ذروة الابداع الذي شعر به شاعرنا عند صديقه..جابر
ثم يسترسل للبوح عما يفكر ويعيش به صديقه علي في نص ..علي حسون لعيبي
مدللة روحي؟؟؟؟
الرقع في ثوب قديم
ونائمة على سرير الاشواك
من الصعوبة أن تفهم ما يدور في عقول متقدة بالايمان والابداع والتمرد عند شخصيات لها دورها وتفاعلها في صنع شي للواقع الاجتماعي والثقافي والنفسي..هكذا اصطحبنا قاسم بين مطبات وانفراجات وحزن وفرح..في حياة يعتقد أنها قاحلة.