22 نوفمبر، 2024 8:38 م
Search
Close this search box.

الرفش يأكل القش

يقول شغاتي : عندما يكون الدجاج محصن بطوفة الطين ، الواوي حين يجوع يأكل الخريط . ولكن عندما يأكل الرفش التبن ، هذا يعني أن كل السيوف تكسرت. حكمة الرجل المعيدي الطيب تحمل ذكراها الآن وأنا اتأمل ضفاف الراين في كل الوقت ، أبحث عن هذا الحيوان الضخم من فصيلة السلاحف والذي نُسجتْ حوله بين القرى الكثير من الأساطير فلا أجده هنا متسكعا على الشواطئ يلتمس دفيء الشمس في تلك الشتاءات هناك ، أما في الصيف فكثيرا ما ترعبنا حركته الكسولة كحيوان مخيف يشبه التمساح لكننا لم نشاهد في يوم ما انه هاجم شخصا ما على الضفاف ولكنهم يقولون انه يحب أن يأكل اجزاء خاصة من السباحين والغرقى وهما ( الخصيتين ).

أرى الرفش من بعيد وأخشى الاقتراب اليه وأعرف من شغاتي أن الرفش يجيء الى التبن مشتاقا متى عاش في بيئة اسماكها كبيرة حيث تصده ولاتسمح له في التهامها ويقول أنه في لحظات ما يستفيد من الصراع بين الرفش و( الكطان ) حين يتصارعان يصعدان قليلا قرب سطح الماء بحيث يمكن رؤيتهما ومن ثم استطيع ان اثقب ظهر السمكة الكبيرة بفالتي وارفعها بعيدا عن الرفش الذي يهرب مذعورا ، فيما يؤكد لي أن لحم الرفش يعالج فيه أولئك الذين يعانون ازمة النوم مع ( نسوانهم ) وطبعا هو يقصد العجز الجنسي.

قال ايضا ان المعدان يكرهون شكل الرفش ويعتبرونه حيوانا بليدا بالرغم انه شرس في بعض الاحيان واعداده في الاهوار أقل من  أعداد السلحفاة ( الركة ) وأنه حين يجوع يرتضي بالقش ( التبن ) ليسد جوعه ، فيما لا تقترب السلحفاة من القش حتى لو جاعت.

اكتشف بعد حين أن لحم الرفش كان اول دواء ( فياغرا ) في التأريخ قبل أن يكتشف الطب أن الحبة الزرقاء التي تساعد مرضى القلب تمتلك فعلا سحريا في مداواة الضعف الجنسي وتعمل على الانتصاب وجعل البشر ينسون سن اليأس الذي يصيبهم في تخوم الستينات من العمر ويبقى معهم عطر الوسادة قائما في تلك اللحظة الحميمية التي تصيب الانسان بالحزن والكآبة عندما تغيب لحظتها عن جسده.

لم اسمع أن معيديا مصابٌ بالعجز او العقم ، لقد منحهم حليب الجواميس طاقة هائلة للإنجاب ، وعندما يصادف العقم في الحياة الزوجية فأن مجتمع المعدان يحمل المرأة مسؤولية ذلك ولا ترمى العلة على  الرجل ،  حتى في زواجه الثاني وعدم انجابه فيقولون تهربا من تحميل الذكر السبب : إن الله لم يقسم له لينجب أولاداً.

ذكريات الرفش في ذهابه الى القش غذاء تذكرتها مرة في اول ايام الحصار حين شاهد الناس الكلاب السائبة والقطط تلجئ لتتناول الخضار في المزابل غذاء بعد أن ابتعد الناس عن اللحوم والدواجن لضائقة الحال وقصر اليد ، وذات الموقف تكرر في صورة الذكريات مع قصة رائعة لزكريا تامر حرصت أن تكون في مكتبي في أي سكن ، وأقصد قصته ( النمور في اليوم العاشر ) التي حملت عنوان تلك المجموعة التي اشتهرت حينها بسبب الطريقة المبتكرة في اخضاع النمور عن طريق تجويعها وهو ما يستخدمه الرفوش الكبيرة من الطغاة مع شعوبهم.

الرفش يأكل القش …وأنتَ يأكلكَ حنينكَ الى تلك الضفاف البعيدة ..

هذا هو الصباح الآن على ضفاف الراين………..!

أحدث المقالات