23 ديسمبر، 2024 6:53 م

الرصيف وإبليس والشرطة الإتحاديــة !

الرصيف وإبليس والشرطة الإتحاديــة !

سابقا :
لاشئ عندي في هذه الدنيا سوى بدن أعيته السنين العجاف ورسمت عليه خطوطا متعرجة أفصحت عن ضعف وشيبة ، ولا مأوى يؤيني سوى رصيف عتيق أقضي فيه ليال الشتاء والصيف ، وحينما أروم الاستحمام أجعل من دمعي مغتسلا ومن ثيابي القديمة منشفة . وفي الصباح أهيم على وجهي بين الطرقات وحاويات القمامة بحثا عن كسرة خبز أو بقايا عشاء لأناس مخمورين ربما رموا ماتبقى من فتات هنا وهناك لأسد بها رمقي رغما عني وعن التقاليد البالية لكوني رجلا متمردا على نفسي ولم أحظ بفرصة من التعليم فنشأت مشردا حسبما أشار اليه العارف بالله فلان الفلاني . أحيانا اجد مشقة في قراءة سورة الكوثر المباركة فأستعين بأحدهم ليقرأها بدلا مني في صلاة الفجر بثمن امنحه اياه ، وهذا الثمن عبارة عن كسرة خبز لأني لا امتلك ( كاش موني ) .. وهذا العتال فقير مثلي يفرح بتلك الكسرة الرغيفية أيما فرح ، في المساء أذهب الى احدى عشيقاتي – وهي فقيرة أيضا – لأقضي ليلة حمراء معها على ذات الرصيف ! فنغط في ضم وشم وعناق وقبل تشوي وجهينا بنار السموم ! فنستيقظ من احلامنا على خطى الشرطة الأتحادية ليزجونا في سجن إنفرادي ! .. نفرح جدا بهذا الانفراد فيكون ابليس ثالث لنا يعلمنا كيف نمارس الحرام تحت مرآى الحراس ! وبلا خوف من الرب ! .. يصدر فرمان سلطاني يقضي بتزويجنا عنوة ، تقترب زوجتي – الجديدة – مني فلم تجد رجلا يقوى على متطلبات الزفاف فتفر هاربة الى من يتمكن من ذلك . هذه حكاية اخترعها عبود ابو المحابس ليرضي من إتهمه بالتشرد و ( الصياعة ) .. أتمنى أن تروق للسادة والسيدات .
لاحقــــا :
يقول ملا عبود : وعندما يحين الوقت المعلوم أرتدي عمامة بيضاء لأستحوذ على المعلوم ! ولا علاقة لتهوري المؤقت بهيئة النزاهة او مجلس النواب ! لأنهم شركائي بذات الرصيف ، .. أحيانا أتوجه الى شارع السعدون وسط العاصمة وتحديدا قبالة مضخة الوقود لأحتسي ( ماتيسر ) من ترنيمات تقود ني الى الهلوسة المباحة وفق الدستور . فقد نصت الكثير من فقراته على حرية إحتساء المشروبات من عدمه ، لكني لن أسمح لغيري ان يتناول ما تيسر منه إلا وفق مقاييسي أنا فقط لاغير . ومن حاول – لمجرد المحاولة – أو أقترب من إحدى المحلات التي تبيع ( بالمفرد المختوم ) او سولت له نفسه بشراء ربع او نص ربع كانت مفخخاتي له بالمرصاد ! .. نعم إنها دعوة وجهت لي من السماء فما يحل لي يحرم على غيري . المهم هو أن أكون ( شريفا ) بروس الزواج . فالمقدر مكتوب ، والمكتوب ليس من إختصاص هيئة النزاهة أو حسين الشهرستاني ( العراقي طبعا ) كما أنه لايتبع جهة سياسية بعينها بل يتبع ( المجاهدين ) حصرا ، ويا عيني على المجاهدين حين يرقصون طربا على أنغام الهجع ويرمون الأوراق الخضر ماهزل منها وما ثخن على رؤوس الحلوات وهم يرددون تحية خاصة للشيخ المجاهد فلان الفلاني !! .. والله انا أقول الحق ومن لم يصدق فليتكرم بزيارة المكان المشار اليه بعد الساعة التاسعة مساء .
وبعد أنتهاء ( الشعائر ) الجهادية ينفرد الذكور المجاهدين بالإناث المجاهدات فيلعبون لعبة ظريفة يسمونها ( عروسة وعريس ) لكن بدون خراطيم مشوهة ، وترى المحابس سكرى هنا وهناك وهي تصيح وتستريح : طيّح الله حظكم وحظ اللي خلفوكم ياسفلة .
لابو عباس البياتي الذي يهدد بثارات الجسر ، فاصل ونعود معكم ايها الشرم برم ..