عوالم البحر و عناصره..في ضرب من الحوار الجمالي و الاكتشاف..
ضمن طور آخر و في سياق التجربة في العلاقة العميقة مع الألوان و القماشة نجد في ” ايقاع اللون ” مجالات شاسعة طوعت من خلالها الرسامة زينب النفزي مساحة المفردة التشكيلية لديها في تناص مع الأزرق..مع البحر بعوالمه المتعددة.. و ضمن هذا العنوان اندرجت لوحات النفزي في هذا المعرض المشترك مع الرسامة جميلة عكروت حيث و الذي يتواصل بفضاء النادي الثقافي الطاهر الحداد..
عوالم البحر سافرت فيها و اليها زينب حاملة معها أسرارها و مساحات الوله تقصدا للتيه المفعم بالحبة العارمة و الفن هو نهج حب و وجدان و حنين …عشر لوحات بألوان شتى و لكن البحر و ما جاوره كان العنوان العالي لجغرافيا القماشة ..
ترى ماذا قالت للبحر ..وعن ماذا حدثها ذاك الصياد الأمهر..البحر الذي كان صديق الطفولة و ما يزال..بماذا أجابها..و كيف تخيرت فداحة ألوانها في هذا التعاطي المخصوص مع أسرار الأزرق الممتد..هي العوالم الشاسعة حيث اللون و النظر و الدهشة فكرة القلب و الوجداني لدى الفنانة التشكيلية زينب النفزي..التي امتدحت الموج العالي ..البحر..هذا الساكن في الأمكنة و الأزمنة..
……………..
كان البحر صديق طفولة…
نرسمه على البياض
ومن القطار
نقذفه بالتحايا
هذا هو البحر يا أبي…
كبرنا…
فأودعناه أسرارنا
ولكنّنا حين
بحثنا عن خربشات
الطّفولة وقصور الرّمال…
هبّت رياح
وامّحت صور
وطغت موسيقى الحنين
كون من دهشة الجمال العابر للمسافات، مسافات اللون والحركة والوجد والشجن والأمنيات والأحلام ..إن الأحلام هنا تصرخ ترتجي كلماتها ..فبعد تجربة ملونة مع “السوق” و”المدينة” و”الحفلة” و”الرجوع” و”الحلاق” و”العازفون” و”منظر من مطماطة” و”انعكاس” و”الطريق” و”استراحة”..نمضي الآن مع تنويع جمالي آخر في هذا المعرض من خلال عناوين صياد 1 ـ صياد 2 ـ صياد ـ طفل يتمشى على الشاطئ ـ انعكاس.
وأنت تتوغل بالنظر والتأمل في اللوحات تكتشف أن الرسامة أتقنت اختزال الفكرة حين بثتها في اللوحة من خلال الجزئيات والتفاصيل وعيا منها بجدية التعاطي التشكيلي مع المواضيع والتيمات التي اشتغلت عليها. ويبرز ذلك بالخصوص في التمكن من فن الرسم واستحقاقاته الجمالية والفنية…و لم يكن البحر الا موضوعا للتماعي معه جماليا و مع عناصره البينة و الخفية..ضمن سعي ونزوع نحو المغامر التشكيلية بكثير من الوفاء والبحث المفتوح والذهاب مع العناصر والتفاصيل و الأشياء..
الفن …هو هذا الذهاب في البعيد من حيرتنا القديمة وسؤالنا الحارق ودهشتنا الطافحة بالصمت… والفن أيضا ..و هنا تجوال حارق وباذخ بين مشاهد وتفاصيل وأمكنة بكثير من الشجن والآه. اللوحات تصرخ بالصفاء النادر.. هذا ما قالته اللوحات بمعرض ” ايقاع اللون ” و من خلال لوحات الفنانة زينب النفزي بفضاء النادي الثقافي الطاهر الحداد نقف قدام الأعمال الفنية التشكيلية نحاولها ونحاورها قتلا للمألوف والمعتاد ولليومي الكامن فينا برتابته وللماكث فينا أيضا من عنفوان التلقي والفهم والتأويل. المجد للألوان تعلن علينا سحرها لنلهو معها عبر لعبة النظر بعين القلب..
الرسم لدى الفنانة التشكيلية زينب النفزي وكما تقول هي: “الفن فسحة وجدان وعبارة تجاه ذواتنا والعالم والآخرين. في لوحاتي سعيت لهذا الذهاب الى الكينونة. اللوحة بمثابة القصيدة الفكرة والصورة وفسحة الخيال الكامن بداخلي. أرسم لأعبر عن كياني وأرمم ما تداعى بداخلي. بداخل هذا الكون المربك الذي تتقاذفه أمواج العولمة والتداعي والسقوط