23 ديسمبر، 2024 2:55 ص

الرسالة الثانية إلى السيد حيدر العبادي : نطالب بإلغاء ما تسمى بـ ” المنطقة الخضراء “

الرسالة الثانية إلى السيد حيدر العبادي : نطالب بإلغاء ما تسمى بـ ” المنطقة الخضراء “

بسم الله الرحمن الرحيم

تداولت بعض وسائل الإعلام خبراً لم تثبت صحته , مفاده أن السيد العبادي إتخذ قرارا ألغى بموجبه أربعة آلاف جواز سفر دبلوماسي وعددا كبيرا من باجات الدخول إلى ما تسمى بـ ” المنطقة الخضراء “. وبالرغم من أن الرقم قد يكون مبالغا فيه لأول وهلة إلا أننا في خرابنا السياسي والإقتصادي واستهتار الكثير من القادة   ” السياسيين” بالشأن العام وتلاعبهم بمصائر العراق والعراقيين يجب أن لا نستغرب ولا نستبعد إصدار هذا العدد من الجوازات الدبلوماسية وربما أكثر بكثير.
وبغض النظرعن صحة الخبرالذي نفته مصادر معينة وبغض النظر أيضا عن نوايا السيد العبادي حول كيفية حل فضيحة هذه الجوازات الفضائية وباجات الدخول الفضائية أيضا لما يسمى بـ ” المنطقة الخضراء ” فإن وجود مثل هذه المنطقة العازلة والمحاطة بأسوار كونكريتية وكهربائية وكاميرات متنوعة الأحجام والمديات للحيلولة وبشتى السبل دون وصول المواطن العراقي إليها ناهيكم عن الدخول إليها يعتبر:
1- خرقا فاضحا لسيادة الشعب على أراضيه. إذ المساحة المحرمة هنا لا تتعلق بقصر جمهوري أو مبنى رئاسة الحكومة بل منطقة شاسعة شاملة تغطي مساحات كبيرة من بغداد.
2- عزلا مهينا للمواطنين العراقيين عن مباني ومؤسسات ” الدولة ” !! ألأساسية مما يجعل المواطن العراقي يشعر في الغربة كلما مر من قرب حدود هذه المنطقة.
3- خلقا لنخبة تتعالى على الشعب وتحتقره بحجة أنها نخبة قادة وسياسيين محنكين لا يجمعهم جامع بأبناء الشعب لا من قريب ولا من بعيد. ويشهد الله أن قليلا منهم من يستحق أن يسمى بالسياسي أما عن سمة ” رجل دولة ” فهذا أبعد من القمر عنهم جميعا.
4- هذه النخبة تمتع بامتيازات عديدة محروم منها المواطن العراقي من بينها هذه الباجات المشؤومة التي تمنح فقط لمجموعة محددة من الناس دون غيرهم مما ولد تعاليا تافها لديهم على الناس في مقابل شعور كبير بالغبن يعانيه المواطنون جراء عدم تمكنهم من الإقتراب أصلا من هذه المنطقة.
5- معلوم أن المحتل الأمريكي هو الذي فرض هذه المنطقة وهو الذي وضع شروط الدخول إليها والخروج منها وهو الذي أوجد فكرة الباجات وأنواعها وفقا لدرجة الشخص الوظيفية. لذلك فإن هذه المنطقة ترتبط في ذهن العراقيين بصورة المحتل البغيضة وبالتالي من حقهم إسقاط هذه الصورة  على من هم اليوم يصولون ويجولون في هذه المنطقة وكأنهم الوارثون الشرعيون للمحتل الذي جاء بعدد كبير منهم معه حين ارتكب جريمة الإحتلال.
6- وجود هذه المنطقة في قلب العاصمة بغداد تسبب في أن تفقد بغداد الكثير من معاني وسمات العاصمة والمدينة الموحدة والمتماسكة إداريا وسياسيا.
لهذه الأسباب وغيرها نطالب بإلغاء هذه المنطقة التي باتت تسمى بالمنطقة الغبراء نظرا لما يكنه لها المواطنون من حقد وكراهية وعدم احترام.

د. شاكر كتاب
بغداد
11/12/2014