23 ديسمبر، 2024 5:08 م

الرسالة التي لم يقراها مسعود لبرزاني!!

الرسالة التي لم يقراها مسعود لبرزاني!!

تحية عراقية صادقة وبعد.

كنت اتمنى ان اكتب رسالتي هذه لفخامتكم باللغة الكردية التي لا اعرف منها سوى بضعة كلمات تعلمتها عندما كنت طالبا في الإعدادية عام 1971 فعذرا لذلك …. قبل كل شيء نحن فخورون بتجربة الانتخابات الديمقراطية الواثقة التي سبقتمونا فيها باكثر من عقد من الزمان بفضل كفاحكم وببركة الولايات المتحدة وحلفائها ….. والتي عبرتم فيها كمكون رئيسي لشعب مابين النهرين وانتم الأشقاء في التراب والنفط والوطن والمصير ولازلنا نؤمن بذلك قلبا وروحا رغم حساسية البعض من الذين لايمكن ابدا ان يختزلوا قومية او حركة عراقية والتي دللت عن وعي واضح بواصايا جفرسن وسحرها التي كانت مرجعية لاكثر من ثلاثة ارباع الشعب الكردي الذين شاركوا في انتخابات الاقليم بمحافظاته الثلاثة التي عبرت عن حقوقهم ومعاناتهم وكفاحهم الوطني وخطواته على تراب الارض التي طالما سالت عليها دمائهم التي كرست مشروع اليوم بطوابير الواقفين بملابسهم الزاهية الالوان وشوارعهم النظيفة المظللة بالاشجار وكانها مدن في دولة اخرى غير العراق الغارق في العجاج من النهر الى النحر.

واسمحوا لنا ان ندلي بدلونا في شأن لازلنا نعتبره وطنيا ونحن فخورون بالكثير مما تحقق في الاقليم مثلما نحن فخورون ببروز قوى سياسية معارضة من داخل الاحزاب التقليدية او تيارات تحديثية طرحت شعارات لبرالية وإسلامية جعلت منها القوة الثالثة في الهرم السياسي في كردستان انطلاقا من الصناديق في ضوء التغيرات الكبيرة في واقع السلطة وممارساتها ومشروع الكيان الجديد وإشكالات الانفتاح والثروة واستغلال المال العام والنفوذ واحتكاره وعزف الكثيرين على الوتر القومي والقائد الاوحد التي اشترطت اصطفافا بين البارتي والاتحاد بتدارك لاحتمالات الخسارة وقراءة الشارع الكردي الذي عاد يزخ بوعي جماهيري ثاقب أنضجته الأوضاع التي سادت بعد عام 1991 وحتى اليوم رغم الانتقال من حقبة تحارب السليمانية واربيل الى التحالف الانتخابي والسلطوي في مواجهة المناوئين وتعنت المركز كما تدعون بينما الدستور يفسر بتراجم مختلفة!! .

وفي تغيير اصول اللعبة يبرز عتب وحساسيات من قبل البعض من الاكراد والعرب والتركمان ومخاوفهم وظنونهم من نوع من مركزة السلطة بتكريس مخاوف الاجتياح الوهمي والتبشير بالدستور الجديد المتطلع للدولة القومية من الجبل الى الجبل .
ربما يتوجب اليوم على جنوثان راندل ان يعيد سطور كتابه (دروب كردستان كما عرفتها) بعد ان تمددت خطوط العرض وتغير كل شي في العراق والمنطقة وباتت جميع الخرائط مطروحة للمساومة في الشرق الأوسط الجديد. كم يبدو ذلك الوصف مغايرا لجبال ووديان كردستان التي اطلق عليها راندل (بلاد الإلف دمعة وحسرة )تعبيرا عن خذلان الحركة من قبل الدول الكبرى .

ولست مع هؤلاء السذج الذين طالما أحرجوا فخامتكم بالاستنجاد بصدام حسين عام 1996 الذي اغتال شقيقكم المغدور ادريس وكبار قادة الحركة وأباد المئات من قراكم وانهال عليكم بالأسلحة الكيماوية وسعى الى اغتيال زعيم الحركة مع ناظم كزار عام 1972 بل إنني ارى في ذلك القرار الكثير من الحكمة, التي لم تخرج عن تدخل الكبار انذاك, قمة في البراغماتية وإجادة أصول اللعبة السياسية والضحك على ذقن اغبى زعيم سياسي في تأريخ العراق الحديث … اتدري لماذا؟

لأنه باع نصف شط العرب من اجل كركوك عام 1975 … وباع العراق من اجل استعادة النصف الثاني من خط التالوك عام 1980…. وباع البوابة الشرقية والغربية وزين القوس وخضر وهيلة و130 طائرة لعدوه اللدودة ايران التي لم تجف دماء ضحاياها من اجل ابتلاع الكويت  صيف عام 1990… وباع العراق كله من اجل فخذي الكرسي بعد ان خسر كل شيء …بينما انتم وبحق نجحتم في تحقيق تطلعاتكم باستغلال الأوضاع والتناقضات وتغيرات الأجندات الدولية وكنتم في البارتي والاتحاد وكشيوعيين ولبراليين واسلاميين وملحدين متفقين على هدف واحد بينما لا يزال أشقائكم العرب يعيشون تحت وطأة افيون العذرية السياسية وأخلاقية الفرسان في داحس والغبراء لهذا لم ينجب الاستمناء السياسي في المركز سوى مزيد من المعوقين والمهووسين والمغامرين والمختلسين فماذا نتوقع منهم ؟؟؟ ….وهذه هي السياسة على أصولها منذ الخليقة وحتى اليوم رغم تغير العروش والجيوش والإيديولوجيات.
والأمر قبل كل هذا وذاك يتعلق بالرؤيا الإستراتيجية القادرة على استشراف المستقبل العراقي والإقليمي الذي يخرج من دائرة العنف والحرب والاستيطان الكردي للأراضي العربية والتركمانية التدريجي الى السلام وتحقيق الحلم القومي ..وهل هناك من يجروء اليوم في وسط هذا التمزق السلطوي في المركز بعد سنوات من الحرب الشرسة مع الإرهاب والارتهان للقرار الخارجي ان يطرح برنامجا للوحدة الوطنية والتعايش والسلام دون ان يتعرض للسخرية ورميه بالحجارة ؟
ذلك ان منظري التحالف المعارض بالأمس في شقلاوه ة ولندن قد اقروا بأكثر من الحكم الذاتي وأكثر من الفدرالية وصولا الى كونفدرالية باتت امرا واقعا يمر من كركوك وباقي المدن التي تمتد على خاصرة بغداد تمهيدا لتقرير المصير والتي كرست جميعا في الدستور والذي لا يصدق فليعيد قراءته بتمعن .
 الحلم التحرري لم يسقط كابوس النظام الدكتاتوري فقط بل وضعنا امام خيارات تشتت خواطرنا ونحن نكتب إمام مشهد المئات من الذين ذبحوا في الحسينيات هذا اليوم وهم يؤدون الصلاة بينما يستمر دوي المسدسات الكاتمة للصوت لـ(ال كابوني ) في مهاجمة النخب وسط حفلة الانتخابات المحلية الجديدة ومخاض الائتلافين الشيعي والسني بإعادة توزيع الأدوار على إبطال مسرحية( الإخوة كرامازوف) او الاخوه الاعداء مع بقاء نفس النص المسرحي حيث سنخرج من وليمة الختان دون ان نعرف جنس المطهر وسط مناخ سياسي معروف بات يبشرنا ان لا مكان للعراق الواحد الموحد فوق هذه الارض وتحت شمسها وسمائها الا بمعجزة تمنون فيها على الوطن بإعلان الانتماء له قبل اي شي اخر وفي هذا ضرب اخر من الجنون المستحيل والعبثية وقد نطمح بأن يمن المنتصر ويتفضل من بعض نصره على المنهزم مثلما يقول شمعون بيريز !!

اعتقدنا قبل سنوات ونحن نستمع لا حاديثكم والدكتور ألجلبي  والجعفري وحامد البياتي واياد علاوي والسيد الطلباني ومحمود عثمان قبل زحف التحالف الدولي على بغداد بأن تلك الحملة الفاقدة للشرعية القانونية هي حملة سلام تؤسس لوطن المواطن لا وطن الحزب الواحد والمشروع القومي والقرية والعشيرة والطائفه وانها تحمل عنوان شاعريا لا يميز بين لابس الشروال والعقال والافندي لانها تتحدث عن الحرية والحرية الملونة لنكتشف في الحقيقة انها مجرد خديعة و رحلة ألوان قوس قزح سياسية طبعت الوطن من أقصاه الى أقصاه لنكتشف وبعري إننا أمام مشاريع لا  مشروع واحدا…. ناعمة ملساء وسلسة… والا بماذا نفسر بقاء الفصل السابع الجائر على رقابنا او ليست الكويت أيضا محمية امريكية؟ ثم لماذا توجه أسلحه الفيلقين الخامس والأول المنهوبة الى صدورنا بينما الطائرات التركية تدك جبال كردستان …. وتفجر القضية بينما المنطقة برمتها في غليان؟؟؟

لم يطل الوقت يا فخامة الرئيس مسعود لنكتشف ذلك على وقع الطبول والصراع بالات الحرب الجهنمية وهدير الطارئرات والهمرات وملايين الكيلوغرامات من ال T.N.T والاحزمة الناسفة التي دكت مجمل العقل والكيان الوطني والهوية الواحدة …وكان استنتاجنا حذرا وهو ان كل فصيل يفكر لصالح طائفته وعائلته وسلطته وان الولايات المتحدة التي نصبت القوى السياسية المغيبة في مجلس الحكم عتبت عليها لانها لم تلتزم بأصول التحالف الوطني بل تورطت بحرب قاسية أصابت التأريخ العراقي في مقتل ولم تحسم القوة نتائجها مابين البصرة ونينوى… وكنتم بارعين في وضع سور فصل يجنبكم تراشق البدو المتصارعين على الغنيمة قبل شرف العشيرة وعلى السلطة على حساب الدولة واستغلال الظرف لصالحكم بينما امريكا بوش ومن ثم اوباما تقدم قدم وتؤخر أخرى لانهم حين فكروا بازاحة الدكتاتور لم يكن لديهم تصور عن حل عقدة كركوك او شكل البديل في العلاقة بين العرب والأكراد ألا اذا كان ما حدث هو جزء من السيناريو أصلا .
وهل تستطيع الولايات المتحدة نزع فتيل العنف الذي حذرتم منه بعد الانسحاب الامريكي ووقف التداعي مع بغداد بعد نهاية الانتخابات في كردستان التي كرست قيادتكم التاريخية العائلية الموروثة مع بروز معارضة قوية لاول مرة رغم يقيننا ان جميع الأحزاب الكردية يجمعها موقف واحد حتى اؤلئك الذين تحفضوا على دستور كردستان قبل الانتخابات؟ .
وهل لازال هناك اعتقاد امريكي بعد رفض الائتلاف وصقوره للحوار مع الفصائل المسلحة والبعثيين التي يؤيدها بعض نواب الرئيس بأن العرب والشيعة خصوصا لايستطيعون ان يديروا شؤون الدولة وانهم يقبلون بكل مايمليه عليهم البيت الابيض وهو تصور يروج له البعض لإغراض سياسيه بحته لان المالكي بات يشعر البيت الابيض من خلال موقفه من إحداث سوريا انه ليس عبدا لأحد بينما يصر الأكراد بقيادتكم على موقف واحد متصلب ويتصرفون لادارة مصالحهم بالطريقة التي تخدم امنهم وبقائهم ومصيرهم في ضوء مشروع الدولة المستقبلية التي تلوح في الأفق لان الوضع السوري مرشح لمزيد من التعقيد فيما لن تجد الدولة الطورانية او ايران نفسها مضطرة لقبول شروط  واشنطن وبروكسل  إعطاء حق تقرير المصير للأكراد  وتبقى أمكانيه تحقيق الحلم القومي  في سوريا والعراق ببركه الربيع العربي.
لكننا نعتقد ان على إدارة الرئيس اوباما من واقع مصالحها في المنطقة وفي العالم العربي ومن موقعها ان تجيب على أسئلة مستحقة منذ زمن طويل بشأن شكل العراق وهويته وخارطته لم تشغل بال النخب الجوفاء عام 2002 م وقد ان الأوان للإجابة عليها بعد ان عجز المواطن العراقي عن إيجاد تفسيرات لصمت النخب الحاكمة وحلبات صراعها تحت قبة البرلمان سوى نبوءات بعض العرافين في عالم الصحافة .
 ان اخطر مايتهدد المشروع الوطني هو عدم الوضوح والتلاعب بالا لفاض والحديث عن وطن موحد يلوح فيه الخطباء بالبرنو والكلاشنكوف من اجل شبر من الارض وخلق مايشبه استحقاقات الاستيطان  في فلسطين بفعل شراء الأرض او تهجير سكانها قسرا بينما لازال البعض من العرب السذج يصرون على التهليل والتصفيق والمباحثات باعتبارها الباب الوحيد للتطبيع رغم مرور سبعين عاما على المشكلة .
بينما الواقع في كردستان يخرجها من مضمونها وجوهرها الذي يربط الجزء مع الكل ويعبر عن سذاجة ورؤيا حالمة اكثر مما يعبر عن واقع معاش على الارض يؤكد انفصالا مؤجلا بات وشيكا اليوم بعد رحلة قاسية من المخاض والتذمر والقتل وتغيير معالم المدن دون طائل ودون ظهور اي مبادرات مخلصة ووطنية تخدم مصلحة الجميع …هذا ان كان هناك من يفكر اليوم بعراق موحد نتيجة البراعة في التصيد واللعب على النوايا والجراح والمغالطات التي يشع منها الخبث والتذاكي لدى الإطراف التي تحاول محليا واقليميا استغلال الحالة العراقية لزعزة المركز واستباحة الوطن بطريقة ابشع من استخدام القوى العسكرية المفرطة للسلطات السابقة التي لم تحسم معركة او تحصد نتيجة ولكنها زادت من استعار الشعور القومي في كردستان والنقمة في الأوساط العربية وهي ترى ان ألدوله باتت بلا اذرع او هيبه بينما يفكر البعض من القادة العرب تدبير انقلاب عسكري للاطاحة بالحكومة وفرض الإحكام العرفية والتي نقلها الأمريكيون الى المالكي لتزيد من قلقه وتعبه وهمومه .
ان اخطر مايتهدد المشروع الوطني اليوم هو وجود بعض الساسة الذين يصفقون لمثل هذه المشاريع التي تعيد هيبة الدولة المركزية التي خرجت كثيرا عن مضمونها وجوهرها .
افلا تعتقدون يافخامة الرئيس مسعود ان ايغالكم في رفع سقف الاستحقاقات في هذا الظرف الخطير ورفض المبادرات المشروطة والتحالف مع جنرالات النظام السابق جلاديكم بالأمس كما تدعون سوف يدفع العراق برمته للانهيار ويمهد فعلا لعودة القائد القومي ورفع نصب للفريق سعيد حمو في بغداد وهذا ما لا نتمناه   لأنه سيقود لتدهور الأمور وتناغم كل قوى التطرف والسلفية والإسلام السياسي مادام الضعف والتمزق يسود تحت مظلة البرلمان ويجعل الحكومة غير قادرة على بسط ارادة الشرعية الوطنية على كل رعاياها دون ان يعني ذلك القاء اللوم على احد سوى الإباء الشرعيين لهذا المشروع أصلا .
لا احد منا يظن يافخامة الرئيس بان المسائل سهلة الحل بهذه الدرجة ولكننا تعودنا ان نرى في قراءة التأريخ ان هناك فرصا نادرة على الجميع اصطيادها… وان من يبدو ضعيفا اليوم قد يكون في حقيقة الأمر الأقوى…. وان الرهان على الآخرين يجعلنا نبتلع حقيقة مرة هي اننا جميعا مجرد أوراق وبيادق وقرقوزات يتم تحريكها من الخارج رغم إننا أبناء بلد واحد وعلينا العمل والمبادرة الشجاعة والصراحة ودعم كل المبادرات الداخلية والعمل على إنجاحها .
ان من العبث والسخرية من عقولنا تصريح رئيس الجمهورية في دوكان بان كل المشاكل بسيطة وسهلة وستحل حالما يصل السيد المالكي الى اربيل لتتحقق معجزة ليلة القدر ببساطة!!! ولماذا لايتوجه البرزاني لبغداد مثلا اليس في ذلك استعراض للقوه  وأهانه للاغلبيه ؟؟
ثم لماذا لايتم ذلك اللقاء تحت قبة البرلمان ام ان حضور المالكي لاربيل سيكون لها تفسير اخر في استعراض القوة والضعف … وهل ان كل ساسة العراق في زمن نوري السعيد والزعيم قاسم وعبد الرحمن البزاز والساسة الذين صاغوا بيان 11 اذار بغض النظر عن شكل النظام السابق لان المشكلة ولدت مع العراق … هل ان كل هؤلاء القادة لم يعثروا على مفتاح هذه الباب الذي سقط دونه عشرات الالاف من الشهداء وارتكبت في سبيله مذابح مروعة وان المشكلة يمكن ان تحل بلقاء ووليمة ونكتة ولبن اربيل وتبويس خدود او زعل مام جلال( رئيس الجمهورية)واعتكافه في السليمانيه .. واي جمهوريه  !!!!
اقسم والله اننا سنفرح جميعا ان تحقق حل سحري لهذه المشكلة وسنخرج في الشوارع حتى الصباح وستكون تلك اللحظة تأريخية بحق ستدخلكم كبطل في تأريخ العراق وصانع للسلام وولادة دولة القانون والمؤسسات التي ورثت ما حلم به سرجون الاكدي قبل 4000 عام .
ولكن …. بين احتمال ان تكون هناك طبخة أنضجت على عجل على نار امريكية ساخنة في واشنطن واربيل وانقرة وعواصم عربيه ومباحثات جرت خلف الكواليس وحلول سحرية سيقول كل طرف لإتباعه انه لولا الأمريكيين لما قبلنا بهذا الأمر ولما قدمنا تنازلات او ان لايخرج الامر عن تقاسم تحت شعار هذه لي وهذه لك و يبقى جوهر المشكلة وتتعمق فكرة التقاسم والمحاصصة.  لكن هذا الاسلوب يبقي على النزاع قائما على استحقاقات القوة او ربما التضحية بمصالح العرب والتركمان والمسيحيين مما يعني الانتحار النفسي وتكريس روح العنصرية مجددا وضيق الأفق والتي كان من الممكن القبول بها منذ سنوات طويلة وقبل خراب الود بين الإقليم والمركز .
ليست الشروط والمواصفات الكردية والتصريحات المتعاليه مرفوضة فقط  يافخامة الرئيس مسعود لان للعراق جيش واحد ودستور واحد وانما الضغط والمسك من اليد المرضوضة وكل ضغط لايصب في مصلحة المواطنة الشاملة والشرعية ووحدة الخارطة المسجلة في طابو الامم المتحدة منذ ثمانين عاما سيكون باطلا .
الماكي لن يخرج علينا بشروط المنتصر او المنهزم او الشروط الامريكية بعد لقائه بكم  فيما لو تحقق أصلا لان إطرافا عربيه وإقليميه معروفه تضغط لإسقاط الحكومة وتمزيق العراق… وسيقول مايريد ان يقوله وسيخاطب من يشاء مخاطبتهم ولكننا واثقون انه لم يتصرف الا من واقع مايريده الشعب العراقي الحر ويرضاه ونحن نعلم ان له لغة واحدة… والا فصناديق الانتخابات بيننا وبينه ولكل حادث حديث .
العراقيون بسطاء… ويحتكمون لإرادتهم …وهل شاهدت حيرتهم من على الشاشات وهم يترقبون لقاء رئيس الوزراء بكم  ويخشون وقوع الحرب بين الأشقاء مجددا؟هم نفسهم الذين فرحوا ولم يمتعضوا بالأمس لان لطلباني الكردي المعارض أصبح رئيس لجمهوريتهم وهم الاغلبية… ولا لتولي السيد الزيباري لدبلوماسيتهم في بلد مؤسس للجامعة العربية ومهد الساميين وعاصمة الدولة العربية العباسية… وادى ضباطهم وجنودهم التحية للفريق ابو بكر الزيباري وهم اعرق الجيوش التي حملت اسم موسى الكاظم (ع) عند تأسيسه ….أتدري لماذا ؟
لانهم شرفاء… غير عنصريين… متفتحون.. يؤمنون بحق الجميع في الحياة الكريمة والسيادة والاستقلال والشرف وهذا مكمن قوتهم في مواجهة الغزاة بالأمس واليوم ومقارعة الدكتاتوريات والأنظمة الغاشمة… ولانهم الشعب الوحيد في الأرض الذي قاتل فيه الأغلبية  العربية مع الأقلية الكردية وسقوا صخور كردستان العراق بدمهم الطاهر بالأمس رغم التمثيل بجثث الكثيرين من هؤلاء الإبطال وأنت تعرف ما اقصد يافخامة الرئيس مسعود البرزاني!!.
 لم ترهبهم كل اسلحة الدمار والتهديد والوعيد والترويع لذا فأن لهم الحظ الاوفر بالنصر… والحياة
 .
سوف ننتظر مايحدث في اربيل الاشورية الاصل والكردية الهوية والعراقية النسب… وسنتفاءل لأننا مؤمنون بالسلام لأنه جوهر عقيدتنا ولأننا قبل كل ذلك الأكثر حاجة اليه لأننا المظلومون الوحيدون في هذا الجزء من العالم… والمحتلون… والمسلوبون والمسروقون… والمظلومون والمشردون والمهجرون ونريد ان نفيء الى سلام وطني يظللنا ويحمينا ويستر نسائنا وأطفالنا وإعراضنا ويعوض عشرات السنين من التحارب لأننا قدمنا للجميع تنازلات مؤلمة تذبحنا كل ليلة وتلطخ رؤؤسنا بالطين .
هل تظن اننا سنرضى لاننا لانرى سوى الرضوخ والقتل حلا ولا بديل سوى الدم والكارثة والتوابيت وتدخل الكبار ودول الجوار بعد فوات الأوان بكل مافيه من خلل فادح لموازين القوى وانتهاك للسيادة سوف يمتد لعشرات السنوات لن تحسمها الالة العسكرية… والذي يظن اننا سنقبل كل مايرمى لنا واهم ومغرور مهما امتلك الان من قوة وغطرسة وعربدة وسلاح او توهم ذلك .
كان علينا منذ عام 2003 ان نقدم الاعتذار والإدانة وربما التعزية لما لحق بكل ضحايا اربيل ودهوك وسليمانية على ايدي الجنرالات… ولكن من سيقدم مجرد العزاء لنا باكثر من 200 مقبرة جماعية في وسط وجنوب العراق ؟ان الكثير من اهلنا في كردستان يصرون على تحميلنا مسؤولية مظلوميتهم مادام البعض يرون في دفاعنا عن وطننا ووحدة ترابنا إرهابا وفاشية ووحشية .
سنقف جميعا معك يافخامة الرئيس مسعود البرزاني ومع دولة رئيس الوزراء نوري المالكي اذا نجحتم فقط في مجرد سحب السلام المطروح جريحا في الارض الحرام منذ عقود الى منطقة آمنة… تبدء بعدها مرحلة تضميد الجراح والإنعاش والتعايش الوطني تمهيدا لمصارحة تأريخية مبنية على شرعية العراق ومساوات الجميع وطي صفحة الحروب المقدسة والاستحقاقات القومية والتباغض والتشرذم.. لانه وطننا نحن اما هم فسوف يرحلون ….وتذكر ان الله والشعب والتأريخ يرى ويسمع كل شي
…وفقكم الله لخدمة وطنكم العراق.

بوخارست
31 تشرين الاول 2009