18 ديسمبر، 2024 9:32 م

الرسالة الامريكية والسبل المقترحة

الرسالة الامريكية والسبل المقترحة

لا اميل الى الطرق التقليدية للكتابة والبحث والتي تتحدث عن توصيف الحالة بشكل مطول كونه سهل وعندما ننتقل الى التوصيات او استشراف المستقبل نضع خمسة سيناريوهات محتملة يمكن لأي كاتب ان يضعها فتصيب احداها حتما

قصتنا باختصار ان هناك اتصال هاتفي لم يفصح صاحبه عن ما قاله ، وبالتأكيد هو لم يوضح نواياه غير المعلنة لأنه ليس مثلنا عندما نقول ((وستشرع قوة من الشرطة خلال ساعات لتفتش كذا او تفعل كذا )).. هم يعلمون كما تقول كراساتنا العسكرية والامنية التي لا تقبع على الرف … ان المباغتة مبدأ من مبادئ الحرب وأن (( ما تخسره لأجل تحقيق المباغتة ستعوضه لك المباغتة اضعافا مضاعفة)) ، ولعل في تبني المباغتة وأنجاحها كما حصل في حادثة المطار ستحقق ردعا لأنه خلق حالة ردع لدى الرموز الموالية لإيران وشعورا بالخطر الدائم اينما حلوا وأينما رحلوا كونهم معادين لقوة بلغت شأوا عاليا في التطور العلمي والتقني وكل المجالات التي تخدم صراعها مع اعدائها خصوصا وأن مباغتة القوي تعطيه حرية في اختيار الزمان والمكان والوسائط .

المشكلة ليست في هذا فقط بل ان الذي يتمكن من فرض العقوبات كما يشاء على الصين وغيرها وهيمن على العالم الى حين هو قادر بالتأكيد على خنق العراق اقتصاديا وسياسيا وتحويل معظم اصدقائه الى اعداء او على الاقل لا يتمكنوا من انقاذه من الجوع والدمار والفساد اكثر مما هو عليه الآن .

المناوشات اخواتي واخوتي لم تؤذ الامريكان كما تعلمون بل انها فقط ازعجتهم بينما هي شاغلت حكومة السيد الكاظمي وبالتالي حققت البيئة الملائمة لإفشال برامجها المعلنة وهددت استقرار الشعب ، وإذا كان السبب وراء ذلك تحرير العراق من 2500 جندي امريكي هم جزء من التحالف الدولي في ضرف تصول فيه داعش وتجول وتنموا .. من تحالف اذا خرج واغلقت السفارة الامريكية ابوابها وحاصرت العراق فستجدون داعش ليست تلك التي عرفناها فبمجرد اغلاق السفارة سيأتي المتشددون من كل حدب وصوب ، وعيدوا صلاتكم ، وتم تحرير الموصل وتم تحرير الصقلاوية والفرق فقط ان الصقلاوية ليس فيها رجال للدفاع عنها اما الموصل فلا تزل الجثامين تحت انقاض المنازل .

أهذا هو الطريق لتحرير فلسطين؟؟ خزائن خالية وفساد غير مسبوق ؟؟ ومحاصصة هي ام الفساد وأحزاب افرغت الميزانية ؟؟ كلا ليس هذا هو الطريق .. ودعوني اسأل :

هل فينا من هو اقوى وأكثر ثباتا من الله القوي المتكبر ؟؟ الذي منع المسلمين من القتال الى ان اشتد عودهم وأنزل بيانه (( اذن للذين يقاتلون ..)) الحج (39) ، ام ان فينا من هو اكثر ثباتا من خاتم النبيين حين ختم بخاتمه الشريف صلح الحديبية .. هذا الصلح المثير للجدل إلا في حقيقة واحدة وهي انه كان المقدمة الحقيقية لفتح مكة ونشر الاسلام ولولا هذا الصلح لما كان هناك اسلام .. مع العرض ان جميع المحيطين بالنبي رفضوا الصلح وحملوا بعد ان قال له عاقد الصلح انك لست نبي وامتشقوا سيوفهم بل ان حتى الامام علي (ع) كاتب العقد رفض كتابة الفقرة فقل له النبي (( اكتبها يا علي)) فكتبها .

لمن يريد ان يحرر فلسطين عليه ان يعلم لن الكاتيوشا لا تعادل القنابل النووية المائتين (لإسرائيل) جيوش عربية كبيرة قاتلتها مرات ومرات وفشلت أما اذا قلتم ان المعنويات تختلف فاستلوا عن الربع مليون من اليابانيين الشجعان والوطنيين الذين ضربتهم قنبلتين فقط .

انا اعلم ان السلاح النووي صنع كي لا يستخدم ، ولكن الا ترون معي ان من يريد حتى القيام بسفرة سياحية عليه ان يتزهب ويأخذ معه (خرجية) ، وأن الذاهب للحج عليه ان يكفي اهله قبل ذلك ، اما الحرب فإن من يريد ربحها فعليه ان يهيئ مستلزماتها بدقة وأولها تذكر مقولة ميكيا فلي (( اذا اردت ان تقاتل فلا تحسب كم لديك من جند وسلاح ومعنويات بل احسب كم في خزائنك من ذهب)) اي بناء اقتصاد متين ..أي ان تكون لدينا صناعة وزراعة .. اي ان نبني ميناء الفاو الكبير بدمائنا .. اي ان نقضي على الفساد .. اي أن نطيح بجولات التراخيص .. اي ان نخلق استقرار سياسي .. ان كل هذا ايها الاخوة في الوطن والدين جزء يسير من اجراءاتنا في مجال واحد ناهيكم عن الجوانب الأخرى فهل يمكن الذهاب الى حرب والبي كاكا يحكم سنجار. فهل ستسهمون في ذلك ؟؟ خصوصا وأن لا طريق بديل آخر لاستعادة قدس الاقداس غير ما ذكرت ، اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد