لقد كان للإعلام ومازال دورًا حيويًا في عملالقطاعات داخل المؤسسات باعتباره همزة الوصل بينالمجتمع والجهات المختلفة سواء كانت حكومية أوخاصة من خلال مساهمتها في توعية افراد المجتمعوتشكيل الرأي العام والاهم ممارسة الدور الرقابيعلى أداء تلك المؤسسات في سبيل أنجاح عمل هذهالقطاعات وبضمنها قطاع الطيران المدني كونها تعملبمثابة جسر للتواصل بين هذه المؤسسة وافرادالمجتمع في تحقيق الشفافية والمساءلة لمحاسبةالمقصرين كما تعمل على بناء الثقة بنقل المعلوماتبدقة وموضوعية .
أن مصطلح “إعلام الطيران” من المسميات التيأطلقت على وسائل الاعلام المهتمة بشؤون هذا القطاعبشكل عام في نقله لمعلومات وأخبار وتغطيات عننشاطات واعمال الطيران بما في ذلك طرح قضايا هذاالمجال الحيوي وتحليل أخباره وصولا الى قراءاتمستقبلية تهدف الى نموه بما يتناسب مع التطورالمتنامي عالميا في القطاع من خلال جهات اعلاميةحكومية او خاصة , فالحكومية عادة ماتتمثل باقسامالاعلام الخاص بسلطات او هيئات الطيران المدنيللدولة اما أعلام الجهات الخاصة فتتمثل في أعلامالجهات التي تأخذ صفة المخدم لقطاع الطيران المدنيمثل المطارات او شركات الطيران او شركات الخدماتالارضية وغيرها وتتميز هذه الجهات الاعلاميةبالازدواجية فتارة تنتقد السلبيات وتارة اخرى تنصفوتبرز الايجابيات باساليب اعلامية عدة منهاتصريحات مرئية وغير مرئية مبرمجة ومجدولة منخلال متخصصين بهذا المجال لنقل الحقيقة بمهنيةعالية تهدف الى اقناع المتلقي وايضا من خلال أصدارات مطبوعة تركز في طرحها على موضوعاتالسفر والسياحة وايضا تشمل الموضوعاتالتخصصية البحتة من خلال أصدار المجلاتالأسبوعية والشهرية والدورية المتخصصة بالطيرانوهو اسلوب متبع عالميا في اغلب الشركات المخدمةلقطاع الطيران ولعل تجارب قطاعات قريبة من بلدنافي هذا المجال احدثت قفزة تاريخية وتطورًا هائلًافي الطيران المدني لتلك الدول كالسعودية او دولةالامارات العربية وحتى قطاع الطيران المدني التركيالذين أعتمدوا على وجود الإعلام بشكله الحقيقي فيمسيرة تطورهم مما كان له تأثيراته الغير مباشرةحتى في علاقاتها مع الدول الاخرى في عقد اتفاقياتالأجواء المفتوحة والتعاون في مجالات السلامةالجوية والامن وغيرها من القضايا التي تتطلبتعاونًا دوليًا.
أن الرسالة الإعلامية الفاعلة في قطاع الطيران المدنيأصبحت عامل مؤثر في تحقيق الأهداف في عملمقدمي الخدمة لهذا القطاع الحيوي من خلال تسليطالضوء على كافة نشاطات واعمال الطيرانومايصاحبها من تقنيات السلامة لتعزيز تنقلات أمنةومريحة للمسافرين بمهنية وموضوعية تراعي فيهطرح واضح المعنى لمفردات الطيران وهو مايستوجبعلى حاملي صفة اعلامي طيران ان يكونوا ملمي بلوائح ومعايير الطيران المحلية منها والعالمية منخلال اشراكهم بالدورات التوعوية في مجال صناعةالطيران كونهم الواجهة الحقيقية لابراز تلك الاعمالوالنشاطات الخاصة بالطيران امام الراي العام , كنتقد شخصت بعض الملاحظات على اداء بعض منمسؤولي الاعلام في قطاع الطيران المدني العراقيالخالي من المهنية التخصصية في الطرح خلالممارستي الدور الرقابي الشخصي لنشاط قطاعالطيران المدني العراقي حيث وكما معلوم أنه يختلفجذريا عن باقي اعمال القطاعات الاخرى في الدولةوهو مادعاني لاكتب مقالتي هذه منتقدا لاجلالمصلحة العامة الاداء , فعلى سبيل المثال وجدتهناك المخول بالتصريح لاحد المطارات عدم معرفتهباجراءات تشغيل المطارات التي تختلف عن اجراءاتتشغيل المشاريع الاخرى في جزئية الالتزام التامبمعايير عالمية منصوص عليها في الملحق 14 منملاحق الايكاو ومادة قانونية محلية مرقمة بالمادة 12 من قانون سلطة الطيران المدني العراقي 148 لسنة1974 والتي تفرض برنامج تدقيقي كامل لاجراءاتالسلامة والامن للمطار من خلال تنفيذ صارم لمتطلباتفرضتها هذه القوانين لايستطيع الا المختص منتطبيقه على ارض الواقع بجهد ووقت مفتوح يحتاجههذا الفريق المختص لتطبيقه على ارض الواقعوغالبا ماتستغرق تلك العملية اشهر عديدة تصل فيبعض الاحيان الى السنة مابعد الانتهاء من أنجازبناء وتاهيل مرافق المطار وهو ماقصدته بالاختلافالجوهري مع المشاريع الاخرى الغير مختصةبالطيران , بشكل عام يتطلب من العاملون في مجالإعلام الطيران المدني مزيجًا من المعرفة الأكاديمية فيالإعلام والخبرة العملية في العلاقات العامةوالتواصل بالإضافة إلى فهم عميق لخصوصية قطاعالطيران ومخاطره ومتطلباته التنظيمية وهي رسالتيالى من له علاقة بالمؤسسة الاعلامية في قطاعالطيران المدني العراقي .