23 ديسمبر، 2024 4:00 ص

الرسائل المتبادلة بين الخنجر وظريف..

الرسائل المتبادلة بين الخنجر وظريف..

خارج سياق كل التوقعات استقبل الامين العام للمشروع العربي ورئيس تحالف عزم الشيخ خميس الخنجر وزير خارجية ايران السيد جواد ظريف ، وهو اللقاء الذي كان متعذراً التفكير به حتى من وجهة النظر السياسية التي تعتمد مبدأ المصالح وحقيقة ان الثابت الوحيد فيها هو المتغير !
الرسالة الاولى لهذا اللقاء هو الاعتراف الايراني الرسمي بالحضور القوي للشيخ الخنجر في المشهد السياسي الحالي ودوره الفاعل في المرحلة المقبلة التي ستشهد خارطتها متغيرات على المستويين الداخلي والاقليمي مع حوارات تحت وفوق الطاولة بين طهران والرياض برعاية عراقية وبين طهران وواشنطن لن يكون الملف العراقي غائبا عنها ، وقوة الرسالة كانت في استقبال الخنجر لظريف في داره وليس استقبال ظريف للخنجر في مقر اقامته
الرسالة الثانية ، هي نفض يد ايران من الذين دعمتهم واوصلتهم الى رئاسة مجلس النواب ممثلين بالسيد محمد الحلبوسي من خلال الضغط على القوى الشيعية التي تربطها معها علاقات مميزة تؤثر على القرار السياسي لهذه القوى.
الرسالة الثالثة التي شدد عليها الخنجر في ان تكون “علاقة العراق مع إيران ضمن مبدأ احترام السيادة وحسن الجوار. وتقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية على مستوى المنطقة” ،وهي مشكلة استراتيجية تعترف فيها ايران من اكثر من مصدر عن تدخلاتها في الشأن العراقي الداخلي .
الرسالة الرابعة وهي الاخطر والاهم على مستوى الداخل العراقي انسانياً وسياسية المتعلقة بمنع عودة النازحين والمهجرين قسراً الى مدنهم وقراهم بسبب سياسات بعض القوى المسلّحة خارج اطار الدولة ، واكد الشيخ الخنجر لضيفه الايراني حول هذا الموضوع على “ضرورة حل الأزمة الكبيرة التي يواجهها عشرات الآلاف من اهالي جرف الصخر ومحافظة صلاح الدين وديالى وحسم عودة اهلها لها ولغيرها من المناطق التي يمنع اهلها من دخولها دون وجه حق”..
الاشارة التي اكد عليها الخنجر تنبع اهميتها من الدور الايراني في هذا الملف ، وهو ما لم يجرؤ سياسي عراقي على التطرق اليه رسمياً وفيه ادانة واضحة وصريحة من جهتين :
الاولى ان القوى المسلحة التي تمنع عودة المهّجرين ، هي قوى تستجيب للضغوطات الايرانية ، وهي قوى لاتريد ان تناقش هذا الملف مع القوى السياسية العراقية ولاتريد اصلاً ان تستمع اليهم .
الثانية تؤكد الدور الايراني في هذا الملف من ناحية الضغط على القوى المنفلتة بالسماح للمهجّرين قسرا بالعودة الى ديارهم وغلق هذا الملف الشائك نهائيا ، وهو الملف الذي يعتبر من اهم معوقات التفاهمات بين القوى السياسية لانقاذ العملية السياسية من الاستعصاء الذي تعاني منه .
اسئلة مهمة تنبثق عن هذا اللقاء والاجابة عليها وبخواتيم ماستسفر عنه مثل هذه اللقاءات قد تشكّل خارطة جديدة للوضع العراقي الفائق التعقيد :
هل غيّرت أو ستغبّر ايران الرسمية من خارطة تحالفاتها القادمة مع استحقاقات محلية واقليمية ودولية ؟
هل سيسفر اللقاء مستقبلاً عن غلق ملف المهجّرين قسراً ، وهو الملف الذي ربما يكون فاتحة لتقليب الملفات الاخرى مع الجانب الايراني والقى المحلية المتحالفة معها ؟
هل ستستجيب ايران ، في اطار الاحتمالات القادمة للتغيير محليا واقليما، لمتطلبات الوضع السياسي العراقي وترفع او تخفف من سطوتها على صانعي القرار السياسي
اسئلة في البلاد ؟
اسئلة مهمة واجابات عسيرة ، والاهم من كل ذلك هو الامتحان القادم للشيخ الخنجر وقدرته على لعب دور اكثر ديناميكية بمحاولات تحييد الدور الايراني في رسم الخارطة السياسية القادمة في البلاد .