16 أبريل، 2024 12:02 ص
Search
Close this search box.

الرزازة ، ايام العصر الذهبي ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

كل مساء و بعد ساعات العمل المرهق يقصد أغلب الناس الرزازة / بحيرة سياحية شمال مدينة كربلاء ، على شاطئ البحيرة و سط الرمال نوقف سياراتنا كمربع على شكل غرفة ، لسيارتي بطاريتين فكنت اتبرع بالنور العالي مباشرة من البطارية الاحتياط .

نحن ابناء كربلاء :- عباس زيدان رحمه الله كان يضرب على الطبلة ( الزنبورة ) أجمل الحان الغناء الشعبي الراقص ، أياد زيني :- اعظم و اجمل و ارقى عازف عود و صوت رخيم ، يعزف لنا آخر ما تغنيه نجاة الصغيرة و عبد الحليم .

بعد ( البيك ) الرابع ينطلق عباس زيدان بدمبركته الزنبورة بإيقاعات سريعة ، نقف جميعاً و نبدأ بالرقص على ايقاعه الرائع .. حين ينتصف الليل نقرر العودة الى بيوتنا في مدينة كربلاء ولكن قبل أن نذهب الى بيوتنا نشتري البيرة لنشربها في طريق العودة كغسيل للمعدة من قسوة العرق الزحلاوي بعد ان إختفى ( المستكي ) من الاسواق لغلاء سعر ( البستج .)

قبل ان نصل بيوتنا هناك من هو في انتظارنا ( ابو ليلى ) في حي العامل على طريق بحيرة الرزازة السياحية ، مطعم السكارى العائدين من بحيرة الاسترخاء البدني و الذهني ، ، في مطعم ابي ليلى ( يثرد لكل واحد منا نحن الذين يقارب عددنا بين 15 و عشرين فرد حسب مشوليات الربع) يقطع لنا قرصين من خبز البيت في صينية من و يشربة بماء الباجة و على كل صيبنية { راس و كرشة و الكراعين } مع راس بصل لا تمسه السكين بل تهشمه ايدينا .، طرشي ، ليمون ، و سلاطة مشكلة.

هذه هي سيرة 75% من أهالي كربلاء في عهد الترف و الخير الوفير حين كان سعر الدولار 330 فلس .

و لكن :- كنا نعاني مشكلة كبيرة ، ليست كما يباد الى أذهانكم الان ( عدم توفر العرق ) بل إن معظم أفراد و أعضاء جلستنا اليومية يكونون مشغولين طوال النهار ليلة الطبك ( العاشر من محرم ) لذلك علينا أن ننتظر حتى ينتهي الزملاء من تقديم ( التمن و القيمة ) مع باقة فجل في ثواب ابي عبد الله و من ثم غسيل القدور و الصحون قبل إعادتها الى متعهد التجهيز الذي يؤجرها لمن يروم دخول الجنة من ممر ( طبخ التمن و القيمة ) الى ابي عبد الله الحسين .

كان ذلك اليوم بالنسبة لنا مختلف عن سابقاته ، نبدأ متأخرين في الليل ، لا نذهب الى مطعم أبي ليلى كوننا قد شبعنا من القيمة .

و في اليوم التالي حين نذهب الى العمل في الحي الصناعي ، يتفاخر الزملاء ( اعضاء جلساتنا في الرزازة ) بعدد القدور و كمية الرز و القيمة التي طبخت على جسد ثور لا تختلف مفاهيمنا عن عقله و إدراكه ، ، كنت متأكد إن هذا الثور الذبيح كان يقول { اللهم إنعم على هؤلاء الجهلة بنعمة العقل منك} …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب