بعد غياب عن الاعلام دام منذ عام ٢٠٠٣ عام السقوط وتسليم بغداد للمحتل البغيض الأمريكي ومخالب الصهيونية والفرس تظهر رغد صدام وكأنها المخلص الذي بيده العصا السحرية لمشاكل العراق الذي وقع فريسة تنهشها مخالب العملاء والخونة والمحتلين بسبب سياسات ابيها.
ليس لدينا اعتراض على مظهر رغد الذي لم تحسن الظهور به ربما لكثرة عمليات التجميل والبوتوكس الذي ارادت ان تخفي فيه تجاعيد الدهر فلم تفلح. ولكن كلمة واحدة نحاسبها عليها لانها اساءت بها الى العراق وأهله الا وهي عندما اعتبرت نفسها بانها او انهم (اسياد دولة!). لانعلم ما ذا تقصد رغد بانهم اسياد دولة ولكن في كل الأحوال اذا كانت هناك دولة فيها اسياد فلابد ان يكون فيها عبيد فهل لرغد ان تقول لنا من هم العبيد في دولة ابيها وهل جاءت في حيثيات حزب البعث العربي الاشتراكي كلمة اسياد دولة كما تمنت رغد؟
لنترك هذا الامر للسيدة رغد صدام لتجيب عليه وتدلنا كيف أصبحت هي واسرتها سادة على دولة العراق ومن العبيد لهم؟
قبل كل شيء هناك حقيقة لايمكن انكارها الا وهي لايوجد نظام منذ سقوط العهد الملكي ولحد الان يمكن ان يكون احسن من غيره. واذا كان نظام المحاصصة الطائفية والعمالة للفرس منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان هو الأسوأ في التاريخ العراقي الحديث فهذا لايعني ان نظام صدام حسين كان الأفضل. ان كلا الحالين لايخدم المواطن العراقي ولا السيادة العراقية. صحيح ان النظام السياسي الحالي ضيع السيادة ودمر البلاد وما هو الا مجموعة من اللصوص والفاسدين والخونة الا ان الذي أوصل الحال لما هي عليه هي أخطاء صدام حسين وتفرده بالسلطة وزجه في البلاد بحروب بعد حروب ومغامرات غير مدروسة ومدمرة.
ماذا جنى العراق من حرب خميني صدام غير تبديد الموارد والقدرات وتدمير الاقتصاد ثم الرجوع الى اتفاقية الجزائر بعد الغائها قبيل الحرب! وما ان خرج من حرب خميني المقبور حتى ادخل نفسه في صراع مع أمريكا بواسطة غزو الكويت التي كانت عبارة عن فخ تم نصبه لصدام فوقع فيه بسهولة لكي يتم الاجهاز على ما تبقى من العراق بعيد حرب خميني صدام. وفعلا تم ذلك وكان بإمكان صدام تجنيب العراق ذلك الصدام المسلح غير المتكافئ فيما لو انسحب قبل قيام الحرب. شنت الحرب وخرج العراق مثقلا بالجراح تنتشر فيه الأوبئة والامراض السرطانية بسبب اليورانيوم المنضب الذي ضربت فيه قوات التحالف الأمريكي الصهيوني البصرة والجنوب ودخلت مرحلة من الاذلال والقهر والعبودية والحصار البربري اللاانساني واستهتار فرق التفتيش وكل ذلك بموافقة صدام وقبوله بل وتوفير الحماية لتلك الفرق المستهترة والمملؤة بالجواسيس. لقد اذلوا العراق ايما اذلال بدخولهم الجامعات وكل شيء حتى غرف نوم صدام دون سابق انذار ومات اثناء الحصار مليون طفل عراقي فاين هي سيادتك يارغد وان ابيك بقراراته المتفردة والخاطئة وصل العراق لما هو عليه اليوم. ثم جائت عقود النفط مقابل الغذاء المذلة والتي فاحت منها روائح الفساد التي طالت حتى الأمين العام للأمم المتحدة وابنه حينذاك. ثم تم ترسيم الحدود والتنازل عن الكثير من الأراضي للكويت والسعودية والأردن وايران وتركيا التي استباحت شمال العراق و توغلت فيه بالعمق. كما وقبل صدام بقرارات مجحفة بحق العراق ووقع عليها ومن أسوأها هو قرارات تعويض الكويت.
عندما خرج حسين كامل للاردن وفي مؤتمره الصحفي قبيل العودة قال مقولته الشهيرة ان العراقيين صفقوا لصدام عندما شنت الحرب بينه وبين ايران ثم صفقوا له عندما غزا الكويت ثم صفقوا له بعد ذلك وهو يستهين بالعراقيين كقولهم (ينعقون مع كل ناعق) وهذه حقيقة لابد ان تذكر. وهنا تذكر رغد صدام بانها لاتريد ان يقال عنها انها فقط وحدها زوجة شهيد!؟ أي شهيد هذا الذي تتحدث عنه وهو الذي خان ليس وطنه فحسب بل عمه وسيده ورئيسه وولي نعمته ثم قتلوه اهله بامر من عدي او قصي وصدام.
ان ابوك يا رغد لم يبني دولة مؤسسات بل دولة بوليسية مبنية على شخص واحد ما ان انهار او هرب حتى تداعت وسقطت. حتى الحزب فانه جنده وجيره لصالح خدمت الرمز القائد وليس لصالح المؤسسات الغير موجودة أساسا. لم يكن ابوك خادما للحزب بل كان الحزب قد تحول الى خادم لابيك. وبهذا الشكل جعل صدام نفسه بعبعا يخافه اقرب الناس اليه وزرع الخوف والرعب وعدم الطمأنينة في قلوب الجميع. اصبح الهاجس الوحيد في البلاد هو الخوف من العقاب وليس الشعور بالمسؤولية والتنافس المهني وخدمة البلاد والابداع الخالي من الهاجس الأمني والرعب. كانت هناك أجهزة امنية وعسكرية كالمخابرات والامن والقوات الخاصة وغيرها كثير تثير الرعب اذا ذكرت. اصبح الأخ لا يثق باخيه ولا الابن بابيه او العكس وأصبحت الناس لاتثق ببعضها تتصور بان للجدار عيون واذان. كان الناس يعدمون بمجرد (نكته) او على الشبهة فقط. وكان الحزب أيضا بعبع يخيف الناس ويثير فيهم الرعب بسبب التقارير والهيمنة والتجيير لصالح الرمز فحسب.
والخلاصة انه لولا أخطاء ابيك يا رغد لما وصل العراق لهذا الحال. لو كان ابوك قد استخدم هذه الكارزما التي يتمتع بها والشجاعة بحكمة وعقل وصبر وتبصرة وبصيرة وتجنب الحروب وتفرغ للبناء والتطوير لاصبحنا معه وانت وعائلتك على حد سواء في حال تحسدنا الدنيا كلها عليه ولكان العراق اليوم كاليابان بالنسبة للغرب. فالاموال التي صرفت على الحروب بما فيها حرب خميني وحرب الكويت وحرب المجرم جورج بوش الصغير وتوني بلير الحقير ثم فساد الفرس وعملائهم لو انها صرفت على بناء دولة ومؤسسات لاصبح العالم كله يتمنى العيش في العراق. فماذا حصل ابوك والعراق من حرب الكويت ومن العنتريات بعد ذلك ومما لايحصى من أخطاء وتفرد بالسلطة.
المطلوب هو ان يثور الجيل العراقي الجديد ضد الوضع الحالي و لايسمح لاعادة الوضع السابق بل خلق وضع جديد يتسم بالوطنية وابعاد الدين عن الدولة والمساواة وبناء دولة مؤسسات يتساوى فيها الجميع وليس للذين يعتبرون انفسهم اسيادا على غيرهم مكان فيه.