حصد المقطع المرئي الذي بثته قناة U TV، وهو يظهر المحلل السياسي حيدر البرزنجي، يقول إن “علاقة العراق مع إيران استراتيجية”، كمّا هائلاً، من السخرية، والتعليقات الطريفة، والإيضاحات، التي “شرشحت” البرزنجي، في مغالطة تاريخية، طرقها على مسامع العراقيين.
يعتقد البرزنجي، ورفاقه، فرض فكرة ولاية الفقيه على مجمل الشعب الإيراني، مع وجود أهلنا الشيعية في العراق، فهنا نحن أمام علاقة استراتيجية!! يا للعجب، يعني إذا جارتك تشابهك المذهب أو قريبة من مذهب فإنك على علاقة استراتيجية، مهما كان حجم النفور، والتباين والخلافات المتجذرة بين الطرفين.
على المستوى السياسي، لو أردنا أن نفهم كيف علاقتنا قوية مع إيران، فإن الكتل السياسية السنية، جميعها بما فيها أقرب المقربين إلى طهران، فهم ينبذونها سراً وجهاراً، وإن كان هناك بعض التملق لأتباع إيران، فهو ليس حباً بريئاً، وإنما لتمشية المرحلة، وتعزيز المكاسب السياسية، وإلا فإن الحق كل الكتل السياسية السنية، ترى في طهران خطراً على العراق، وتعتبر إيران جزءاً من مشكلات العراق التي يمر بها، وهذا واضح من خلال أحاديثهم وبياناتهم وخطبهم.
الأمر نفسه ينطبق على قادة المكون الكردي، سواءً البرزانيين، وحتى الطالبانيين، والسليمانية، المهادنة لإيران، فإن الرفض الشعبي الواسع داخل هذه المدينة، واضح لأي متعلق بأهداب طهران، ويمكنك استاذ حيدر التجول، في تلك المدن واستطلاع آراء عن العلاقة القوية والحب لطهران.
في الجنوب العراقي، على المستوى السياسي، هناك تيار شيعي عراقي، يخط نهجه واضحًا بأنه لا وصاية إيرانية على العراق، مثل تيار العبادي، والحكمة، والكاظمي، والزرفي، وجزء من رأي الصدر، وغيرهم، بالإضافة إلى الرفض الشعبي، ولا يحتاج ذلك إلى تدليل، فكربلاء والنجف، كلما تجمع أربع أشخاص، هتفوا “إيران بره – برة.
مجمل الرأي العراقي، لا يرى في إيران، جارة صالحة، فهي تدعم فصائل مسلحة، وتسيطر على العراق عبر تلك المجموعات، وحرضت على قتل العراقيين، مثل خامنئي، الذي حرض على قتل المتظاهرين، ووسائل الإعلام الإيرانية، التي حرّضت على قتل الناشطين، وغيرهم.
في النهاية، بقي نحو 250 ألف ولائي، تابعون لإيران، من جماعة الفصائل، وكذلك اتحاد الإذاعات والتلفزيونات، وجماعة الخلية، يحبون إيران، بداعي مقاومة الاستكبار العالمي، ولو قاموا الاستكبار الداخلي الذي عشعش في نفوسهم لكان خيراً وأحسن تأويلا.
العلاقة الاقتصادية والتجارية
طبعاً لا تُلام إيران، باستخدام السوق العراقي، بيئة لتصريف منتجاتها، لكنك لا تقل إنه تبادل تجاري، فهذا تصدير قذر أحادي الجانب، يسعى إلى تصدير ما قيمته 20 مليار دولار سنوياً إلى العراق.. ولا يمكن هنا سرد عمليات تهريب النفط، والبضائع والسموم الداخلة عبر سيطرات الفصائل، في تلك المدن.
ما تبقى قوله، إن أغلب العراقيين، يتوفرون جميعاً على قدرة جيدة على فهم الامور، وما لا يتحدثون به علناً يتهامسون به سراً، بشأن علاقتهم مع الدول الأخرى، وكيفية تحول بلدهم إلى ميدان تنافس بين واشنطن وطهران.
بالملخص علاقة طهران استراتيجية بالفصائل فقط، وليس بالعراقيين، فهم يعرفون جيداً كم يكرههم الإيرانيون، ويعرفون ماذا فعلت طهران بهم.