لا احد يعرف ان سعيد حجاريان او عبد الكريم سروش مثلاً هم ليسوا نشطاء سياسيين بالمعنى الاصطلاحي للكلمة وإنما قادة فكر واصحاب نظريات معرفية حركت مسارات الاندفاع السياسي بين اجنحة الثورة الايرانية وكان لهم إسهامات واضحة في المجالات الثقافية والفكرية قبل السياسية فلماذا يستبعد هؤلاء عن
الحضور الاعلامي والسياسي حين يتعلق مشهد التحليل السياسي بايران ويطرح امير الموسوي وغيره من نشطاء البسيج الذين ليس لهم علاقة لا بالثقافة او المعرفة او حتى السياسية الجواب بسيط جداً لان هؤلاء يتحركون وفق منطوق التعبئة الولائية التي يتبناها الحرس الثوري في احكام قبضته على القرار الدبلوماسي الايراني وإفراغ ايران من محتواها المعرفي .. لذلك اختيارات ايران لوجوه ولائية ليس لديها وعي سياسي مبني على أساس هذه الفرضية العارف بواقع ايران مثلي يعلم ان الشاب العراقي المسفر الحامل للجنسية الايرانية ابن مدينة الحلة امير الموسوي هو بسيجي من الطراز الاول ليس له علاقة بالثقافة الايرانية أصلاً يتم الترويج له على انه المحلل والمفكر الذي يساهم بصناعة رأي اعلامي عربي متوافق مع رؤية محور المقاومة والواقع غير ذلك تماما لمحدودية هذا الرجل الثقافية وقدرته على التحليل المنطقي لكنه يعمل ضمن منظومة الإشاعة التي يديرها الحرس الثوري في الترويج ليس الا لذلك انا اعتذر لجمهوري الذي يتابعني في المحطات العربية على الرد على امير الموسوي ولكن لخطورة ما طرح حول حصول انقلاب بالعراق بارادة أمريكية اقتضى هذا الرد التوضيحي ليس الا :
:
١- الوضع في الغرب بشكل عام اشبه بالوضع بعد الحرب العالمية الثانية بشرق اسيا واورباتحديدا الوباء يكتسح العالم اجمع وأمريكا دخلت إنذار بعد وصول عدد المصابين الى خمسين الف وبعض الولايات نزل بها المارينز لضبط الأمن بعد حالة الهلع الاجتماعي المتصاعدة .
٢- سياسة ترامب المعلنة مع العراق لا تتجاوز حدود الحكومة المركزية حتى حين قصفت امريكا مواقع كتائب حزب الله أعلمت الحكومة العراقية بالأمر وهذا باعتراف مكانزي بنفس اليوم اَي ان الامريكان لم يتبنوا اَي سياسة هجومية مباشرة كما يروج الاخ امير وإنما المعلن من سياستهم هي الدفاعية المبنية على الفعل ورد الفعل .
٣- قرار الحرب والسلم بامريكا ليس بيد البيت الابيض ولا البنتاغون مجلس الشيوخ والكونغرس هم المعنيون بهذه القرارات المصيرية لذلك سيبقى ترامب في دائرة للهجوم الدفاعي بالمنطقة والعراق تحديدًا ليتجنب تدخل مجلس الشيوخ في الوقت الحالي ببقرارات المواجهة العسكرية ونحن على أبواب انتخابات قد تكون مدمرة من المرجح ان يخسر بها الجمهوريون كل شي وهم بدأوا يخسرون الكثير بالفعل بعد تفشي كرونا بالولايات الوسطى ذات الغالبية الداعمة لترامب او ما يطلق عليهم باللغة الإنكليزية ( FORGOTTEN AMERICANS ) الأمريكيون المنسيون لذلك المؤشرات كلها تسير عكس ما قال امير الموسوي اخونا الذي عمل مع السباه بعد ان تم تسفيرهم من العراق وليس له بتصوري علاقة بالتحليل الدبلوماسي الا بحجم المسافة التي جعلته قريبا من الحرس . لذا اعتقد ان تصريحاته اقرب الى التصريحات الاعلامية التعبوية منها الى التحليلات السياسية المعقولة .
٤- موضوع زيارة الكاظمية الذي أشار له الموسوي واعتبره تحدياً صدريا لأمريكا هو شأن عراقي محض بتصوري ليس له علاقة مباشرة بالصراع مع امريكا التيار لا يحتاج الى صراع ليستنفر قواعده فقواعده مستنفرة على طول الخط لانه يعتمد شكل الانقياد الهرمي وليس الانسيابي وهو اقرب الى ان يتحول الى تيار مزاجي تحركه تغريدات شخص واحد يتحكم بمشاعره وقناعاته السياسية والمجتمعية ، الصراع مع الامريكان يحتاج الى تعبئة انسيابية يفتقدها التيار الان بعد ان فقد القواعد الإصلاحية المتظاهرة بالمظاهرات الاخيرة .
أتصور ان حركة التيار الاخيرة بشكل مجمل هي محاولة لإعادة هيكلة القواعد بعد تداعيات احداث الصدرين بالنجف والمواجهة مع المتظاهرين ، اشارة ترامب الى ان الصدر تحركه ايران هو محاولة استباقية لتوسيع الهوة بين التيار والقواعد الشيعية الغاضبة على النخب الشيعية الحاكمة وهي تدعم المعنى الذي ذهبت اليه
#الخلاصة:.
العراق لى حد هذه اللحظة لم يدخل في دائرة المواجهة الامريكية المباشرة حتى موضوع عدنان الزرفي فهو خيار شيعي داخلي دعمته كتل شيعية واعترضت عليه كتل شيعية اخرى فهو ليس مقبولًا ولا مرقوضاً بالمعنى الذي صوره الاخ الموسوي مثله مثل توفيق علاوي والكاظمي وغيرهم من المرشحين الشيعة الذين رشحوا في فترة انقسام شيعي تاريخي لم يحدث في تاريخ الطائفة منذ العهد الزيدي الاول .