يقول السيد محمود: ثم يقول صاحبنا: (السؤال هنا، يا ترى كيف كتبت العرب وتلفظت اسم الكورد وما شابه قبل ابتكار الحركات وهمزة القطع؟ دعني أضع أمامك يا محمود شيئاً مما قاله أناس مختصون في هذا المضمار وذكروا فيه اسم الكورد بالواو، منهم العلامة (طه باقر) الذي قال في كتابه (ملحمة كلگاميش) أن اسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح هو “كورديين”. وهكذا ذكر الدكتور (سامي سعيد الأحمد) نقلاً عن لسان اليونان اسم كوردوكي. وقبل هؤلاء وغيرهم جاء ذكر الكورد في ألواح سومر بهذه الصيغة: كور، كورا، أو كوردا. لقد سمعت ذات يوم من الدكتور المختص (جمال رشيد أحمد) أن حرف الدال في اسم الـ”كورد” هو للجمع؟ وهنا لا يشطح صاحبنا يمنة أو يسرة هذه المرة، بل يدور في مكانه، وهو لا يدري بحاله. صبرًا يا إلهي على ما أقرأ! إن سيد محمد مندلاوي يتساءل عن كيفية نطق العرب للكلمة قبل التشكيل، فيورد أمثلة من السومرية واليونانية، ثم يحاول أن يغطي على هزال معلوماته بسمعت من … في شطحة أخرى من شطحاته المتكررة. بعدها يعود للعربية فيأتي من ويكيبيديا بالواو المجهولة؟! ثم ينسب التغيير المزعوم لأمر ما في نفس العرب. (ثم يا محمود؟ أليست واحدة من هذه الواوات تسمى الواو المجهولة التي تلفظ كضمة غير مشبعة؟) ثم يتساءل (إذاً لماذا غيرت العرب الواو في اسم كورد وكوردستان إلى ضمة لولا هناك شيء… في نفس الذين غيروا الواو إلى ضمة؟ بل أن لفظ الكورد بهذه الصيغة نطقاً ورسماً هو الصحيح والسليم، ودونه خطأ مقصود ومتعمد.) مع أننا – الكرد- من يلفظها في الكردية بضمة، ولفظ العرب صحيح لأنه يوافق لغتنا ولا يخرج عن قواعد لغتهم، لكنه لا يستطيع أن يترك قوالبه البروكرستية الصارمة جاعلًا من لهجة مناطقية تلفظها بصورة معينة لغةً أصيلة يجب تعميمها على عموم كردستان بل والعرب.
ردنا على السيد محمود: حقاً إن محمود عيسى إنسان…؟ لماذا لم ترد على ما جئت به لك في صدر هذه الجزئية!! إن هذين العالمين، اللذين ذكرتهما لك (طه باقر) و(سامي سعيد الأحمد) حجتان في التاريخ، والآثار، واللغة، إنهما ذكرا الكورد بالواو وليس بالضمة؟ وهناك عدد كبير غيرهما ذكروا الكورد بالواو. وفيما يخص حرف الدال في اسم كورد، قال الدكتور محمد بهجت قبيسي نقلاً عن معجم لسان العرب أن جمع كُردي، هو كُرد؟. جئت بهذا تأكيداً على ما قلته في مقالي السابق نقلاً عن لسان الدكتور (جمال رشيد أحمد). نعم يا محمود، أنا جئت بنماذج سومرية، ويونانية وغيرهما، لما لم تأتي أنت بواحدة من الشعوب القديمة غير العربية كي تدعم بها زعمك عن اسم الكورد بالضمة التي تنسب الكورد إلى الجن؟. صدقني يا محمود، أن معلوماتي من الكتب، والانترنيت، ومن ثم قدراتي العقلية المتواضعة في التحليل والتفسير. هل لديك أنت شيء آخر غير هذه الأدوات والمصادر؟ هل لديك قمر صناعي خاص تتصل ببيت الأبيض يزودك بالمعلومات؟ أو بقصر كرملين مع السافل بوتين؟ أو لك اتصالات بكواكب أخرى؟ عزيزي، هذه هي أدوات الثقافة والعلوم في عالمنا، عبارة عن المطالعة من الكتب، والمجلات، وهذه الأيام أضيفت لها شبكة الانترنيت التي فاقت كل شيء في تزيد الآخر بالمعلومات. لنفترض جدلا، ما العيب في هذا، إذا أحدنا يأتي بمعلومة من الويكيبيديا – الموسوعة الحرة- وواثق منها؟ نعم، يا محمود، أليس في لغة العرب واوات كثيرة، أعني تلفظ بأشكال مغايرة، لأنها حرف علة؟ سبق وقلنا قارن بين الواو في كل من لفظتي خوخ، وموز، وهكذا الأسماء الأخرى التي يأتي فيها حرف الواو. عجيب أمر محمود هذا، كأنه لا يعلم أن لفظ كرد و كرد قبل التشكيل كتبا برسم واحد وهذا الأخير كرد أي طرد؟. يا سيد محمود، لو إنك مهتم باللغة والتراث الكوردي راجع الكلمات الكوردية الأصيلة ستجد أن كورد اليوم يتداولون الكلمة الكوردية بالصيغة العربية. وذلك بسبب هيمنة العرب على شعوب المنطقة باسم الدين. إذا تسمح، دعني أشرح لك الموضوع بشيء من التفصيل، إن العرب حين خرجوا من جزيرتهم الجرداء لنشر العقيدة الإسلامية في البلدان المحيطة بجزيرتهم التي هي غير ذي زرع كما قال عنها القرآن، كانوا شعبا أميا بدائيا ليس له أية حضارة تذكر، بل حتى أن القرآن ذكر هذا في سورة الجمعة آية 2: هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. إن هؤلاء الأعراب الذي غزو كوردستان والعراق وبلدان أخرى احتلوها احتلالاً استيطانياً لم يعودوا إلى موطنهم الصحراوي الذي جاءوا منه، لقد طابت لهم الإقامة في تلك البلدان الغنية بالموارد وفي مقدمتها وفرة المياه “غير الآسنة” ومنها كوردستان والعراق، وأسسوا فيها كيانات سياسية عنصرية باسم الدين، لكنهم كما قلت لم يكونوا متحضرون كما كان الكورد وغيرهم، فلذا استعاروا كم هائل من الكلمات الكوردية واستعربوها “عربوها” حتى تناسب نطقهم، ومن ثم صدروها ثانية إلى الكورد تحت راية الإسلام والنص المقدس، وقبلها الشعب الكوردي منهم برحابة صدر، وبقلب صافي، لأنها باسم الدين. هناك كردٌ إلى اليوم حين تتلوا عليهم جملة دينية يخدر أحاسيسه الجسدية والعقلية ويستسلم لك بكل جوارحه، وذلك لسبب بسيط، لأن عقله مبرمج كالآلة منذ الطفولة لقبول هذه الأحاديث دون نقاش. إن اسم كرد بالرسم العربي، مع اختلاق بعض القصص الخرافية عنهم ربما، لا أجزم، أقول ربما، يكون واحد من تلك الأسماء المستعربة التي للأسف لا زال يتداولها بعض الكورد… إلى يومنا هذا. أية لغة مناطقية يا محمود!! أنا لم أأتي لك بأية لغة مناطقية. لقد قرأت في كتاب ما أن العرب اقتبسوا من الفرس حرف الهاء الذي يسمى بهاء الأذن الفارسية. بلا أدنى شك، بمقدور العرب أن يستعيروا منهم – من الفرس أو الكورد- حروفاً أو كلمات أخرى لسد احتياجاتهم للتعبير السليم عن المسميات.
يقول السيد محمود: ثم يتطرّق صاحبنا إلى الآية التي أورتها – الكلمة الأخيرة ناقصة لحرف الدال- على سبيل عدم ورود القرآن في ذم الأعراب على وجه الإطلاق وإن غلب الذم، لكن صاحبنا يصر أن المقصود بالذم من الأعراب هم نسبة 99.9 % في محاكاة ممجوجة لنسب انتخاب الدكتاتوريات نابعة من عقلية إلغائية تعميمية مقيتة ترى بلونين فقط: أبيض أو أسود، بل ومتهمًا إياي بالتعميم فيقول: ((وجئت بآية تقول ومِن الأعراب، وليس كل الأعراب، وهم سبعة أو عشرة أشخاص نزلت فيهم الآية، وتريد تعميمها على كل الأعراب؟؟؟!!!. يا سيد محمود، بلا أدنى شك كل فئة، أو حزب، أو طائفة، يوجد فيه شخص، أو شخصان، أو ثلاثة، أو على قدر أصابع اليدين لا بأس بهم. لكن تبقى ٩٩،٩٪ منهم مأثومين، ومذمومين)).
ردنا على السيد محمود: أرجو من القارئ الكريم، والمتابع اللبيب، أن يقرأ الجزئية التي أوردها السيد محمود بشيء من التمعن، حتى يعرف جيداً كيف هو يحكم على نفسه بأنه ليس لديه جواب منطقي يقبله العقل والعلم والمنطق السليم، فلذا يريد مجرد أن يسطر الكلم على الورق دون أن يعرف ما هو معنى الكلام الذي يردده!!. إنك جئت بآية لم تقل عن كل الأعراب قال منهم استعمل القرآن مِن التبعيض وأنا جئت لك بآيات عديدة، وبحديث ينقل لنا تصرف شخصي غير لائق قام به أعرابي جلف مع النبي محمد. هل أنا قلت من رأسي أن المقصود بالآية التي جئت بها أنت يا محمود و قيلت بحق الأشخاص السبعة أو العشرة أم هو تفسير شيخ المفسرين الطبري للآية؟؟؟ عيب عليك يا محمود، لا تلعب بالكلمات من أجل أن تستحوذ على فكر القارئ وتسيره كما تبغي، يجب عليك أن تعرف، أن هناك قراء أكثر ثقافة وإطلاعاً من الكاتب نفسه؟. لا أتكلم كثيراً في هذه الجزئية، أترك الحكم عليها للقارئ اللبيب.
يسطر السيد محمود جملة من الكلام الركيك زاعما: ثم يقول حول من يرفض تسمية أعراب؛ لأنها جمع قلة:(لم نقل نحن إنها تأتي على وزن أفعال، ربما قاله غيرنا) وهنا يظن واهمًا أني كتبت المنشور السابق ردًا عليه، مع أني لم أعرفه من قبل، ولا أقولها هذا انتقاصًا منه بل توضيحًا، والحق يقال فقد علمت له بعد ردّه على المنشور الأول الكثير من مثل هذا العثّ والغثّ والمناكفات الشخصية.
ردنا على سيد محمود: حقاً لله في خلقه شؤون وتدابير. كنت قد كتبت مقالاً بعنوان: أية صيغة صحيحة كوردستان أم كُردستان كورد أم كُرد أم أكراد؟. ونشرت المقال فقط في “صوت كوردستان” الغراء. وبعده مباشرة كتب السيد محمود عيسى الذي ذيل اسمه بالكاتب والباحث مُقيِّلاً نشره في الفيس وهذا عنوانه: أ (هي؟ (كُرد) أم (كُورد) أم (أكْراد. لقد قرأت في غير صفحته ووجدت فيه إشارات واضحة لدحض مقالي، لكنه يكذب حين يقول لم أقصد به محمد مندلاوي، أي نعم أقول له صراحة إنك تكذب حين تقول لم تعنيني في مُقيِّلتك. لمن يريد أن يتأكد أنه كذاب أم لا فليذهب ويقرأ مقالي الذي ذكرت عنوانه أعلاه ومن ثم يقرأ مُقيِّلته التي هي الأخرى ذكرنا اسمها ثم يرى هل هو قصدني في مُقيِّلته أم لا؟. يا محمود في نهاية الجزئية أعلاه تيقنت إنك من كورد الجنسية، ولست كوردياً حقيقيا. اسمع يا هذا، أن كتاباتي تجاوزت ثلاثة آلاف صفحة اذكر لي مقالاً واحداً أنا ناكفت أحد مناكفة شخصية خاصة بي؟ يبقى هذا قائماً حتى تأتي بمقال لي ناكفت أحداً مناكفة شخصية؟ أو تعتذر عن هذا التلفيق السخيف الذي ألفته من رأسك… . يا هذا، أنا كل كتاباتي للدفاع عن شعبي الكوردي وعن وطني كوردستان ضد الكيانات المحتلة له وأذنابها، أما إذا هذا لم يرق لك كإنسان… فهذا شأنك، اختار أكبر صخرة من صخور جبال كوردستان واضرب رأسك بها.
يقول السيد محمود عيسى في الجزئية الأخيرة التي عبارة عن عدة فقرات: ثم يكمل صاحبنا فيقول لا يا سيد، لقد بينا لك ولمن على هواك، أن الكورد بالواو قاله الأوائل والمتأخرون؟.
أي أوائل وأي أواخريا سيّد؟ أتقصد أحمد خاني في مم وزين الذي: كرمانج، كرد، أكراد، أتقصد محمود البازيدي صاحب كتاب عادات ورسوم الأكراد هكذا (أكراد)، أتقصد الأمير جلادت بدرخان صاحب كتاب قواعد اللغة الكردية؟ أم الأستاذ جلال زنگابادي أم الكاتب والباحث جان دوست وغيرهم كثير.
ثم يدعوني لألاحظ الواو (الرخيم!) – وليته ما فعل- فيقول: (لاحظ الواو في الكلمات التالية أليست تخرج من بين الشفتين كالواو الرخيم التي في اسم كوردستان: مسرور، دولة، أولات، أولئك الخ.)
فصاحبنا يسوق الواوات لتشابه مخرجها مع حرف الواو المزعومة في (كوردستان)، وغاب عنه أنها مختلفة مخرجًا ونطقًا وإن تشابهت رسمًا، فمسرور: واو مدية مخرجها الجوف، ودَولة: واو شفوية مخرجها الشّفة، أما (أولات، أولئك) فلا تلفظ الواو فيها مطلقًا وإن كتبت رسمًا.
أليس لمثل هذا فضّل السكوت على الكلام؟!
ثم يستفيض صاحبنا متعالمًا فيلقي لنا معلومة من الابتدائية فيقول: (للعلم، أن اسم عَمْرو في الأصل ليس معه حرف الواو، لقد أضيفت إليه الواو قبل ابتكار الحركات حتى يميز القارئ بينه وبين اسم عُمَر؟؟)
حسنًا… اصبروا وصابروا
ثم فجأة يشطح شحطة غريبة عجيبة طويلة للوراء فيورد كلامًا طويلًا عن الذين كانوا يعرفون الكتابة قبل الإسلام ويعدد أسماؤهم، ثم يذكر أحرفًا جليلة في الكردية تفتقد لها العربية، متناسيًا أو ناسيًا أنه في مقال ليرد عليّ كما ظنّ.
بالله! ما علاقة هذا بما أنت فيه؟
وأخيرًا، في الختام يحاول أن يكمّل دور (المعلم الفاضل) فينهي ما قاله بمحاولة (خفة دم) مصطنعة: ويقدم أحجية (حزورة) مذكرًا إيانا بقواعد اللغة العربية من المرحلة الابتدائية حول الواو الجميلة، (ليست الرخيمة ولا المجهولة) قائلًا وبرسم هذا الحرف الجميل الذي من الحروف القمرية، وهو الحرف السابع والعشرون من حروف المباني….)
وأخيرًا، فلن أزيد على ما قلت، فما قلت فيه الكفاية، وسأتركه يتسلّى بأحجته الجميلة، وهو يستمع لأغنية ملحم بركات حول الواو الجميلة وإخال أنه يحتاج سماعها مرارًا: واواواوا….
ردنا على الجزئية الأخيرة كما ورد في مقاله الذي ذكرنا عنوانه في سياق ردنا هذا: يا محمود عيسى، لا تحاول أن تلعب بالكلمات؟ أنت تعرف أنني لم أعنِّ الكورد في كلامي، أنا أقصد غير الكورد، وهذا يعرفه القارئ في سياق قراءته للمقال، لأن موضوعنا هو لتصحيح الخطأ الذي وقع فيه بعض الكورد الذين وقعوا تحت تأثير العرب ومحمود عيسى نموذجا. إن أحمدي خاني، ومحمود بايزيدي، والآخرون الذين ذكرته اقرأ نتاجاتهم الكوردية ستجد نسبة عالية من الكلمات التي فيها عربية؟ لأنهم وقعوا تحت تأثير العقيدة؟. أتذكر قدامى الكورد، قالوا أن استخدام الكلمات العربية ضمن اللغة الكوردية تجلب البركة فخاني، وبايزيدي، وغيرهما من ذلك العصر… من عصر البركة الذي أخذ ولم يعط؟؟!!. يا سيد محمود، أنا إنسان أبسط من البسيط، كي لا يفهم كلامي خطأ، لا أقيس نفسي بأحد ما، لأني أأتي في نهاية الجميع بمسافة مائة كيلومتر. للعلم، أنا لست سورانيا، لكني قومي كوردي لا فرق عندي بين عموم الشعب الكوردي من سواحل بحر الأبيض المتوسط في شمال وغرب كوردستان إلى بحر الخليج في شرقي كوردستان. لقد علمت نفسي السورانية من خلال بعض قنوات التلفزة الكوردية، وبدأت أن أكتب بها، أدعوك أن تقرأ مقالاتي – إذا تجيد السوارنية- لم ولن استخدم كلمة عربية واحدة في كتاباتي إلا ما ندر، حين لا أجد كلمة كوردية أصيلة عندها استعير كلمة عربية لأنها المعروفة والمتداولة عند الشارع الكوردي. هل تريد أن تعرف من أنا وماذا أفعل من أجل الكورد وكوردستان اقرأ مقالاتي وردودي ثم احكم بضمير حي لا ميت. تفضل اقرأ مقالي المنشور في مواقع متعددة: الكذب والخداع والتدليس مهنة الإنسان العروبي في كل زمان ومكان ومحمد بهجت قبيسي نموذجا. نعم يا هذا، أنا أقصد خروج حرف الواو وتشابهه مع الواوات التي جئت بها مع واو “كو ردستان”. لما لم تقل الواو في اسم كوردستان ماذا يكون مخرجها؟؟. ألم تقل واو مسرور واو مدية، ودولة واو شفوية الخ ما هي واو كو ردستان؟؟ أليس جميعها واوات ساكنة في أسماء، كوردستان، ومسرور، ودولة، وأوروبا، وروسيا، الخ. نعم أن الواو في أولات تكتب ولا تنطق، لكن قراء القرآن ينطقونها وهم أئمة اللغة العربية؟. ثم يقلل السيد المستثقف محمود عيسى من شأن الدليل الذي جئنا به إلا وهو المفارقة بين اسمي عَمْرو وعُمَر الذي أضافت له العرب حرف الواو حتى تميز الاسم الأول عن اسم الثاني لأن في ذلك الحين لم تبتكر الحركات بعد؟. إنك كالعادة لم تجب عنه!!. حقاً إنك إنسان انتقائي، لما لم تنشر كل الفقرة التي أنا قلتها؟! أنا ذكرت هؤلاء حتى تعرف أن الكتابة والقراءة كانت شبه معدومة بين العرب،أن هذا العدد الضئيل فقط كان يقرأ ويكتب، وهل كتب هؤلاء اسم الكورد قبل ابتكار الحركات بأية صيغة؟؟. مثلاً، في صدر الإسلام – قبل ابتكار الحركات- لبس النبي محمد ثوباً لم يعجبه ثم بدله وأخذ كوردياً – اسم ثوب- كان لأبي جهم الخ. أتلاحظ كان الكورد معروفون عند العرب. سؤالي، كيف كان يميزوا بين اسم الكورد والأسماء المشابهة له؟ للعلم إلى يومنا هذا ترتدي العرب في جزيرة العرب زياً برداء طويل شبيه تمام الشبه بالزي الكوردي؟ طبعاً هناك من ينسب هذا الثوب المسمى كورد إلى اسم أحد الأعراب لكن هذا غير صحيح. عزيزي أنا أأتي بهذه الأشياء حتى أقارب لك وللقارئ الكريم المعنى. مثلاً العسل الميدي كان معروفاً في جزيرة العرب في قديم الزمان وسموه العسل الماذي. هذا يعني كانت للكورد علاقات تجارية مع العرب في شبه جزيرتهم. بناءً على هذه العلاقات لابد أنهم ذكرو الكورد قبل ابتكار الحركات ومنها الضمة. أرجو صار معلوماً لديك بيت القصيد في موضوعنا. والله أنا أعرف ما أنا فيه. لا يا محمود، أنا أعتبر نفسي تلميذاً صغيراً في الصف الأول الابتدائي. صدقني لست خفيف الدم. يا محمود، الأحجية التي جئت بها فيها ست واوات ونحن كل حديثنا عن الواو فلذا ذكرتها كرياضة لتقوية الدماغ. هل تستطيع حلها لا تبخل علينا به، إنها من أيام الابتدائية كما زعمت؟. بما أن حرف الواو من حروف العلة فتنطق بأصوات مختلفة مضخم أو مرخم، فلذا قلت أن الواو في اسم كوردستان رخيمة. أي: لينة، رقيقة. ألم يقال عن صوت المطرب أنه صاحب صوت رقيق، به رخامة. أخيرا، أنا لم ولن أسمع إلى أغاني عربية قط، منذ أعوام ألقيت كل الكاسيتات والأشرطة العربية التي عندي في سلة المهملات، فقط استمع إلى الأخبار والتحليلات في القنوات العربية وقبلها إلى قنواتنا الكوردية. صدقني يا محمود كل الذي قلته لك ليس فيه أية كلمة كذب وتلفيق كلها صحيحة 100%. أما سماع الأغاني بالعربية أتركه لك ولمن مثلك يا سيد؟.
الذي أقوله في نهاية هذا الرد على السيد محمود عيسى، ليس مداراة، ليست ملاينة لأحد ما، إن الشعب الكوردي الجريح على مدى تاريخه الطويل انتصر للحق، استصرخ الحق أينما كان، وذلك لمسار الحياة البشرية على هذا الكوكب الأزرق، لكن، للأسف الشديد منذ العقد الثاني من القرن العشرين تكالبت عليه الذئاب البشرية القادمة عبر نهري دجلة والفرات، أو التي سلكت طريق الحرير وعبرت سلسلة جبال زاكروس، منذ ذلك التاريخ الأسود يمر هذا الشعب الأبي بمنعطف خطير بات يهدد وجوده كشعب عريق قائم بذاته ويعيش على أديم وطنه كوردستان الذي اسمه يقترن باسمه.
انتهى
“الغرور يزهر، لكنه لا يثمر”
23 06 2020