محاربة الفساد في العراق تحتاج إلى رجال مخلصين يتمتعون بمواصفات خاصة وفريدة تمكنهم من مواجهة التحديات وصنع الفارق ضد مافيات الفساد في البلاد.
وكل دولة ناجحة تحرص دائما على انتقاء قياديي أجهزتها الحيوية بعناية فائقة لضمان صون أمنها ومصالحها العليا فوق كل اعتبار.
ومن هذا المنطلق فإن تكليف ابو علي البصري برئاسة الهيئة العليا لمكافحة الفساد، من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لما يحمله ذلك الرجل من رصيد يجعلنا نقول إنه الرجل المناسب لمجابهة رؤوس الفساد الكبيرة في العراق.
الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها البصري وثقة رئيس الوزراء وبقية الأطراف السياسية فيه هي التي جعلته الرجل المناسب لشغل هكذا منصب حساس ومهم في الدولة العراقية، خصوصا أنه هذا المنصب سيجعله في مواجهة مباشرة مع بؤر الفساد التي تربطها علاقات بعصابات مسلحة واطراف سياسية.
ان قرار تشكيل هيئة عليا لمكافحة الفساد برئاسة، ابو علي البصري، قرار صائب كون الحرب على الفساد يحتاج إلى شخصية خبيرة بالعمل الاستخباراتي، فالقوات الأمنية من الجيش والشرطة معرضة للقتل والتهديد، وقد رأينا ماذا فعلت عصابات تهريب المشتقات النفطية بالشرطي الذي بلغ عن عصابات التهريب.
واذا تطرقنا للفترة السابقة التي أمضاها، ابو علي البصري في قيادة خلية الصقور، سنجد ان إلانجازات كبيرة أهمها منع المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف الأمن الداخلي للعراق من أن تحقق أهدافها، فحافظ على مصادر خلية الصقور ولم تستطع التنظيمات الإرهابية من كشف عيون القوات الأمنية التي زرعها ابو علي البصري في هذه التنظيمات، التي كانت لها دور مهم في حفظ استقرار البلاد وفشل المخططات الارهابية في العراق، وهذا التكتيك قد يتبعه البصري في مواجهات عصابات الفساد في العراق دون خسائر بالارواح والأموال.