23 ديسمبر، 2024 6:39 م

الرجل ( المناسب ) في المكان الغير مناسب !

الرجل ( المناسب ) في المكان الغير مناسب !

لا أدري لم تذكرت كلام أحد الاصدقاء سخر مني بقوة  وقال .. أنتم معشر الصحافيين والإعلاميين لا تكتبون بموضوعية عن ما يجري في بلدكم العراق اليوم … قلت .. لا أعرف ماذا تقصد , قال   أين وعود السياسيين للعراقيين , أين الأمن الداخلي    وأين الخدمات الأساسية , وأين الأمن المعاشي للعراقيين ,  قلت .. انها الديمقراطية , واجاب صديقي بزعل مرة اخرى انتم تروجون للساسة الجدد بأسم ما يسمى الديمقراطية , قاطعته وقلت .. لا تزعل ( الانتخابات ) هي وحدها جلبت لنا هؤلاء السياسيين , أجاب .. بقوة وبسرعة , تعني وضع الرجل المناسب في المكان المناسب , قلت ..  نعم   أجاب .. يعني إن وضع الرجل المناسب في المكان الغير مناسب ,  قلت ..  كيف , أن ما حدث في اسقاط جمهوريات ( الاتحاد السوفيتي )  في القرن الماضي يجري الان في العراق , مؤكد ان صاحب شهادة ( دكتوراه في الطب ) أصبح وزير المالية , و( مهندس أعمار ) أصبح وزير الرياضة والشباب وزير( دفاع ) سابق أصبح وزير ثقافة , وقبلة كان رجل دين , ولا أريد أن أتكلم عن وزراء آخرون مثل الصناعة والنقل ثم أضاف أنها الشرعية ( الدكتاتورية الحزبية ) الجديدة وحصص الاحزاب , التي جاء بها الرئيس ( بوش الابن ) لا الأب تحت مظلة الديمقراطية والحرية ضمن بنود المصالحة الحزبية يعني إرضاء الأخر ترى أين وزراء التكنوقراط , قلت .. لصديقي ، حدثك التاريخ عن موانع هذه الأفعال والأعمال , وإنها كانت أتية من خارج الوطن ولا تلبث أن تزول ويعود الشعب موحدا كما كان في السابق , قال صديقي بتشوق ، لكنك وعدتني إن ثمة موانع واقعية مانعة لأية حرب أهلية تحدث في البلاد لا سامح الله , ترى ما هي , قلت نعم وبكل تأكيد بعيدا ما يسمى المصالح والمصالحة الوطنية , انظر إلى خارطة العراق العظيم الموحد عربا وأكراداً وتركمان وصابئة وشبك ونصارى ، ومسلمين من السنة والشيعة , قال نعم , قلت .. سأعطيك أدلة علمية أن أبرز المكونات التي يريد الساسة تجسيدها هياكل مبنية هم الأكراد والعرب والسنة والشيعة من المسلمين , قال نعم , وماذا بعد قلت .. أنظر إلى العرب السنة في الوسط يتمازجون ويتشاركون مع الأكراد في الشمال الشرقي من الوطن بالدين والمذهب والعشيرة والمصاهرة والمجاورة والمصالح التجارية والتاريخ والمستقبل الموحد المشترك ومع العرب الشيعة في الجنوب الشرقي بالدين والقومية والعشيرة والمصاهرة والمجاورة والمصالح المشتركة والتاريخ والمستقبل الواحد قال , انظر إلى واقع العراق واسأل عنه خبيرا فلا تجد حدود العشائر مفصولة بل متداخلة وقد تمتد خارج الوطن ، فالسادة من نسل أل البيت الأطهار ممتدون هنا وهناك.
 فثمة سادة برزنجية وسادة مشاهدة ونعيم وبدران وسادة موسوية وحسينية وغيرهم كثير هؤلاء أبناء عمومة تخطوا المذهب والقومية منها عشائر تمتد بين الكردي والتركماني والعرب وعشائر تمتد دينيا وقوميا ومذهبيا فهل يتقاطع أبناء العم الذين يجمعهم شيخ واحد وصيحتهم واحدة أتخدعهم دعوى الطائفية والسياسة الجزيئية الإقليمية الجديدة قال لا والحمد لله ، ولكن ثمة في النفس من الخوف بقية أن تجد خطط وبرامج لدول إقليمية ومن خارج الحدود أذانا صاغية وأياد تمتد لمنح دولاريه قلت لا تخف , العقيدة العراقية الأصيلة أساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والإيمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة وإسلام واحد ، فلا عنصرية ولا تفضيل للكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الأبيض على الأسود ولا طائفة على أخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الأخرى ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ويجب أن نكون سواء كنا أفراداً أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم ونحب بعضنا الأخر.
 وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة , إن الوحدة في الإسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) ويجب على من بأيديهم أمور هذه الأمة إن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الإسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت أنفسهم وتحركت مؤسساتهم وبدئوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لإحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب , وهم يحرضون بعضنا على الكلام ويشيعون إشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة والاتقاء من شر هذه الإشاعات هو الإبقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فإنها خير سلاح بوجه هذه التحديات وكذلك أصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوى والإيفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي إلى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وإيذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن , فإننا حتماً سننتصر بأذن الله ما دمنا نتمسك بالدين الإسلامي العظيم ونعالج الأمور بالحكمة والموعظة ومن له عمر لا تقتله الشدة , لكن القضية الأساسية التي يجب التركيز عليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراق في مستوى طموح جميع العراقيين ولجميع الأطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ أكثر من نصف قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار , دعوتنا إن نوحد الصف ونوحد المصير ونرفع الصاعق عن عبوة العراق التي يمكن أن تفتك بالعراق والعراقيين وإلى إيجاد مخارج جديدة وحلولا سريعة لبديهية موانع الطائفية في العراق … وكفانا شرالطائفيين والإقليميين والانقساميين , ومن الله التوفيق …