23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

أريد ان اسأل عن الثورة، عن موضوعة التغير، كنت احسبها في القواميس تعني الهيجه ،أو الانقطاع العفوي، أو تمازج الأصوات، حيث تختلف الجغرافية ويضطرب التاريخ، رأيتها تتكرر، ودائما تطول، بتطاول فحمة الليل، يخنقها شظف العيش، وظنك الحياة،حتى ترثيها السنون .

ينقلنا زمن أعمى، طمت اذانه لم يعد يسمع شيء، قسم الحظوظ بين الناس، لم يرعى في ذلك عدلا، كان يقامر بجنون، حتى سفه الاحلام ،وقضى بحمق ودون روية ، وتعلق بالصغار مغرورقا بالغرور ،وايقنت أن لا سبيل في الحياة، أن كانت تملاؤها اللذة ،بطرق حيوانية، تحت شعارات طائفية، وقيود يكبل فيها الفكر،حتى استسلم للتحجر ،وانصاع للترهات ،أصابه وهن الشيب ،لا يقبل التجديد، ولا يواكب صيرورة الحياة.

كل الثورات لها محاسن ومساوئ ،تتجسم مع العاطفة، تلح متأصلة ببذرة الولاء للوطن، نكتسب بلطف منها، معاني التضحية، وقصة الخلود، وترنيمة البقاء، ولكن أعظم شيء نفقده لرسم الطريق ، وانت في صخب الأحداث، وبعد أن عقرت القربان، أن لاحب اضفى علينا جو السياسية، بعد أن كشفت عن مكنون واقعها، رغم اصطباغ جسدها، بمصطلح الديمقراطية، بدأت تنئى عن انطباعاتي ،ومرابع طفولتي وزقاق مدينتي، ليتها ما خلقت ،ولم يؤنبها الواقع حتى تتغول .

الآن وبعد الإحباط والتجريب، واستمرار السطو والتخريب، بدأ الحديث عن آداب غريبة، عن مداخل جديدة للفردية، عن مصير أرض مجدبة،وحوادث متسارعة، وتداعيات توظف معظمها لتعليل الواقع، بتقنيات حديثة ،وأسلوب ينم عن تمرد طاغوت صغير، ليثبت ذاته، بنرجسية فارغة، وانحراف الامزجة ولوي عنق الحقيقة، لأنها غضة طرية واهنه خارت قواها، بحاجة إلى من يغذيها ،ليذكي فيها فتوة الشباب، ويجلب لها الأمل ،وتاصل رهبة الناضرين فيها.

انا لا اسيء الظن بالحياة، ولا اراها إلا مرغمة على الموت ،ولا الومها واجلب لها الكدر، لا زلت انتظر النهار يستطيل بضوء صباحه ، اترقب نجمة الصباح، متلالاة في السماء، انتظر المطر حتى يسقي الأرض وينتهي الجدب ،تهدأ النفوس بعد العناء،تقضي بقية أيامها بدعة وراحة، تستمع إلى عذوبة الحديث، وحلاوة المنطق، السعادة امتدت إلى الحقول الغناء، وهي تسلك طريق السلام، وثقت أيدينا منفكت مجتهدة ،تقتسم تعب الحياة، كما اقتسمت راحة الدعة .

[email protected]