من التخلف والشذوذ العقلي أن يُقدم إنسان على قتل إنسان آخر بمجرد الإختلاف معه في الرأي أو العقيدة أو الفكر, فيقوم بتكفيره والتكفير هنا يعني إستباحة الدم والمال والعرض وإنتهاك المقدسات, وهذا الأمر موجود فقط عند الشواذ الذين يدعون الإسلام وجعلوا منه ستراً وغطاءاً لتعطشهم للدماء وللتغطية على عمليات السلب والنهب والإغتصاب التي يقوم بها تحت عنوان الجهاد أو الغنائم وما إلى ذلك من مصطلحات إسلامية استخدموها من أجل شرعنة فكرهم المريض وأفعالهم الوحشية, فصاروا يكفرون الناس حتى في ما هو موجود في القرآن الكريم !! وهذا ما يجعلنا نؤكد على إنهم فاسدوا العقل والتفكير والعقيدة, لأنهم يقرأون القرآن ولا يفقهون ما يكتب فيه, بل الأدهى من ذلك يضربون ما موجود في القرآن الكريم عرض الجدار ويأخذون دينهم من الرجال !!.
ومن أمثلة هؤلاء القوم الدواعش أتباع ابن تيمية النواصب, فهم يعرضون عما يتلونه في كتاب الله العزيز ويأخذون دينهم من إبن تيمية وفكره الناصبي المعادي لله ورسوله وآل بيته, ولنا في قضية الرجعة خير شاهد, فمسألة الرجعة وهي الإعتقاد بالعودة إلى الحياة بعد الموت, وهي قائمة على أسس ومعاني قرآنية كثيرة, وهو ما يعتقد به المسلمين جميعاً إلا التيمية فهم يفسقون من يعتقد ويؤمن بالرجعة ويكفرونه ويبيحون دمه وعرضه وماله لأنه يؤمن بما لا يؤمن به إبن تيمية !! يعتقدون بأن من يؤمن بالرجعة هو فاسد العقيدة وهذا ما يعطي مبرر لهم للقتل والسرقة والنهب والسلب وانتهاك الأعراض !! عندهم من يؤمن بما موجود في القرآن هو رافضي كافر مباح دمه !! في نظر إبن تيمية واتباعه من يؤمن بما موجود في القرآن هو كافر ومباح الدم ؟؟!!….وهنا نأتي بما ذكره المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الخامسة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ” صلى الله عليه وآله وسلم ” ) من شواهد وإستدلالات وكلام ينقض فيه الفكر التيمي التكفيري ومن القرآن الكريم, حيث أكد المرجع الصرخي على إمكانية وقوع الرجعة وفقا لما جاء في تفسير القرطبي في بيان قوله تعالى : “وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ”.قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : “وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ”قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَقالُوا آمَنَّا بِهِ) أَيِ الْقُرْآنِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. الْحَسَنُ: بِالْبَعْثِ. قَتَادَةُ: بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) قال ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ: التَّنَاوُشُ الرَّجْعَةُ .وعلق المرجع الصرخي مستقبحاً التفكير الساذج للتيمية بقوله :
(( أيّتها العقول الخرفة، أيّتها العقول المتحجّرة، إذًا عنوان الرجعة، لفظ الرجعة، معنى الرجعة ليس من ابتداعات الشيعة، إنّه من المعاني القرآنية، إنّه من المعاني الإسلامية، إنّه من معاني التراث الإسلامي والتاريخ الإسلامي والشرع الإسلامي والرواية الإسلامية، إنّه من تراث الصحابة، إنّه من تراث النبي “صلى الله عليه وآله وسلم ” الآن هذا عنوان الرجعة، كما نقول هذا عنوان المهدي هذه حقيقة المهدي، هذا السفياني هذه حقيقة السفياني، هذا المرواني هذه هي حقيقة المرواني، وهذه الرجعة وهذه حقيقة الرجعة، بعد هذا نقول ما هي الرجعة؟ ما هو معنى الرجعة؟ مَن هو المهدي؟ مَن الذي يمثّل خط المهدي؟ مَن هو السفياني؟ مَن الذي يسير على خط السفياني؟ ما هي حقيقة السفياني؟ هذا بحث آخر, يعني يوجد نقاش في الكلية في الكبرى ونقاش في الصغرى، ابن تيمية ماذا يفعل؟ ينسف الكبرى خوفًا من أن يكون التطبيق وتكون الصغرى منطبقة على أحد أئمته -وهو بالضرورة تنطبق على أحد أئمته- فماذا يفعل؟ ينسف الكبرى، فلا يأتي باسم المهدي! لا يأتي باسم السفياني! لا يأتي بعنوان الرجعة! لا يأتي بعناوين أخرى لها علاقة بأئمته وفي قادته. إذًا دائمًا نحن نؤكد على الكبرى، إذا ثبتت الكبرى ليس عندنا أيّ مشكلة أخرى، هذا مكسب عظيم، يبقى النقاش في التطبيقات، يبقى النقاش في الصغريات، يبقى النقاش في الصغرى فهذا يدخل أيضًا ضمن النقاش العلمي) أَيْ يَطْلُبُونَ الرَّجْعَةَ إِلَى الدُّنْيَا لِيُؤْمِنُوا، وَهَيْهَاتَ مِنْ ذَلِكَ!… وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيد…التفت جيدًا فقط أنا أريد أن أقرّب الفكرة، عن ابن عباس عن الضحاك ماذا قال؟ قال التناوش الرجعة، أي يطلبون الرجعة إلى الدنيا ليؤمنوا به وهيهات من ذلك, التفت جيدًا إذا ثبت هنا على قول ابن عباس والضحاك بأنّهم يطلبون الرجعة إلى الدينا ليؤمنوا وهيهات من ذلك، الآن إذًا طلب الرجعة ثابت أو غير ثابت؟ ثابت طلب الرجعة، إذًا هذه القضية الكلية نسلّم بها وهو وجود طلب للرجعة، الآن يرجعون أو لا؟ نقول لا يرجعون، ما هو سبب عدم الرجعة لماذا لا يرجعون؟ ( على نحو الأطروحة) ما هو السبب؟ ما هو المانع؟ يقول مثلًا لأنّهم لم يؤمنوا به من قبل، إذا كان عدم الرجوع مشروطًاً بشرط فمع انتفاء الشرط إذًا الرجوع يصير ممكنًا لا أقول يصير ملزمًا أو لازمًا أو واجبًا لكن أقول يكون ممكنًا، فإذا كان الإنسان المسلم المؤمن الشيعي السني الصوفي الأشعري المعتزلي إذا كان عنده دليل بهذه الخصوصية فقالوا بالرجعة أو قالوا في مقام آخر بالزيارة أو قالوا بالشفاعة وعنده دليل بينه وبين الله سبحانه وتعالى فلماذا التكفير؟ ولماذا سفك الدماء؟ ولماذا إباحة الأموال والأعراض؟!! إنّا لله وإنّا إليه راجعون)).