9 أبريل، 2024 3:23 ص
Search
Close this search box.

الرثاء السومري

Facebook
Twitter
LinkedIn

إلى المرحوم الشيخ موزان السلمان
الشيخ العام إبان فترة حياته لعموم ال الشامي انذاك، دعني أدعوك إلى منصة الحياة ايها الشيخ الجبل يا من يرفرف على قبره بيرغ للوجود والفضل، دعني ادعوك لمنصة الحياة لترثينا قبل أن نرثيك، بحثت عنك فلم أجدك إلا في وادي الغري ووجوه ممن شاهدوك، انت الاسم الذي نراى ملامحه في وجوه الكهول الذين عاصروه ما اوفى من عاشوا زمانك، فقد حملوك إلينا صورة وحكايات وبالكاد لا يخلو بيت من بيوتنا الا وذكر اسمك فيه بحادثة او امر معين،اقترن إسمك بضرب المثل للمعزي بفاجعة، يذكر حينها اختلفت مصادر أصوات العويل من ال الشامي والبومحمد والغرة من جميع قصبات المعيل وتشابهت في جملة الرثاء السومرية (يا بوية)، من عاصروك كانوا أوفياء جدا فحملوا اسمك اهزوجة من مسيعيدة إلى مختلف مواطنهم بعد أن تركوا أرض المعيل وقصابته، فالمعيل في عهدك غير المعيل بعدك فقد شح مائه وهاجر طيره الذي كان عامر في موائدك يتلذذ به ضيوفك القاصدين وهم يتناولون بما حملته سماء مسيعيدة من بربش وخضيري وحذاف، حتى أمسى المعيل ديرة غير صالحة للعيش فكل يوم يزداد قسوة، وأثار قاع شط المعيل تبان اكثر فأكثر، رفاقك على الرغم من تقدم السنين بهم إلا انهم جعلوا من ذكراك حديثا فلم تستطع الولاية وبيوتاتها وصخب الحياة فيها ولاالزهايمر والشيخوخة ان تنسيهم اسم موزان وما قاله والمحطات التي مر خلالها فتجد شواهد كلامك حاضره في كل وصف وتشخيص المحزن والمضحك وذو طابع الحكمة البليغة، أوصلوك لنا بكل حرص وأمانه وفرضوك فرضا على عالم العولمة والتطبيع المغاير، وها نحن اليوم نتغنى بأسمك ويشاهد شكلك بمختلف الإمكان ايها المبجل الذي ناحت مسيعيدة على فقدك من شق للثياب من الزيج للكاع فهم مزقوا ثيابهم المعدودة فالدرج لا يحمل أصناف كثيرة غير الثوب والهدم، ودهنوا رؤسهم بحواف طين شط المعيل حتى أصبح الغاطس في الماء اكثر ممن على اليابسة، انها شكوى بليغة لشط صارعت عليه لاجلهم وادمت جريانه لموسم زراعة شلبهم فهم الاثنان يرثونك معا، يوم وفاتك كان ليس ككل الايام ان أصح القول هو اليتم العشائري حتى أمسى المساء وروحت كل دواب السلف لتنحر بعضها في عزائكم، على فجيعة تحشدت له أهليك من كل الإمكان حتى كشعوا بخويطهم من كل حدب وصوب من أقصى الجديد وما حوله ببيارغ تنوعت ألوانها عند جنازتك، حفاة الأقدام لطموا على الأرض بأكف أقدامهم، فقد كانت آخر الصيحات ورائك استغاثة وفقدان فتركت أمة ثكلى، لروحك السلام بهذه الليلة يا من جمعت الناس على كلمة سواء وراية واحده.
الذاكر لك عبدالله عامر الذي وجدك في وجوه اهله قبل أن يجدك في بيوت اهلك، لروحك الرحمة بهذه الليلة ولك المجد فقد قدر لك ان تخلد في هذا الكوكب، لمماتك حياة أخرى تبدأ،،،،،

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب