20 مايو، 2024 4:09 م
Search
Close this search box.

الرتب العسكرية وقطع الاراضي مكارم القائد تبعث من جديد

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مشهد عاد بذاكرتنا الى ايام القادسية الثانية قادسية صدام المجيدة التي خربت البلاد والعباد وابتلعت مئات الالاف من الشباب العراقي في حرب ما زلنا نعاني من تداعياتها الى يومنا هذا , اقول ان تكريم منتسبي القوات المسلحة من مراتب وضباط كان من اهم المحفزات والمغريات التي تدفع للمقاتلين من القوات المسلحة , فكان القائد الضرورة يغدق على المنتسبين بكل انواع المكارم , سيارات وقطع اراضي وامتيازات ورواتب  وتقاعد , حتى ان الكثير من العوائل المريضة كم تمنت من ان يقتل ابنائها كي يحصلوا على مايجود به القائد من مكارم , وكم كنا نسمع عن الذين يبحوثون عن ارامل من استشهد في جبهات القتال للزواج منهن , بسبب المكارم التي تستلم عائلته . 
اقول ان ما نتابعه اليوم من سلوكيات لا تختلف عن تلك الصورة التي كانت تقول ان صدام يستخدم ويدفع بشعبه وقوداً من اجل احلامه المريضة  وغطرسته وعظمته في ان  يصبح قائداً للعرب على حساب دماء ابناء هذا البلد , ولكن مع فارق الزمان والمكان والقائد والعدو, لكن الحطب مازال واحدا هو ذلك الشعب المسكين .
الجميع يعلم ان القيمة الحقيقية والمعنوية للمكرمة وبعدها الاستحقاقي ومن يستحق نيلها , هي في القضية التي يقاتل من اجلها الجندي او الضابط , اضافة الى نوعية  ذلك العدو الذي نضحي بالغالي والنفيس من اجل هزيمته وقهره . لكن ان تمنح الاستحقاقات والمكارم وقطع الاراضي والرتب الاعلى لمقاتلة ابناء الوطن , وفي دفع  ابن السماوة والعمارة والديوانية لمقاتلة  أهله واخوانه في محافظة الانبار بحجة مقاتلة الارهاب والقاعدة , فهذا هو قمة الاستخفاف بارواح وحياة المواطنين , وقمة الجهل بأن العراقيين قد نسوا تلك الايام , ايام المكارم والانواط والرتب وقطع الاراضي مقابل حرب لم نعرف بدايتها او نهايتها . 
بالامس كان الجندي عندما يلتحق بوحدته العسكرية او الانتهاء من اجازته الاعتيادية يقول انا ذاهب الى الجبهة او عائد منها , والكل يعرف ان الجبهة هي الحدود وان العدو هو ايران , ولكن لاول مرة تصبح الجبهة هي محافظة عراقية والعدو هو ابن البلد .
فما اشبه اليوم بالامس ونحن نسمع ان القائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي قد امر بتكريم المقاتلين من المراتب برتبة اعلى وقدم سنة على مشاركتهم بالقتال في الانبار , وقطع اراضي للذين فقدوا حياتهم مع حفنة من الدولارات , وبين مكارم الامس واليوم ضاعة مكرمة  لالسيارة التي كانت تمنح لعوائل الشهداء , ويبقى السؤال هو من اكثر اكراما في منح المكارم صدام ام نوري ؟.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب