كم كنا ولا زلنا مبهورين ومندهشين من احداث ثورات الربيع العربي،كم اعجبتنا مواقف شباب ورجال تلك الثورات وحماسهم واندفاعهم نحو التغيير،كنا نعقد الامال على نتائج الاحداث وسيرها السريع ونحلم بأن واقعنا العربي سيتغير نحو الافضل،هتفنا من دواخلنا وداعا للأنظمة الفاسدة وهنيئا للشعوب المحرومة بتلك الانتصارات دعونا نتأمل المشهد اليوم في كل بلد من البلدان التي طالها الربيع المعهود،ماذا نجد ؟ ماموجود على ارض الواقع احزاب متصارعة وحركات متناحرة انشغلت عن طموحات الشعوب في سجال لايجني منه الانسان الكادح إلا مزيدا من الفقر والحرمان ،والفوضى والدمار والتحلل من القيود الاجتماعية والاخلاقية نتيجة نزعة التمرد التي صاحبت احداث التغيير والفهم الخاطيء المتولد عند عامة المجتمع بسبب ظروف الامس ومصاحبها من اضطهاد والاجواء الجديدة ومارافقها من فضاءات واسعة من الحرية. وبقدر مايثيرفينا المشهد من خيبة امل،علينا ان نضع في الحسبان ان الاحداث المتسارعة للثورات والانتفاضات التي قامت ماهي الا جزء من مخطط خارجي استغل نقمة شعوب تلك البلدان على واقعها وتبرمها من حكامها ليأتي بواقع يسوده التشتت والتصارع بين احزاب وحركات لا انتهاء لها تحاول بأجمعها استقطاب فئات المجتمع الامر الذي ينتج عنه انقسام تلك الشعوب على نفسها والنتائج معروفة على كافة الاصعدة. نحن الان امام مخطط خطير يستهدف وجودنا بزرع الفتنة والتناحر بين عناوين ومسميات وشعارات ليس للشعوب يد في ايجادها . من المؤكد اننا لانترحم على تلك الانظمة البالية التي ولت بلا رجعة لكننا لانريد ان تنطلي علينا حبائل المخططات الخارجية في زرع اسباب التخندق بكل انواعه لإيجاد ظروف تمزق كياننا العربي،انها صفحة جديدة
من المؤامرة ،فلننتبه الى مايحاك ضدنا وكفانا تشتتا،ورحم الله امرءا سمع فعقل .
مراجعة بسيطة لأساليب الدول الاستعمارية في السيطرة على مقدرات الشعوب والبلدان توقفنا على حقيقة مهمة وهي ان هده الاساليب وان اختلفت في ظاهرها الا ان غايتها واحدة . فمن السيطرة على البلدان بالقوة ونهب خيراتها وثرواتها الى اقامة انظمة حكم فاسدة تقوم بتنفيذ مخططاتها ومن ثم الانتقال الى اسلوب جديد وهو ماتعيشه بلدان المنطقة التي انتفضت على حكامها فهي تشهد حالا من التشتت والتجزئة تحت عناوين ومسميات اوجدتها الاجندات الاستعمارية من اجل الغ،اية المعروفة مزيد من الهيمنة والتسلط على مقدرات الشعوب، التفكير الاستعماري يتجه دائما لخلق اوضاع تخدم اغراضه باساليب مختلفة والغاية واحدة .فمتى تنتبه الشعوب.والله الموفق.