15 نوفمبر، 2024 5:19 م
Search
Close this search box.

الربيع الامريكي ..قادم !!

الربيع الامريكي ..قادم !!

من أكثر من اسبوعين مضت , اطلق احد الاحزاب اليمنية المتطرفة في الولايات المتحدة حملة (تمرد) ضد الأدارة الامريكية الحالية تحمل عنوان (الربيع الامريكي) تهدف الى الاطاحة بالرئيس الامريكي باراك اوباما بدعوى مخالفته القانون وإنتهاك الدستور ، كما تهدف الى حشد نحو 30 مليون مواطن بعد أن شقت طريقها بالفعل الى واشنطن العاصمة وولاية نيفادا.
(حزب الشاي) استوحى الفكرة , كما ذكر موقع The Blaze الامريكي,من ثورات الربيع العربي بكل وسائلها وأهدافها , ويبدو ان السحر قد انقلب على الساحر حيث اعلنت صحيفة (واشنطن تايمز) ان مايقرب من مليون شخص من اعضاء ميليشيات مسلحة يعتزمون اقتحام العاصمة واشنطن للاطاحة بأوباما واصفة الفعاليات بأنها ثورة على غرار ثورات الربيع العربي في كل من مصر وليبيا وتونس واليمن .
وتطالب هذه الحملة برحيل الرئيس الامريكي ورئيس مجلس النواب جون بوهينر وزعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد وزعيمة الاقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي أضافة الى نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدين.
ورغم ان مرشحو (حزب الشاي) ,الجناح المتشدد للحزب الجمهوري قد اخفق يوم الثلاثاء الماضي معظمهم في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الحزبية التي ستسبق الانتخابات النصفية في تشرين الثاني المقبل , فلا أحد يمكنه التنبؤ بمسار السياسة الامريكية خصوصا بعد أن نجح(حزب الشاي) بوضع الرئيس الامريكي في خانة الاتهام بوصف (اوباما) اسوأ الرؤساء الذين حكموا امريكا.
ويعترف المحافظين الليبرالين في الولايات المتحدة بحركة حزب الشاي (TPM) أذ قامت الاخيرة بأحتجاجات سياسية منذ عام 2009,واذا نظرنا الى ايديولوجية هذا الحزب نجدها تتمثل بالمطالبة بخفض الانفاق الحكومي ومعارضة زيادة الضرائب ومعالجة عجر الميزانية الفيدرالية والتقيد بالدستور الى جانب انها تقف ضد سياسات واشنطن الخارجية ومنها رفض التدخل العسكري في العراق وافغانستان.
ولابد من الأشارة الى ان الادراة الامريكية الحالية لم تقف مكتوفة الايدي حيال هذا التمرد الذي يستهدفها بشكل مباشر فقد عمدت الى ايجاد وسائل للتأثير على تمويل حزب  الشاي للحد من خطورته , منها على سبيل المثال تقديم مصلحة الضرائب الامريكية قاعدة مقترحات الى الحكومة بسلسلة من الاجراءات قد تستغرق العام الحالي كلة, كما أشارت وسائل الاعلام الامريكية ومنها صحيفة (نيويورك تايمز).
ولا يخفى على احد فأن الأدارة الامريكية ما انفكت تصف نفسه بأنها راعي الديمقراطية في العالم  كثوب ترتديه متى اقتضت مصالحها ، كما اشار الكاتب جيمس باك في كتابه (الاوهام المثالية), لكن هذه اول مرة في التاريخ امركيا الحديث  تظهر حركة تستهدف الحكومة بهذا الحجم مستخدمة شتى الوسائل لحشد الناس ولا سيما مواقع التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار ، واذا اخذنا بنظر الاعتبار التحالفات والتوازنات الدولية الجديدة المناوئه للولايات المتحدة متمثلة بروسيا والصين خصوصا بعد أعلان الاخيرة انها قوة عضمى , فهل سيشكل الضغط الداخلي ربيعا امريكيا يلوح في الافق ؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات