19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

الربيع الاسرائيلي ودولة الكرد

الربيع الاسرائيلي ودولة الكرد

لم يكن مفاجئا التمرد الراهن لقادة اقليم كردستان العراق والعنجهية المقيتة التي يتحدثون بها بدون اي حياء ووصف الحكومة العراقية بالطائفية في وقت هم الذين يمثلون الثلث فيها وفي وقت حصلوا على مكاسب منها لم يكونوا ليحلموا بها ابدا وفي وقت سمحت لهم بالسيطرة على كركوك وسنجار وزمار وخانقين وغيرها من المدن والمناطق واستغلوا كل ثروات البلد من نفط وكمارك دون اي رقيب ودون ان يقدموا للحكومة الاتحادية اي مردود او حصة او مكسب .الان جاء دور العلو الكردي كامتداد للعلو الامريكي والاسرائيلي ومايجري في العراق هو بروفة لمستقبل اسود واحمر ستمر بها منطقتنا .مايلفت حقا هو حضور الامم المتحدة في الملف الكردي وتحركها السريع وطرحها لمقترحات تصب في صالح الكرد وعلى مدى ثلاث سنوات فماذا يعني هذا التحرك السريع للامم المتحدة وذهاب سفراء امريكا وبريطانيا وفرنسا الى اربيل والسليمانية بذريعة منع تهديد الامن الاقليمي وهم رعاة الارهاب وهم المتسببين في الحروب والازمات ,القضية الفلسطينية تئن لستين عاما دون ان تتحرك حمية المجتمع الدولي الموبوء بفقدان الضمير والانسانية والكرامة فماالذي حرك هذا المجتمع الميت وايقظه بهذه الطريقة ولماذا ثلاث سنوات ,ولماذا يرفض مسعود هذه المقترحات رغم انه تبع لهؤلاء ولايتحرك ملمتر واحد دون ارادتهم هل المطلوب استحلاب الحكومة العراقية المزيد من التنازلات ؟هل المطلوب تقوية الاكراد اكثر ليتكون الثلاث سنوات مواتية لمواجهة التحشيد الاقليمي ؟وهل الثلاث سنوات ستكون مليئة بالمؤامرات لاضعاف المواقف الاقليمية الرافضة لاقامة هذا الكيان المشوه وغير الشرعي ؟ام ان الملوب هو تمكين اكراد سوريا للسيطرة على المناطق الممتدة من الرقة حتى البحر المتوسط ليتسنى للاكراد اقامة كيان وسيط في قلب الامة ليحققوا لاسرائيل مقولتها بان كيانها يمتد من النيل الى الفرات.
ولدعم هذه الرؤية نتوقف عند هذه الارقام والحقائق لتفسير واقع التحرك الدولي وواقع الموقف الامريكي
اولا : ان القرار في اقامة الكيانات الكردية امر مفروغ منه لدى الجميع سيما وقد عجلت امريكا باقامة الحكم الذاتي للاكراد في سورية على ثلاث مراحل الاول يبدأ في الاقضية ثم المدن ثم الاقاليم
ثانيا :ان طرح مشروع انفصال كردستان العراق هو محاولة لجس نبض المنطقة وقراءة ردود الافعال ليتم بعد سنتين اوثلاثة التغلب عليها ومعالجتها والانفلات منها , كما ان دخول الامم المتحدة على خط القضية الساخن يهدف بلا ادنى شك الى تفعيل قرار دولي سيكون ضاغطا على العراق من جهة ومفيدا للاكراد من جهة اخرى حيث ان الطبخة الاممية تقول بان الوضع الكردي يجب ان يكون بنفس المواصفات الحالية على ان يتم استحصال مكاسب جديدة للاكراد تكون توطئة للانفصال , كما ان الورقة الكردية ستكون موجهة ضد الحكومة العراقية من اجل مقايضتها بفك ارتباطها مع محور المقاومة والانجرار الى المحور السعودي المتطلع للتعايش مع الكيان الصهيوني وقد راينا كيفية التحرك الناعم السعودي في العراق في الاونة الاخيرة , وهذه المعطيات يمكن تلمسها من خلال ما اكده الوفد الاوربي لبرزاني ليكون الانفصال الحتمي بقرار اممي ورعاية اوربية, وان يكون تحت اشراف الامم المتحدة كما وعد( ماكيغورك) والمتابع لسير ومجرى الاحداث والمفاوضات واصرار الكرد على الانفصال وتمسكهم بما يطلقون عليه بحق تقرير المصير يتلمس الواقع الذي يتجه الى تدويل الانفصال متجاعهلين بانهم هم من صوتوا عام 2005 للحكم الفيدرالي مع العراق فما حدا مما بدا ليقفزوا اليوم على كل الحقائق ويصادروا ارادة الجميع .
ثالثا: الموقف الكردي في الاقليم : هو موضع اجماع القوى السياسية الكردية ولكن الفرق هو ان حركة التغييرالكردية والحركة الاسلامية وقسم كبير من الاتحاد الديمقراطي الكردستاني يريد ان يكون قرار الانفصال قرار يعود الى جميع القوى حتى لايتفرد مسعود به ويتزعمهم ويحول المشروع القومي من اقامة دولة كردية ديمقراطية تتكافأ فيها الفرص الى امارة برزانية.وهذا مارايناه حتى في موقف رئيس الجمهورية في العراق الذي يجب ان يكون حاميا لوحدة العراق نجده يطالب بكركوك ولايتجرأ على انتقاد موقف البارزاني بل يطلق موقفا فضفاضا حيث يدعو الجميع للتعالي عن المشاكل ؟؟
رابعا: اسرائيل التي فقدت المجاميع الارهابية بعد انتصارات الجيشين العراقي والسوري وجهت انظارها اليوم للانتقام من هذين القطرين عبر اخراج سيناريو الدولة الكردية في المنطقة وذلك للانتقام من محور المقاومة واشغاله في اتون الحرب الداخلية القادمة في المنطقة والتي تجمع كل المعطيات على انها ستكون بعد ثلاث سنين عددا .