اعتدنا تجهيز احتياجاتنا العائليه من المواد الغذائيه فى التوجه نحو الاسواق الكبيره ” Supermärkte ” التى تجمع مواد متعدده كالمعلبات, انواع الاغذيه المجمده, والفواكه والخضراوات بالاضافه الى المشروبات الغازيه والكحوليه وبنفس الوقت قسم كبير للاجبان والاسماك واللجوم الطازجه. ان هذا التمركز وتنوع البضائع وتنظيم عرضها قام على دراسات علميه يوفر للزبائن كثيرا من الوقت. لقد تطورت نوع من الثقه بما يقدم لنا من الاغذيه ضننا منا انها تخضع للمواصفات والشروط التى تضع قواعدها الدوائر والمؤسسات المختصه, ولكن هذا لايحصل دائما. ان صناعة الغذاء قد توسعت بشكل كبير جدا ويعرض فى هذه الاسواق احيانا 10- 20 لماده واحده التى تقدم اختلافا كبيرا فى الاسعار والنوعيه وتعرض تحت اسماء ومناشىء متعدده. ان هذه الحاله تضع المستهلك فى صعوبة الاختيار بين هذا الكم من التنوع خاصة اذا لم تتوفر له بيانات حول النوعيه والاسعار والمكونات. فى العالم الغربى تطورت مؤسسات المجتمع المدنى التى انبثق عنها عنها روابط” حماية المستهلك” والتى نظرا لاهميتها اخذت شكلا قانويا من قبل الحكومات المحليه وحكومة الاتحاد وتدعم ماديا بشكل كبير من الدوله على ان لا يكون عملها ربحيا, ومع الزمن وتراكم الخبره اصبحت احد المصادر المهمه للاستشاره لما يحتاجه المستهلك من الحاجيات اليوميه والدائمه. اان اسلوب عمل هذه االروابط يبدأ بجمع عده ماركات لبضاعة ما وتخضعها للاختباروالمقارنه وفقا لمؤشرات علميه, وتستعين فى عملها بالمختصيين والخبراء حول النوعيه والسعر والعمر الوظيفي والادامه وتنشر هذا النتائج بشكل دورى فى وسائل الاتصال. ان هذه الروابط لا تقدم النصائح او الاملاءات للمستهلك والتأثير عليه نحو بضاعة ما وانما النتائج المستخلصه من الاختبارات اما فى حالة المواد الاستهلاكيه كالاجبان, المشروبات الغازيه العصائر, النستله, المعجنات و الصوصج بانواعها…الخ فيتم ذلك فى دعوة عدد من المستهلكين لتذوق هذه الماده بعد يخفى اسمها التجارى ويسجل راى وانطباع المستهلك, والغريب ان كثير من الحالات فازت الانواع ذو الاسعار الواطئه والاسماء غير المعروفه ” Nobody ” بالافضليه النوعيه والسعريه, لقد كانت النتيجه مفاجئه كبيره للمشاركين فى الاختبار الذىلم يكن حاضرا فى الوعى والمعرفه الذاتيه. ان نتائج الاختبارات والمقارنه السعريه والمتانه واللجوده تقدم فى وسائل الاتصال كما تعرض ايضا بشكل كتيبات فى المكتبات العامه وفى الانترنت انها لاتفرض رائيا وانما تطرح النتائج التى تساعد على اتخاذ القرار.
لقد كان مثيرا للاهتمام عدم حصول الماركات الشهيره المعروفه وسعرها العالى دائماعلى الاولوية, فى حين حصلت الماركات غير المعروفه” nobody” فى كثير من الاختبارات على تقييم افضل. ان روابط “حماية المستهلك” تستعين باحد المختصين فى صناعة الغذاء. ان هذا المختص يتناول عملية تصنيع الاغذيه التى تنتجها الشركات من حيث اسلوب صناعتها ومحتوياتها, والعديد من شركات انتاج الاغذيه تقدم عددا من منتجاتها باسعار متداوله وتحضى بقبول من الجمهور وتاخذ مكانا واسعا فى المعروضات ويتسائل المرء كيف يمكن للشركات ان تضغط على التكاليف بحيث تعرضها بهذه الاسعارالمنخفضه, ولاشك فان الشركات لاتملك قلبا رقيقا ونيات طيبه نحو المستهلك خاصة انهم ليسوا جمعيات خيريه ومن خلال عملها يجب ان تجنى ربحا. على سبيل المثال ان كيلو ايسكريم بالفانيلا لايتجاوز سعره 170 سنتا, او 250 غرام من الجبن المغلى بـ 150 سنتا, او كيلو لحم مثروم من الخنزير لايتجاوز سعره 3,50 يورو او اللحم البقري لا يتعدى سعره 5 يورو ويرجع ذلك الى حجر الحيوانات فى حضائر بدون مجال للحركه ويقدم لهم اعلاف يخلط فيها لكثيرالبروتينات والانتى بيوتيك. ويقدم ايضا قطعة لحم متجانسه الشكل معده للشوى او القلى بسعر اقل بكثير عن السعر المالوف, ويقدم علية الزبائن لانها رخيصه ضننا منهم انه ” ٍSteak” فعل, ولكنها بقايا قطع صغيره تجمع ويعطى لها شكل ويضاف اليها بعضا من الشحوم وتجمد وتطرح ضمن ثلاجه اللحوم. الحقيقه ان ما قدمه هذا الرجل كان غريبا جدا ويكاد لا يصدق, الا انها ممارسات يوميه لا علم لنا بها وليس لها علاقه مباشره بنوع البضاعه, وتكاد جميع الاغذيه المصنعه من قبل شركات صناعة الغذاء لا تلتزم بالشروط التى تضعها دوائر الدوله المختصه, ويحصل ذلك غالبا باستخدام مواد اوليه غير طبيعيه. انه من الغرابه بمكان مثلا ان يصنع انواع من الجبن تخلوا من الحليب المعتاد وكل محتوياته من مستخلصات الصويا والذره واضافة مواد كيمياويه , معطرات , مواد حفظ وتذوق بالاضافه الى كثير من النشويات, هذه الاجبان تشمل تقريبا كل الانواع المعروضه من الاجبان الطرية او بشكل شرائح اومكعبات. اما عن الايسكريم فان العمليه لاتختلف كثيراحيث لايمثل الحليب الطبيعى الا نسبه قليله واضافة حليب الصويا اما عن الفانيلا فهى مستخرجات كيمياويه لا تكلف كثيرا, والمهم جدا ان السكر يشكل نسبة عاليه فى غالبية الاغذيه المصنعه,وتضاف المعطرات والمواد الحافظه والداعمه لاعطاء مذاق مؤثر. يشير مقدم البرنامج الى ضرورة قراءة مكونات المنتوج والتى تعرض باسمائها العلميه التى لا يدركها الا المختصيين والتى يحذر من استعمالها. يعرض فى الاسواق انواع من السمك المغلف بالبقصم, الخبز المطحون والذى يعرف بـ ” الاصابع” من قبل شركات عالميه,والحقيقه فان السعر فى المتناول ويحبه الاطفال كثيرا وترغب به الامهات لانه سريع التحضير. عند تفكيك الماده كانت نسبة السمك لا تزيد عن 30 -40% من وزن القطعه الواحده, هذا يعنى ان الاطفال ياكلون خبزا ,صورمن الخبز ملون ومغلف جيدا فى الوقت الذى يجب ان ياكلوا سمكا. ان السمك, كما هو معروف غالى سعريا, اما عن الغلاف فهوا مغرى جدا ومشهى ايضا ومع عمليه الاوتوماتيك والحزام الناقل تتصاعد الانتاجيه الانتاجيه وتنتج يوميا ملايين الوجبات وتحصل على ارباح خياليه وتبيع مادة سمكيه لا السمك فيها الا ثلثها. ويؤكد الخبير بصناعة الغذاء ان غالبية الاغذيه المصنعه كوجبات غذائيه والتى يدخل اللحم فيها يصنف هذا اللحم الى نوعيات رديئه او قد تجاوزت مدة صلاحياتها, ومع ذلك ان تغليفها بالخبز المطحون يشكل نسبة لابئس بها من المنتوج, انها عملية احتيال مستمر فى نوعيه المكونات والامعان فى منتجات المختبرات الغذاء الكيمياويه وفى طريقة واسلوب التحضير والانتاج.
. ان الكثير من المنتجات قد دخلت الاستعمال العام واصبحت ايضا كاحد مفردات اسلوب الحياة المعاصره, ولم تستطيع الحكومات رغم حملات التحذير والرقابه من تغير هذا النمط الاستهلاكى واسلوب صناعة الغذاء. نشير هنا الى الهامبرغر بكل انواعه والشركات العالميه التى تنتشر فى مختلف دول العالم. ان الهامبرغر يحتوى على نسبة كبير من الدهن الحيوانى ويدخل السكر بنسبة بسيطه فى التحضير وليس اخيرا المطيبات. ان الهامبرغر الذى يحفظ فى الفروع مجمدا يخضع عند الطلب الى درجه حراريه عالية جدا بحيث يجب ان يكون حاهزا فى اقل من دقيقه. ان عملية التجميد والتحول على فعل درجه الحراره العاليه جدا تفقده فوائده الغذائيه, انه بفضل الكيمياء والمعطرات اكلة سريعه مشبعه لذيده جدا واسعاره معقوله ايضا ودائما فى متناول اليد فى كل مكان. ان الاطباء واختصاصى التغذيه يؤكدوا دائما على انعكاس هذا الغذاء على صحه الانسان والاطفال بشكل خاص لانه يحتوى على سعرات حراريه عاليه, وكما تشير البيانات الامريكيه ان الاطفال الامريكان مهددون بخطر السمنه وزيادة الوزن, والحقيقه ليس الاطفال الامريكان وانما العالم الغربى والشرقى والدول التى نجحت فى النمو الاقتصادى معرضه الى هذا الخطر, ان الحكومات, فى امريكا خاصة وبالرغم من تبنى نقد شركات صناعة الغذاء لم تستطيع وقف هذا النمط الاستهلاكى الذى اصبح يشكل اسلوبا متطورا للحياة. ان حملات علاقات عامه دعايه واعلان ناجحه وسياسة تسويق هجوميه يقف النقد العلمى والسياسى عاجزا على التأثير والتغيير فى نمط الاستهلاك. يبدوا هذا اكثر وضوحا مع المشروبات الغازيه بكل انواعها, الكولا والبيسى, السفن ومئات الانواع الاخرى التى تحتوى جميعا على نسبة كبيرة من السكرو والذى بات واضحا خطره على الانسان وخاصة الاطفال. ما عسى المواطن ان يعمل , فقد سلبت ارادته الى حد كبير ويجرى التدجين فى كل المجالات, أن الاجور والرواتب تكاد تكفى لمتطلبات المعيشه ناهيك عن بدلات الايجار للشقه ومتطلبات الاطفال الذين يحلم ان يوفر لهم حياة افضل, ان يحصلوا على البكالوريا واخيرا نحو الجامعه. ان عمليات الاحتيال فى الانتاج الغذائى تمثل احد الجرائم الكبرى للشركات المتعددة الجنسيات التى لا يهما الا الربح وتصيب محدودى الدخل بشكل مباشر, هؤلاء لا ينحصر استغلالهم فى عملهم المأجور وانما ايضا فى يومياتهم وما يتناولوه من اغذيه اسعارهقا فى متناول اليد, انها عملية استغلال واحتيال مضاعفه. اما الذين ضمن الـ 10% من السكان فلهم اغذيه خاصه على درجه عاليه من النوعيه والسلامه وبدون اضافات كيمياويه ومعطرات, لانها لاتحتاج اليها.