22 أبريل، 2024 11:16 م
Search
Close this search box.

الراقصون في الاتراح

Facebook
Twitter
LinkedIn

مما لا شك فيه ان العراق يمر بمخاض عصيب لا يعلم احدا كيف سيخرج منه فشماله الكردي ما فتيء يهدد بالانفصال  كلما اختلف مع حكومة بغداد التي هو جزء منها
ووسطه السني الممتد من حدود ايران الى حدود سورية والاردن اصبح خارج سيطرة بغداد التي تحكمها المليشيات بعد ان تبخر جيشنا فلم يبقى فيه الا حفنة ضباط تهدلت كروشهم واثقلت النجوم كواهلهم وسلموا امرهم لضباط الحرس الثوري ليقودوا المعارك نيابة عنهم
وجنوبه منبع الثروات يشقى ابناءه بسوء الخدمات وفساد الادارات  والانشغال بالمواكب الحسينية والزيارات والقبول بشظف العيش مقابل اوهام حب الحسين عليه السلام والظفر بشفاعته يوم القيامة
واصبحت البلاد نهبا لكل طامع ولكل قصد خبيث
في مثل هذه الاحوال تنتفض الدعوة الى التصدي لداعش باعتبارها اس البلاء ولا صلاح للناس الا بحربها  ولا خلاف في ذلك فقد عانى العراق منها ومن سلفها القاعدة ما عانى
ولكن كيف يكون الطريق
هنا خرج علينا هؤلاء الراقصون عندكل بلاء لينصبوا انفسهم  روادا وقادة لحرب داعش فصاروا يركضون وراء كل سراب
داعش اليوم عدو في ظاهرها لكل دول العالم وكل له مصلحة  في التصدي لها وتجنيد من يرتضي لنفسه هذا الدور
فهذا  شعلان الكريم وحليفه احمد عبدالله كانا اوائل المسارعين لتقديم  الخدمات للمالكي وبعد بضعة ملايين استلموها عادوا خائبين فلا جندوا مقاتلين ولا اعادوا الملايين
ثم انبرى اثيل النجيفي ليعلن تشكيل كتائب التحرير ليتبعه بعد ذلك اخوه
ثم انبرى رافع وبعد صولات في الفضائيات ليفاوض الامريكان ليكون قائد تحرير الانبار
وعلى جبهة اخرى احتار البعث اين يمضي فقط تحالف مع داعش ونسى في تحالفه كل ارثه الفكري وطروحاته القومية  ليكون جزء من دولة خلافة اسلامية لا يؤمن بها اصلا  بل حارب فكرها طوال عمره البائس
وفي ظل البعث وفي عهده ترعع السعدي والضاري والرفاعي لينتصب كل منهم مفتيا اليوم يروجون للثورة والثوار دون ان يفكر احدهم ان يكون معهم وفي خندقهم لتكون لفتواه قيمة ولعلمه اثر على قوم جعلوا هيئتهم الشرعية هي صاحبة القرار  دون اعتبار لاي عمةٍاو عقالٍ
واقف انا اليوم المواطن البسيط ابحث عن صاحب عقل وخطة وتدبير لينقذنا من هذا البلاء الذي اصاب العراق بين ذباح وراقص في المأسي والاتراح
وبعيدا عن الشكوى اقول هذا  الذي اصاب العراق لا تنفع فيه مثل هذه المعالجات البائسة لانها تمنع الناس عن الفعل السديد والعلاج الناجع وادعو كل هؤلاء الراقصين الى التوقف وترك طموحاتهم الدنيئة والاجتماع على خطة وبرنامح  فيه اصلاح الوضع كله
رئيس جديد وحكومة راشدة وبرنامج جديد وايقاف الفساد والانحراف  وشراكة في القرار
الى هؤلاء الراقصين صراعكم في بغداد لاصلاحها قبل التفكير في نينوى والانبار
هلا ينبري القادة الى اجتماع طويل بعيد عن الالقاب والبروتكول ليشخصوا المشاكل والاخطاء ويضعوا العلاج للداء وما داعش الا واحدة من اعراض هذا الداء

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب