23 ديسمبر، 2024 8:59 ص

الوطنية ….الوطنية

الوطنية ….الوطنية

نسمع دائماً الكل يتغنى بوطنيته ونتسأل إذا الكل وطني فمن الخائن؟!˛ كما أننا لم نلتفت إلى الذين يدعون الوطنية ونحاول أن نعرف ماهية الوطنية˛ هل هي معروفة لدرجة أنها أصبحت من البديهيات التي لا يمكن وصفها فتنطبق عليها الحكمة القائلة:«أن أصعب المعضلات تفسير الواضحات»؟˛ أم أنها العبارة التي كانت ولاتزال ترددها الألسنة بدون تفكير «تعيش فلسطين حرة أبية والجولان عربية»؟!˛ أو أعلان العداء الدائم لأي دولة تدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر في الشأن العراقي وكأن مصير الشعب العراقي الحرب حتى الموت ولا تفكير في أقامت علاقة دبلوماسية حالياً أو مستقبلاً!
لا أعتقد ذلك أن ما دعاني لمناقشة هذا الموضوع هو حديث مع زميل في نفس المؤسسة التي أعمل فيها والذي جعلني أدرك أن علينا أن نعمل المستحيل كي نعيد الحياة إلى ذلك الرجل المريض الذي يقبع في ثنايا أغلب مشاعر المواطن العراقي أياً كانت مشاربه القومية أو الدينية أو الساسية إلا وهو الأنتماء للعراق. حتى لا نخسر العراق إلى الأبد. كوني أعمل في شركة سفر وطنية تقوم بتقديم خدمة للعراقي ولغير العراقي˛ ولكن لها منافسين من شركات عربية ومن دول مجاورة.
بدأ زميلي الحرفي بحديثه عن سفره بأحدى شركات السفر العربية وبدأ يمدح تلك الشركة وخدماتها وكأنه يقول أن الشركة يعمل فيها والتي تشكل مصدر رزقه ورزق عائلته شركة سيئة! أنصت لها منتظراً نهاية حديثه والعجب مسيطراً علي وبعدها أجبته قائلاً: «إليس من الأفضل السفر على متن طائرات شركتنا كون بعض الأجور سوف تعود إلى جيبك بشكل من الأشكال؟!» فنظر لي نظرة المدهش وقال: «أعتقد أني حر في السفر مع أي شركة». وعندها رويت له حادثة قيام موظفون في شركة هواوي بكتابة تغريدة التهنئة بمناسبة العام الجديد بأستخدام جهاز أيفون مما حدى بالشركة إلى اقتطاع مبلغ 5000 يوان (ما يعادل 728 دولارا) من الراتب الشهري للموظفيْن، فإن أحدهما سوف يتم توقيف الزيادات في راتبه لمدة 12 شهر.
الوطنية بأختصار أن تعمل جاهداً لخدمة البلد في أي مجال أبتداً من رمي القمامة في مكانها الصحيح ودعم كل منتج وكل خدمة عراقية˛ لا مناص من أن يفكر الفرد بنفسه وعائلته˛ وأن يحب ذاته ألف مرة˛ لكن عليه أن يحب العراق مليون مرة. فالنغني للعراق وليس للحكامه فالعراق هو الغاية والبقاء له وليس للحكام ونقول مرحباً لكل من جاء لخدمة بلدنا˛ وأن من يسعى للمساس بالعراق فحدوده العراق هي شفا الجرف الهار الذي تحدث عنه الله في محكم كتابه العظيم في سورة التوبة الأية رقم (109). يجب أن نعلم أبنائنا كيف يفكر بخدمة بلده وليس نلقنهم شعارات بدون تفكير. ونقول لهم حبوا العراق لدرجة العشق˛ وليس السياسين.